> تقرير/ سليم المعمري
وأثارت هذه المشكلة، التي تحولت إلى ظاهرة نتيجة لتزايد أعدادها بشكل كبير جداً، جدلاً واسعاً في الأوساط العامة، ومخاوفاً من توسع استخدامها في الاغتيالات والسرقات والمخالفات غير القانونية في المدن.

█ خطورة
وفي الوقت الذي استغرب فيه المواطن محمد نعمان اليافعي من حركة السيارات في الشوارع بهذه الطريقة، ومن دون أن يكون هناك أي دور للمرور ووزارة الداخلية بشكل عام، على الرغم مما تمثله من خطورة كبيرة على الجانب الأمني وغيره، يقول سائق مركبة غير مرقمة لـ«الأيام»: «المعنيون يريدون منا الترقيم، ومن ثم يصرفون لنا لوحات (مؤقتة) لا تدوم طويلاً وبتكلفة باهظة»، مُبدياً استعداده لدفع الرسوم حتى وإن كانت كبيرة، ولكن مقابل الحصول على (لوحات معدنية رسمية)».

█ غياب الدولة
فيما قال الكاتب أحمد حميدان: «حركة المرور تعكس واقع الدولة الذي يمثلها في المشهد رجل المرور، وانضباط الحركة يُعبّر عن سلطة النظام والقانون، وثقافة المجتمع، ومدى التزامه بالنظم المعمولة، ولكن ما تعكسه الصورة العامة لحركة المرور اليوم مزعج جدًا، والأكثر إزعاجًا هي السيارات غير المرقمة، وهذا دليل واضح لغياب الدولة والنظم والقوانين، والكل يعلم أن اللوحة المرورية تمثل البطاقة الشخصية للمركبة، فقد تتعرض لحادث أو تتسبب به، وقد تستخدم في تنفيذ الجرائم بمختلف تصنيفاتها، ولهذا فرقم المركبة يساعد أجهزة الأمن والمرور في كشف هويتها والحصول على المعلومات الكافية عنها في حالة الحوادث أو ارتكاب الجرائم، والخطورة اليوم هو تزايدها بعدد مهول، وهي جريمة كبرى يرتكبها المعنيون بحق سلامة حركة المرور والناس في الشارع العام والسلم الاجتماعي، ولا حل لهذه المشكلة إلا بتطبيق النظام والقانون، من خلال ضبط حركة المرور، وترقيم المركبات».

وأضاف: «مدير أمن عدن ووزير الداخلية يتحملان كافة المسؤولية في هذا التأخير، وهما مطالبان من كافة أبناء العاصمة بالإفصاح عن الأسباب وعن خطتهم المتعلقة بهذا الخصوص».
فيما أشار المحامي عبدالله الميسري إلى أن: «السيارات مجهولة الأرقام أضحت تُشكل إرهاباً في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة، وخطرًا جسيماً ناتجاً عن التقصير والإهمال والإخلال بالواجب الوظيفي، فيتطلب من الجهات المختصة حل هذه المشكلة من خلال المسارعة إلى ترقيم السيارات المجهولة؛ بهدف مكافحة الجريمة قبل وقوعها، كون الحيطة والحذر اللازمان بوجود أرقام المركبات يُعد تنفيذًا للقانون، وهو قانون المرور النافذ، كما أن المتسببين بتجميد القانون يعني تقديم خدمة للخلايا النائمة لارتكاب جرائمها».

█ غياب الوعي
وأعاد رجل المرور محمود حسانين البارجة، مشرف منطقة المنصورة بعدن، تزايد السيارات غير المرقمة إلى غياب الوعي بأهمية اللوحة المعدنية، والتي تمثل هوية للسيارة، بالإضافة إلى تفشي الفساد والإرهاب، وعدم احترام القوانين واللوائح المرورية، وغياب هيبة الدولة، داعياً المواطنين إلى الإسهام بتطبيق القانون، والذي من شأنه أن يسهل من حركة المرور ويخفف من ارتكاب الجريمة، ولعدن مدنيّتها.