رجال في ذاكرة التاريخ: 1-الفنان المنكوب فضل محمد كريدي 2-المناضل المنكوب محمد صالح العتيقي

> نجيب محمد يابلي

> ​1 -
فضل كريدي
فضل كريدي
الفنان المنكوب فضل محمد كريدي

الحوطة حاضرة السلطنة العبدلية
ورد في الكتاب المرجعي (أرضنا الطيبة هذا الجنوب) للخالد الذكر عبدالرحمن جرجرة، خال الزميلين هشام وتمام باشراحيل: تقع سلطنة لحج بين سلطنة الحواشب واليمن شمالاً وغرباً، وولاية عدن جنوباً، ثم ولاية الفضلي شرقاً، وتنقسم إلى خمس مناطق:
1 - منطقة الحوطة، وتشمل مدينة الحوطة شمالاً، والوهط ودارسعد وعمران جنوباً، والمجحفة والحمراء والثعلب شرقاً، والشقعة والدكيم شمالاً، والحبيل والنوبة والشظيف غرباً، ومن القبائل التي تسكن هذه المنطقة قبلية آل سلام، والعزيبة، وآل البان، والمساودة.
وردت بقية التفاصيل في الصفحتين (22  و 23 / من الكتاب المذكور).

الميلاد والنشأة
ورد في مادة أعدها الباحث والأكاديمي البارز الدكتور يحيى قاسم سهل أن فضل محمد كريدي من مواليد الحوطة حاضرة السلطنة العبدلية اللحجية العطرة الذكر عام 1950م، وتلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة (الإعدادية) في الحوطة، ومن زملاء دراسته: فيصل علوي، ومهدي درويش، ومحمد عوض شاكر.

كريدي يقترب من أهل الروائع في عامه التاسع
انضم فضل محمد كريدي إلى الندوة الموسيقية اللحجية عام 1959م، أي أنه كان في عامه التاسع، وقاد فضل كريدي فرقة تبن الموسيقية قبل تأسيس فرقة الفلاح الموسيقية بلحج عام 1969م، وعلى هوى الموسيقى التحق كريدي بخدمة بحرية اليمن الديمقراطية عام 1974م، وتم تكليفه بالإشراف على نشاط فرقتها الموسيقية، وانتقل بعد ذلك إلى فرقة وزارة الثقافة حتى تقاعده.

الشقيق فضل كريدي والشقيقتان إيمان وفطوم كريدي
اتسعت مساحة الإبداع في أسرة كريدي اللحجية، حيث أشرف فضل كريدي موسيقياً وفنياً على فرقة مسرح العروبة للتمثيل مع شقيقتيه إيمان، وفطوم كريدي، والفنان مهدي درويش.. وآخرين، وكم استمتع جمهور المشاهدين بإبداع الشقيقتين إيمان وفطوم عبر تلفزيون عدن منذ تأسيسه عام 1964م (11 سبتمبر)، وكان بثه بالأبيض والأسود وبدأ بثه ملوناً يوم 8 مارس 1981م، (وتصادف ذلك مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة)، واستمتع جمهور المشهدين بالكريديين الثلاثة: فضل، وأيمان، وفطوم، بالبثين الأبيض والأسود، والملون.

لمسات فضل كريدي في كل مكان
يحسب لفناننا فضل كريدي بأنه أسس وأشرف وشارك في تأسيس العديد من الفرق الموسيقية:
- الفرقة الموسيقية التابعة للقوى البحرية.
- فرقة مسرح العروبة.
- فرقة القوات المسلحة الوترية.
- فرقة الشرق.
- فرقة نسائم عدن.
- الفرقة الموسيقية التابعة لمنتدى باسويدان الثقافي والفني بمديرية دارسعد.
يحسب لفضل كريدي أيضاً أنه كان من مؤسسي فرقة أول مايو التابعة لاتحاد عمال الجمهورية مع مجموعة من زملائه، منهم: عبدالله حيدرة، وعلي حسن دعبش عام 1986م.

الكريدي وبن علوي على درب فضل محمد اللحجي
اتفق فضل كريدي مع الفنان فيصل علوي على الالتحاق بفرقة الفنان الكبير فضل محمد اللحجي عام 1964 على مصاحبته في الأعراس والمخادر، وكانا يعزفان معه على آلة الكمان بصحبة الفنان علي سالم النجار، وبتشجيع من الفنان الكبير فضل أتيحت لهما الفرصة للغناء في تلك السهرات، وغنيا من ألحانه وسارا على دربه وطريقته في غناء الألحان التراثية والقمندانية.

دويتو كريدي - مغلس
شكل فضل كريدي مع الشاعر الغنائي علي عوض مغلس ثنائياً ناجحاً، ولحن وغنى من أشعاره العديد من الأعمال الناجحة؛ أشهرها:
- يكفي أشوفك من بعيد مهما هجر.
- يا عيني الجريحة.
- مسموح من خاطري.
- أنا الغلطان.
- كلنا نفديك يا أرض اليمن.
تريو كريدي - كرد - الحسيني
كان أول حلن للفنان صلاح ناصر كرد يغنيه كريدي من كلمات الشاعر أحمد عباد الحسيني بعنوان (الوجه الجديد)، ويقال إن الحسيني صاغ القصيدة احتفاء بقدوم الموهبة الجديدة (فضل الكريدي).
كما غنى كريدي لكرد أغنية يا ناوي بعادي، من كلمات سالم زين عدّس، وغنى (يكفي أشوفه من بعيد) من كلمات المغلس، و(دامت الفرحة) من كلمات صالح مهدي العولقي من ألحان محمد سعد الصنعاني، (وعاد فيك الخير) لعلي حيمد من ألحان كريدي، (مش وقتك) لعلي الربيع من ألحان كريدي، و(عجيب يا هذي الدنيا) للحميقاني من ألحان كريدي.
فضل كريدي متزوج وله 5 أبناء؛ الذكور اثنان: عادل وهديل، و3 بنات.
ليل إلى متى يا أولي الأمر؟
لحج العبدلية.. لحج الأرض.. لحج الفن والثقافة التي عاشت أحلى أيامها في ظل السلطنة اللحجية، أصبح ابنها فضل كريدي طريح الفراش.. خالي الوفاض.. يلتفت يميناً وشمالاً ولا يرى أحداً.. عقد الأمل على الانفراج من وضعه، وخاب الأمل أنه ليل يشوبه الظلم والظلام، فيا أولي الأمر نسألكم: ليل إلى متى يا أولي الأمر؟!

2 -
محمد العتيقي
محمد العتيقي
المناضل المنكوب محمد صالح العتيقي

ورد في الكتاب المرجعي (أرضنا الطيبة هذه الجنوب) للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة: “تاريخ مشيخة العوالق العليا جزء من تاريخ الجنوب العربي ومرتبط به وهي إحدى الولايات الست المؤسسة للاتحاد في 11 فبراير 1959م.
تقع مشيخة العوالق العليا بين كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي، وقد أعطاها موقعها هذا أهمية إستراتيجية خاصة” (ص 138).

الميلاد والنشأة
الشيخ محمد صالح لبتر العتيقي من مواليد عام 1942م، مدينة الصعيد حاضرة مشيخة العوالق العليا.. التحق بجيش محميات عدن الغربية الذي عرفته العامة بـ “الليوي” Levies (معسكر عبدالقوي حالياً)، في مدرسة اللاسلكي مع حسين محمد عرب، وزير الداخلية السابق.

العتيقي والوعي المبكر
كان محمد صالح العتيقي في العشرين من عمره عندما قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م وبدأ تواصله مع رفاق السلاح: أبوبكر محسن السليماني، سالم يسلم الهارش، ناصر علي عوض النوبة، وأسسوا تنظيماً داخل معسكر الليوي، وبعد قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م غادر العتيقي إلى صنعاء، والتقى الشيخ حسين محفوظ، وعلي صالح لتبر، ومحمد حنش، وتم تقديم العتيقي للقيادة المصرية في صنعاء وأعطوه رسالة إلى العميد محمود عطيه في تعز، ونزل العتيقي مع الهارش سعيد بامرحول، والتقى هناك بحسين عبده عبدالله، وسالم صالح الجيل، وعبدالهادي بن سيف، وقدموه للقيادة المصرية في تعز.

العودة إلى عدن والعمل في المعسكرات
نزل العتيقي إلى عدن والتقى عدداً من الأصدقاء منهم: سالم يسلم، وناصر النوبة، وعبدالكريم عبده عبدالله، وبدأ بالعمل التنظيمي داخل المعسكرات بالتنسيق مع الزعيم ناصر بريك، وعلي سالم الجانحي، ومهدي بريك العبدلي، والشيخ علوي الباراسي..
استأجر العتيقي منزلاً بحافة المحضار في دار الأمير (سعد)، وكانت الأسلحة تصل من سعد إلى صبر، ومن صبر إلى البساتين.
(مزرعة مرشد الطاهري) وكان الشيخ علوي الباراسي ينقل السلاح إلى عدن بسيارة الأمن إلى المعسكرات، وكان عبدالله ناصر المليحي يقوم بنقل الأسلحة إلى عدن ليسلمها للفدائيين..

القوات البريطانية تداهم منزل العتيقي
في الثانية والنصف من فجر 13 مارس 1966م داهمت القوات البريطانية منزل الشيخ محمد صالح العتيقي في حافة المحضار في دار الأمير (سعد)، واقتيد مع علي محمد البيحاني، ومهدي صالح بن حيدرة، وعلي مساعد الخليلي إلى رأس مربط، وأبقوهم في زنازين هذا المعسكر تحت التعذيب والتحقيق لمدة شهر واحد.

في مواجهة الجيش الاتحادي والنزوح إلى تعز
انتقل الشيخ محمد صالح العتيقي إلى منطقتي العوالق والواحدي ضمن صفوف قوات جبهة التحرير، وسقطت المناطق بواسطة ثوار التحرير من سلطنتي العوالق والواحدي، ومنذ نزولهم إلى عدن واجهت جبهة التحرير وقواعد التنظيم الشعبي للقوى الثورية التابعة لجبهة التحرير مؤامرة اعتراف قيادة الجيش الاتحادي بالجبهة القومية في 6 نوفمبر 1967م، وتفجرت الأوضاع عسكرياً مما اضطر الثوار إلى النزوح إلى تعز، ومنها إلى نقيل يسلح لمواجهة الحصار الذي فرضته القوى الرحبية على صنعاء، وسقط عدد من الشهداء؛ ومنهم: سالم يسلم الهارش، وهاشم عمر إسماعيل، ونصر محمد سيف، برصاصات غادرة من الخلف، ولم تكن الرصاصات من الأمام وهم يواجهون القوات الملكية فيما عرف بـ “حصار السبعين”.

مع المكاوي وباسندوة وبليل بن راجح وآخرين في القاهرة
نزح الشيخ محمد صالح العتيقي من صنعاء إلى القاهرة حيث قام هناك مع عبدالقوي مكاوي ومحمد سالم باسندوة، وسافر العتيقي مع رفاق سلاح آخرين ضمن وفود إلى دول عربية طلباً لمساعدة النازحين من فرسان جبهة التحرير، وسافروا من القاهرة إلى سوريا ومنها إلى الأردن فالعراق والكويت، وبعد ذلك وفي العام 1968م دخل العتيقي من الأراضي الكويتية إلى السعودية، واستقر هناك لمدة عشرين عاماً حتى قيام دولة الوحدة.

العتيقي قائداً لشرطة البساتين
كان للعتيقي دور بارز في الدفاع عن الثورة والوطن في كل المراحل، وآخرها عام 2015م، وتقلد مركز قائد شرطة البساتين أثناء المقاومة الشعبية في التصدي لمخطط احتلال الجنوب من جانب قوات صالح / الحوثي،
اجمعت كل التوصيات من كبار القادة والمناضلين بعودة الشيخ محمد صالح العتيقي مع آخرين إلى صفوف القوات المسلحة باعتبارهم من ثوار 14 أكتوبر والمراحل اللاحقة.. الرئيس هادي وجه بذلك وبعض شخصيات أخرى؛ منهم: أحمد مساعد حسين، وسالم علي قطن، وقائد اللواء 31 مدرع في بير أحمد، إلا أن كل تلك التوجيهات والتوصيات حبيسة الأدراج.
الشيخ محمد صالح العتيقي متزوج من سدية مصرية منذ إقامته معها في مصر حتى اليوم، وأنجبت منه: سالم- علي- خالد- حيدرة- فرج- طارق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى