لماذا التخريب في عدن؟!

> أحمد عبدالله البشيري

>
​الحقيقة لا تخفى عما هو حادث اليوم في العاصمة عدن بوضعها الحالي، ليست عاصمة مؤقتة أو غير مؤقتة، حيث أصبحت مدينة مفتوحة وقرية تعبث بها أيادٍ ملوثة ومتخلفة، صحيح أنها تحررت من الاحتلال “الحوثي العفاشي”، ولكنها لم تتحرر من قرود الشعاب والجبال؛ حيث تمارس فيها النهب والسلب والبناء العشوائي والسطو المستمر على الأراضي العامة والخاصة في الجبال والسواحل والمملاح بصورة عبثية بدون أي رادع لهذه المهزلة.

لماذا هذا التخريب بعد التحرير يا سادة ولم يحصل مثل هذا في أيام وسنين الاحتلال العفاشي؟ كيف نريد دولة ونحن حوّلنا عاصمتها إلى قرية بعملنا وسلوكنا وثقافتنا؟ نحن بحاجة إلى مطار دولي آخر ومدارس ومستشفيات ومنتزهات وكليات، أولادنا يذهبون إلى مدينة الشعب للدراسة من مختلف مديريات محافظة عدن لعدم وجود كليات قريبة لهم، ونحن نعبث في الأراضي والمباني العامة وحولناها إلى مساكن وبيع وشراء فيها ببلطجة ما بعدها بلطجة.

ماذا تفعلون يا أبناء الجنوب في عاصمتكم؟ ولماذا قدمنا آلاف الشهداء والجرحى ولم نقدم مثلهم أمام الاستعمار البريطاني الذي احتل بلادنا 129 عاما..؟ أقول بالحقيقة إن هذه التصرفات والعبث في عدن هي حاصلة من قِبل عصابات آتت من خارجها، لا تحب عدن ولا تحترم دم الشهداء، فهم قرويون أتوا من الجبال وعليهم أن يرحلوا ويتركون عدن لمن يحبها ويحميها، وعلى أبنائها القيام بذلك دون تأخير.

بعد كل هذا أنا لا أناشد حكومة أو سلطة، ولكني أناشد المواطنين الذين يطلقون الرصاص الحي في المناسبات والأعراس نهاراً وفي منتصف الليل مما يسببون إزعاجاً للأطفال والنساء، وخطورة الرصاص الراجع على حياة الناس، عليهم أن يحترموا أنفسهم، ويحترمون المدينة أو يرحلون ويعودون إلى قراهم ويعملون ما يريدون، فهنا ليس لممارسة هذه المهزلة والعربدة.. فدماء الشهداء التي روت أرض الجنوب لا تقبل الإهمال أو خذل المبادئ والأهداف التي ضحوا من أجلها، ولن يقبل الشعب العودة إلى الإذلال والاضطهاد والتجويع.

حان الوقت أن نفتح عيوننا ونصحي عقولنا وفتح صدورنا ونترفع إلى مستوى ما يحتاجه الوطن في الحاضر والمستقبل، وعدم تكرار أخطاء الماضي، وسد النوافذ التي تأتي منها الفتن والصراعات التي أوصلتنا إلى باب اليمن على دفعتين في عام 86م و90م، فالوحدة انتهت منذ ولادتها في السنين الأولى، ولا داعٍ لنشرح ما حصل، ونكتفي أن الجماعة قد سلموا الجمهورية للإماميين، وها هي حرب أربع سنوات أحرقت الأخضر واليابس، وعادت بنا عجلة التاريخ إلى الوراء ما قبل ثورة 26 سبتمبر شمالاً وثورة 14 أكتوبر جنوباً.. وواجب علينا النضال من جديد لعودة الأمور مثلما كانت عليه قبل 22 مايو 1990م شمالاً وجنوباً؛ للحفاظ على الأرض والثروة ومنع التدخلات الخارجية إن أرادوا ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى