خطيئة التأبين

> همام عبدالرحمن باعباد

>
همام باحشوان
همام باحشوان
لعلها من أكثر الخطايا المقترفة في بلادنا التي لا تنكفئ أن تطل علينا بين فينة وأخرى، وذلك بأن يهمل المؤبن له حتى إذا ما رحل تقام التأبينية التي كان بالإمكان عمل أفضل منها، ولئن وجد المبرر لارتكابها مرة فلن يوجد كل مرة، فيكون المبرر مقبولاً عندما يكون الفقد مفاجئاً ولمبدع حديث عهد بالحياة، أما عندما يكون الفقيد قد عاش حياة كبيرة وأنهكته الأمراض.
فما جدوى الانتباه إليه وقد رحل عن هذه البسيطة، وإلا فبماذا يفسر تأبين شاعر أو قاص أو مؤرخ أهمل في حياته ولم يلتفت إلى جهوده الفكرية وإنتاجاته المعرفية حتى إذا ما رحل أقيمت فعالية تأبينية قدم خلالها كلام مكرور تعددت أساليب عرضه وعباراته ووزعت نشرة تعريفية عن الفقيد، وإذا أقيمت ندوة عنه وكان من توصياتها طباعة أعمال الفقيد فهو سعيد الحظ، فالبعض يرحل ويدفن معه ما ترك، ويصبح نسياً منسياً، في صورة تجسد نكران الجميل وكأن هذا الفقيد لم يقدم شيئا؟!

والمبدع لن يصرح بأنه يريد أن تطبع إنتاجه؛ فذلك ما لا يستطيع أن يطلبه؛ لكن الدور هنا يأتي على الجهات ذات العلاقة في الاهتمام به، وإعطائه المكانة اللائقة به، وذلك يأتي ممن يقدر الأمور وينزلها المنزلة التي تستحقها، فماذا يضير تلك الجهات لو تبنت في كل عام طباعة كتابين أو كتاب -على أقل تقدير- يدخل في صميم عملها، وتكريم أحد المبدعين، ويكون ذلك تقليداً سنوياً عندها؟ سنجد ثماراً كثيرة قد أينعت مع مرور السنين، كذلك يتم تكريم المبدعين تكريماً مادياً ومعنوياً يليق بما قدموه؛ حتى يكون حافزاً للآخرين للمضي قدماً على دروب الإبداع والتميز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى