الفنان محمد علي الدباشي.. لم يُكرم لا في حياته ولا بعد مماته

> كتب/ الفنان أحمد فضل ناصر

>
​> صادف يوم الإثنين الفائت 18 من فبراير الجاري 2019م الذكرى الـ 37، لرحيل أبرز أعمدة ورواد الأغنية اللحجية الفنان محمد علي الدباشي، طيب الله ثراه، الذي تفرد بتقديم للعديد من الألوان الغنائية في الساحة، حيث كان من أبرز ممن أدوا وأجادوا الأغنية الصنعانية واللحجية التراثية والقمندانية، وغيرها، كما يعتبر الدباشي من أوائل مجددي الأغنية اللحجية منذ الأربعينات، حيث برزت موهبته، وكان في قمة مجده الفني منذ الخمسينات، إلى أن رحل عنا في أوائل الثمانينات، تاركا لنا إرثا فنيا نفخر به وتفخر به كل الأجيال.

تميز الفنان الراحل محمد علي الدباشي، بصوت شجي نادر وأداء متميز وأسلوب خاص، وقد سلك لنفسه مسلكا خاصا بمدرسته الفنية التجديدية، من خلال أدائه للعديد من الألوان الغنائية، بأسلوبه الخاص، كما شكل ثنائيات رائعة مع العديد من رواد الشعر الغنائي لمعظم ألوان الأغنية ومنها الغزلية والعاطفية والموضوعية والرمزية والوطنية والحماسية الثورية، كما أدى الأغنية الاجتماعية والساخرة بأسلوب فني متميز، ومن أبرز الشعراء الذين رافقوه رحلته الفنية عبدالله هادي سبيت وصالح فقيه ومسرور مبروك وعلي عوض مغلس وعبد الرحمن عبادي وغيرهم. ومن أعماله الغنائية نتذكر:

- شراحي كيه سمعوا الأوظاف باعطي شراحه لا توكنوني.
- عشق الطفر بس لاكانه.
- فليعيش الثوار
- كثروا بالهرج والمكسب عمى.
- من فين لي قلب صابر لانته معك قلب صبار.
في المولعة هب الضمار.. وغيرها.
كما تفرد عزفا بالعود، وأدى بصوته المتفرد العديد من أغاني اللون الصنعاني واليافعي والحضرمي.. نتذكر منها:
(يا جزيل العطا....يقرب الله.. وغيرها).

رافق الفنان مهدي درويش بالعزف على آلة العود، في المسلسل الإذاعي (أحمد فضل القمندان) الذي أعده الراحل عبدالله هادي سبيت، لإذاعة عدن  في السبعينات، حيث شارك في إلقاء القصائد القمندانية الشاعر الراحل أحمد صالح عيسى، كما كان على الإيقاعات (العدة اللحجية الشعبية من هاجر ومراويس) كل من:
محمد سيف وعلي هندي وجاندي.. وكان في التقديم الإذاعي الإعلامي الراحل عبدالقادر سعيد هادي، إخراج محمد محمود السلامي..

تغنى الفنان الراحل محمد علي الدباشي بالعديد من الأعمال النادرة التي لازالت خالدة في الوجدان حيث ترددت في الأوساط داخليا وخارجيا، وهو من الفنانين الأوائل الذين وثقوا لإذاعة عدن منذ افتتاحها في الخمسينات وإذاعة لندن وجيبوتي وتعز وصنعاء وغيرها، كما وثق للتلفزيون، وعاصر معظم أساطين الطرب والإبداع منذ نعومة أظفاره، كما كان المطرب الأول في لحج منذ عهد السلطنة العبدلية، وخصوصا في عهد السلطان فضل عبدالكريم..

تواصل مشواره من خلال الأعراس والمناسبات في مختلف المناطق.. حيث أحبه الجمهور لتواضعه وفنه وإبداعه وإنسانيته وخفة دمه ودعابته المتميزة.. تبنى وشجع وأظهر العديد من الموهوبين، كما تأثر به وبأدائه الفني العديد من الفنانين وأبرزهم الراحل فيصل علوي وآخرون.
لم يُكرم مرجعنا وعلمنا الفني الراحل محمد علي الدباشي في حياته، أو بعد مماته نظير ما قدمه من إبداعات أثرى بها الساحة الفنية.

له العديد من التسجيلات بالأسطوانات وغيرها.
لايزال اسمه رقما صعبا في وجدان متذوقي الطرب الأصيل.. ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.

* الفنان أحمد فضل ناصر (ابن بيت عياض) قرية الفنان الراحل محمد علي الدباشي وأحد تلاميذه ومعاصريه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى