التاريخ لا يعترف بالحاضر

> د. باسم المذحجي

> لم توجد شرعية نقية في اليمن بموجب سجلات انتخابية صحيحة، خصوصا منذ تحقيق الوحدة اليمنية منذ 22 مايو 1990.
إذا وجدت إرادة للتغيير فلا توجد القدرة، فضعف القدرة الشعبية هي التي أوصلت الانقلاب والتدخلات الإقليمية إلى ما وصلت عليه.

المأزق التاريخي في اليمن بدأ من دخول الفوضى الخلاقة والإسلام السياسي للمشهد اليمني بدعم قطري وتركي وأمريكي “الحزب الديمقراطي”، وهذا هو المشروع الرئيس الذي يتوجب إنهاؤه لنتمكن من إنقاذ اليمن.
فالمليشاوية الطائفية تاريخ تم جلبه من حاضر أعواد ثقاب الإسلام السياسي، وحرائق  الفوضى الخلاقة في اليمن وعود الثقاب هذا مايزال ينشر الحرائق في كل مكان في اليمن.

كل ما حدث منذ تسلم عبدربه منصور هادي للسلطة في 2012 كان يهدف لفصل الشمال اليمني عن الجنوب العربي.
موضوع الجنوب العربي منتهي تماما، لذلك يتوجب على أبناء الشمال عدم تضييع وقتهم في التركيز على جيش الجنوب العربي والذي يسمونه “مليشيات” لأنهم بذلك يتجاهلون بأن التاريخ لا يؤمن بالحاضر، بل يؤمن بأن هناك دولة الجنوب العربي بحدود ماقبل 1990.

يا حبذا أن لا تركز قناة بلقيس الفضائية ومراسلي الجزيرة (قناة /نت) على نشر تفاصيل تحركات قوات التحالف العربي في المهرة، لأنها بتلك الأعمال توجب على الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب اعتقال مراسليها، ووقف نشاطها في الجنوب العربي وتعز بشكل نهائي.
لماذا؟.. لأنها ترصد مواقع القوات التي تنتشر لمنع تهريب السلاح إلى جماعة الحوثي وتبلغهم بكل ذكاء تحت ستار أدوات إعلامية وقناع أخبار تواجد القوات المستفزة للأهالي، لتكون لدينا صورة بأن قناة بلقيس ومراسلي الجزيرة يمارسون أدوار جمع معلومات، وتغذية خلفية مخابراتية لعناصر ميليشيات الحوثي.

على الشمال اليمني أن يهتم بتحرير كل مديريات تعز ومأرب وتهامة كحد أدنى ليحمي نفسه من تبعات تمدد نفوذ إيران في اليمن، وتداعيات الصراع الدولي في اليمن.
الشمال اليمني لم يعد يمتلك خيارات، سوى إنشاء قواعد عسكرية أمريكية وروسية لعلها تنجح في فصل الحياة السياسية لصالح الحكم الذاتي لأبناء تعز ,ومأرب, وتهامة أسوة بتجارب بعض البلدان المجاورة. ليس استدعاء احتلال لكننا بين أمرين أحلاهما مر، فكما أسلفنا فالتاريخ لا يقبل بالحاضر.

على الشمال اليمني القفز عن سفينة إخوان المسلمين في قطر وتركيا، والتي أغرقت اليمن منذ 2011 وغاصت بنا إلى الأعماق في 2019.
الشمال اليمني في تعز ومأرب وتهامة في أمس الحاجة إلى استعادة القرار السياسي بعيدا عن برنامج مليشيات الحوثي قبل أن يتم وأد الاقتصاد، فما تم استحداثه من كشوفات للنازحين، ذلك يعني بأن جماعة الحوثي هي الدولة وما سواها هي جماعات نازحة.

جماعة الحوثي المليشاوية اليوم قامت بإيقاف رواتب الموظفين واستحداث نقاط جمركية على كل السلع والخدمات الواصلة للمواطنين في مناطقها! فأصبح لدينا انعدام أجور وغلاء أسعار، وتلك تجعل المواطن فاقدا للإرادة بعد أن فقد القدرة.
ولأن التاريخ لا يعترف بالحاضر، فبلاشك بأن كل اليمنيين في الشمال اليمني يتباكون على حقبة الرئيس علي عبدالله صالح، ويدركون بأن إنهاء الحرب ليس لصالح أطراف الأزمة في اليمن وكذلك انسحاب التحالف العربي لدعم الشرعية من اليمن سيقدم خدمة على طبق من ذهب لجماعة الحوثي، وتلك التي أشار إليها عبد الله الحكيمي، أحد مواليي جماعة الحوثي، في منشوراته الحديثة، عندما تحدث عن مصير مأرب وتعز بأدوات أخرى، فبنظرهم مصير الحديدة بات محسوما لصالحهم.

كما أسلفنا بأن التاريخ لا يعترف بالحاضر، ويجب أن نعي بأن عدو أبناء الشمال اليمني هي إيران، بينما عدو الجنوب العربي تركيا.
الإرهاب في اليمن لم يعد يمتلك حضورا إلا بفعل الأدوات القطرية في الشمال اليمني والجنوب العربي، وتلك هي الحاضر اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى