> تقرير/ سالم حيدرة صالح

*مدير الهيئة العامة لحماية البيئة بأبين لـ «الأيام»:
المحافظة تزخر بتنوع نباتي وحيواني نادر
نعاني محدودية الموازنة التشغيلية ونقص الكوادر المتخصصة


 أوضح مدير عام مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة أبين، م. ناصر صالح الصاعدي، أن مكتبه يقوم بالكثير من المهام في في هذا المجال؛ كتطبيق القوانين والقرارات والاتفاقيات البيئية من خلال التعاون مع الجهات ذات العلاقة، والتوعية لحماية البيئة، والتدريب وتقديم المحاضرات والندوات وورش العمل والشعارات والنشرات والملصقات والحملات المتجولة والمسابقات المختلفة.. وغيرها، بالإضافة إلى اقتراح الشروط المرجعية لتقييم الأثر البيئي للمشاريع الكبيرة، أو تحديد الشروط البيئية للمشاريع الصغيرة، وتقديم المشورة الفنية المتعلقة بالبيئة وتلوثها، والمساعدة على حل مشاكل البيئة أو نقلها للجهات المختصة، وتنفيذ المشاريع الصديقة للبيئة بالتعاون مع الجهات المختلفة، لافتاً إلى أن المكتب «قدّم اقتراحاً بإنشاء وتأسيس المحميات الطبيعية وإصدار الشهادات المتعلقة بالبيئة للمنشآت والمشاريع، والنزول المستمر إلى المنشآت ذات الأثر البيئي السلبي، وتقييم أوضاعها البيئية، وإجراء المسوحات والدراسات المصغرة ذات العلاقة بالبيئة.

تنوع نباتي وحيواني
م. ناصر الصاعدي
م. ناصر الصاعدي
وأشار الصاعدي في سياق تصريحه لـ«الأيام» إلى أن «محافظة أبين يسود طبيعتها الجغرافية نوعان من التضاريس هما: التضاريس الجبلية، والسهلية الساحلية، ففي المناطق الجبلية يسود المناخ المعتدل إلى الدافئ صيفًا وباردًا في الشتاء، أما المناطق الساحلية فيسودها المناخ الحار صيفًا والدافئ شتاءً». مضيفاً: «ولعل شحة الأمطار وارتفاع معدل الحرارة في معظم الأجزاء الجنوبية للمحافظة قد أثرا سلبًا على التنوع النباتي، وأصبح محدودًا سواءً من حيث النوع أو الكم، ويكاد ينحصر في بعض أنواع الحشائش والشجيرات، بالإضافة إلى الأشجار المعمرة المتناثرة في الأودية والشعاب وبعض القيعان؛ ومن أهمها أشجار السُمر والسِدر والغرف وبعض أشجار الطلح والأثل، ومع ذلك فقد حبا الله تعالى محافظة أبين بتنوع نباتي نادر في منطقة جبل العرايس، وهذا الجبل الذي يشتهر بطبيعته الخلابة والساحرة واخضراره الدائم وتنوع النباتات، حيث يحتوي على نباتات نادرة قد لا توجد في أي منطقة أخرى في العالم، ونحن في المكتب بصدد إعداد دراسة متكاملة عن تلك المنطقة بالتعاون والتنسيق مع كوادر متخصصة في جامعة عدن، وبالنسبة إلى التنوع الحيواني، فإن المحافظة تتميز بوجود أعداد من الحيوانات؛ ومنها النمر العربي، والوشق، والضباع، والثعالب، والغزلان، والقرود، والأرانب البرية، والزواحف، والأوبار.. وغيرها من الحيوانات، غير أن الاصطياد الجائر لتلك الحيوانات والأنشطة البشرية السلبية أثرا على أعدادها، وأصبح بعضها مهدد بالانقراض، ومن الطيور هناك الصقور والعقاب وغيرها من الأنواع..
تواجد للنمر العربي والوشق والغزلان والضباع والصقور والعقاب
تواجد للنمر العربي والوشق والغزلان والضباع والصقور والعقاب

كما تتميز المحافظة بوجود شريط ساحلي طويل بمنطقة مقاطين، وهي منطقة جميلة توجد فيها الشعب المرجانية وبعض أسماك الزينة، ونتمنى من قيادة الهيئة العامة إعلان جبل العرايس كمحمية نباتية، ومقاطين كمحمية بحرية، وهناك ينابيع من المياه الكبريتية الحارة، وهي مياه مفيدة للعلاج؛ حيث يأتي إليها المواطنون من أماكن كثيرة من المحافظة ومن خارجها، وتقع في منطقة كبث في مديرية خنفر».

اتفاقية شراكة 
وأشار الصاعدي إلى أن «المكتب لديه طموحات كبيرة ورغبة في الارتقاء بالعمل البيئي منها السعي لتأسيس مركز رئيس للتوعية الصحية والبيئية، والدراسات المطلوبة الخاصة جاهزة، ونمتلك مبنى في مدينة جعار بحاجة للترميم والتأهيل فقط، وسبق أن قام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بإدراجه ضمن المشاريع القائمة التي تحتاجها المحافظة»، مضيفاً: «ونحن بدورنا قمنا بالتوقيع على اتفاقية شراكة مع مكتب التربية والتعليم بعملية التوعية والتشجير في المدارس المختلفة، كما قمنا بإعداد الدراسات اللازمة للاستفادة من مياه وضوء المساجد في التشجير، ونرغب أيضًا بتأسيس مشتل مركزي لتوفير القاعدة الأساسية من الشتلات، علما أنه كان لدينا مشتل سابق يقوم بهذا الدور إلا أنه أخذ علينا بحجة ادعاء الملكية، ونأمل كذلك بإقامة مقالب صحية سليمة وتدوير مخلفاتها، وإقامة مشروع حمامات طبيعية، واستخدام الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء وغيرها من المشاريع الصغيرة الصديقة للبيئة إلى جانب الأعمال اليومية التي سبق ذكرها».
خلال أحد الأنشطة والفعاليات البيئية بمحافظة أبين
خلال أحد الأنشطة والفعاليات البيئية بمحافظة أبين

صعوبات كثيرة
وقال مدير عام مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة بالمحافظة في تصريحاته لـ«الأيام»: «تعترض أعمالنا صعوبات كثيرة؛ منها محدودية الموازنة التشغيلية، والتي لا تلبي جزءاً من احتياج العمل، ونقص الكوادر المتخصصة بالبيئة، وعدم وجود طاقم وظيفي خاص بالمكتب، فكل العاملين فيه المتطوعون، وعدم وجود وسيلة مواصلات، وكذا غياب الأجهزة والمعدات اللازمة للعمل، إضافة إلى عدم الاستقرار في العمل، حيث كنا لفترة قريبة بدون مكتب؛ نتيجة لتدمير المكتب السابق أثناء الحرب، فضلاً عن تدني الوعي البيئي لدى الكثير من أفراد المجتمع، والذين ينظرون للبيئة وكأنها قمامة وصرف صحي، وقد وضعنا بالخصوص العديد من الاقتراحات لتحسين الأداء؛ منها توفير الإمكانيات المادية والبشرية المناسبة، وتأهيل وتدريب الكوادر، والعمل بمبدأ الثواب والعقاب، وتشجيع المبادرات الذاتية، ودعم منظمات المجتمع المدني المرتبطة بالبيئة، وتوفير الأجهزة والمختبرات الخاصة برصد التلوث، وتبادل الزيارات والخبرات الداخلية والخارجية، وتعزيز دور المرأة، ودعم الدراسات والأبحاث والمسوحات المتعلقة بالبيئية، وإدراج البيئة في خطط التنمية وتوجيه المنظمات والجهات الداعمة للعمل البيئي، والعمل باللائحة الوزارية المالية الخاصة بالموارد البيئية».

وتابع: «الكل يعلم أن السلطة المحلية بقيادة المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم تسلمت المحافظة وهي في حالة صعبة -إن لم تكن أطلالاً- مشحونة بالكثير من الصعوبات، ولكنه خلال فترة صغيرة استطاع تحقيق الكثير من الإنجازات، وعند لقائنا به تجاوب معنا لدعم نشاطنا وأملنا به كبير، وسيكون القادم أجمل بإذن الله، وأما بالنسبة إلى رئاسة الهيئة العامة، ممثلة بالدكتور عبدالقادر الخزاز، فنحن أيضاً على تواصل مستمر معهم، ونعمل بروح الفريق الواحد، وهم يشرفون على أعمالنا ولا يبخلون علينا بتزويدنا بالملاحظات الهادفة لتعزيز العمل كلما سنحت الفرصة لذلك، ويسرني ونحن نحتفي باليوم الوطني للبيئة، الذي يصادف العشرين من الشهر الجاري، أن أوجه رسالتي عبر «الأيام» إلى كل منظمات المجتمع المدني بضرورة الحفاظ على البيئة وحماية مواردها من التلوث والاستنزاف من منطلق أن حماية البيئة هي واجب ديني ووطني على كل مواطن، كما أتمنى ممن يهمه الأمر بضرورة دعم الأعمال البيئية ماديًا ومعنويا».