عمرو جمال: «عشرة أيام قبل الزفة» إلى أمريكا ثم روسيا والقادم من نصيب المسرح

> حوار/ أمل عياش

> “الشاطر اللي يقول معك نازل في المحطة الصح” جملة من مشهد في مسرحية “معك نازل” من تأليف المبدع عمرو جمال الذي يجيد النزول دائما في المحطة الصح على الواقع.
أمل عياش
أمل عياش

نزل المخرج في هذه المسرحية في المحطة التي يتمناها فحقق بمسرحيته النجاح الذي أراد، ولسنوات طافت البلدان العربية عبر القنوات الفضائية والتواصل الاجتماعي ولا تزال تحظى باهتمام المشاهدين حتى يومنا هذا.

أتذكر عرض برلين حيث المحطة الأم لهذه المسرحية، هناك عرضنا “معك نازل” يومين متتالين شهدا حضورا مكثفا من معظم الجاليات العربية والألمانية، ونالت استحسان الحضور الذي وقف يصفق بعد نهاية كل عرض، وطالبوا أن تستمر فترة العروض لأيام أخرى.
هناك تذوق طاقم المسرحية مذاقا آخر للنجاح، فما أجمل أن تمثل بلدك فنيا وثقافيا وحضاريا، يومها أشاد سفيرنا في برلين بالعرض وقال: مسرحية “معك نازل” كانت الشمعة المضيئة لليمن في زمن يسيء الجميع لليمن، وأصبحت صورة اليمن مقرونة بالإرهاب.

“معك نازل” لم تكن النجاح الأول لعمرو ولم يكن النجاح الأخير، لقد سبقه نجاحات عديدة ومسرحيات كثيرة مصنوعة من تعب وجهد في ظل ضعف الإمكانيات، لقد كانت بدايات خوض معركة الدخول في تحدٍ مع الذات لقهر الظروف وتحقيق الإنجاز وقد كان.
أخذ عمرو جمال على كاهله مهمة استعادة، طالما سمعنا منه “لن يهدأ لي بال حتى يستعيد مسرح عدن عافيته”.

عاد المسرح والجمهور وتوالت النجاحات مع فرقة خليج عدن المسرحية بوجود روح المؤلف والمخرج عمرو جمال ابن عدن الولادة للفن والثقافة والفكر والأدب.
عمرو جمال غير المحطة ونزل على قناة السعيدة بأعمال درامية تلفزيونية وكانت كبساط الريح تنقل المشاهد لربوع البلد عبر أغاني ومناظر والدراما العدنية.

آخر المحطات التي نزل فيها مخرجنا شهدت بعض التغيير ومثلما يقول المثل “رب ضارة نافعة”  فبعد عقد عدد من الورش مكثفة بين المؤلف المبدع مازن رفعت والمخرج المبدع عمرو جمال لإنجاز عمل درامي تلفزيوني جديد، صنعت الظروف والأوضاع التي يعيشها اليمن ألف عائق أمام إنجاز هذا العمل، ولكن الإبداع المسنود بالتحدي ينتصر دائما.
لقد حول المحطة من مربع إحباط صنعته الظروف إلى محطة متميزة ونقطة تحول في حياة المخرج الإبداعية.. لقد حولوا سيناريو المسلسل إلى فيلم اجتهدا في نسج قصته ومشاهده وشخصياته بشكل احترافي ليخرج للجمهور بفيلم “عشرة أيام قبل الزفة” الذي حقق نجاحا غير مسبوق وحصل على جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية وعرض في عدد من أعرق دور العرض الإقليمية والعالمية.

بكل تأكيد لن يقف عمرو في هذه المحطة كثيرا رغم تميزها، بل سينطلق إلى محطات أكثر اتساعا وتميزا. و “الشاطر اللي يقول معك نازل في المحطة الصح”.

طعم آخر للنجاح خارج اليمن بعد مسرحية “معك نازل” كيف تذوقت لذة النجاح في عشرة أيام قبل الزفة؟
- كانت مشاركتنا في مهرجان أسوان جميلة جدا، وكان لنا شرف كبير أن نتواجد ضمن تلك الباقة العالمية التي شاركت في المهرجان، لقد كانت فرصة جميلة أن نلتقي بالكم الهائل بالفنانين سواء فنانين دولة مصر العربية أو فنانين عرب وآخرين من باقي دول العالم، وعلى هامش المهرجان شاركنا في حلقات نقاش وحضرنا ندوات كانت كلها مفيدة وممتعة.
عرضنا فيلم “عشر أيام قبل الزفة” أمام جمهور عربي خارج الإطار المحلي كانت تجربة جميلة، لقد كنت أفكر بالانطباع الذي سيتركه الفيلم عند المشاهد العربي والحمد لله كانت آراؤهم جميلة وهذه النقطة أسعدتنا كثيرا.

هناك مقولة (يا بخت من فوق راسين بالحلال) من وراء زفة مأمون ورشا؟
- وراء زفة مأمون ورشا أهالي عدن، أهالي هذه المدينة الباسلة الذين يرفضون الاستسلام لليأس أو الحزن أو أن يفرض عليهم وضع غير حياتهم الطبيعية التي تعودوا عليها، فتكاتف أهل عدن هو السبب في نجاح زفتنا.

كيف كان انطلاق تجربتك السينمائية الأولى؟
- كانت انطلاقة “عشر أيام قبل الزفة” كيوم انطلاق العمل المسرحي على المستوى الشخصي من قاعة “هريكن”، لم نتوقف عند أبواب هريكن انطلقنا إلى التلفزيون والسينما، سنستمر وستكون هناك أعمال قادمة، ولكن حتى الآن ليست هناك صيغة معينة لعمل تلفزيوني قادم، لأننا لازلنا مشغولين بنجاح “عشر أيام قبل الزفة” الذي سيأخذنا معه في جولة حول العالم، ولكن أتوقع أن يكون العمل القادم مسرحياً إن شاء الله.

فرشت لك السجادة الحمراء وترشح الفيلم للأوسكار، ما هو شعورك؟
- هذه أول مرة تفرش لي سجادة حمراء في مهرجانات دولية، لقد كان شعورا غريبا وجميلا في نفس الوقت، جميل أن يكون هناك من يحتفي بعملك السينمائي، بالنسبة لمهرجان الأوسكار أو بالأصح بالنسبة للأوسكار فنحن قمنا بتقديم الفلم وبدورهم قدموا الفلم للمشاركة في الترشيحات النهائية لجائزة أوسكار، ووصل للترشيحات ما قبل النهائية، وأنا اعتبره نجاحا كبيرا أن يتم قبول تقديم الفلم في أوسكار من قبل الأكاديمية، رغم أننا لم نصل للترشيحات النهائية، لكننا نقول هذه بداية وإن شاء الله القادم سيكون الأفضل، وسنحصل على جوائز كبيرة وترشيحات أكبر ومراحل أكبر، لأن الوصول لهذه الجوائز تحتاج لدعاية ضخمة تتجاوز دعاية وميزانية إنتاج الفلم أربع أو خمس مرات، وهذه بداية وقد حققنا في البداية الكثير رغم عدم توفر الإمكانيات المادية الكافية.

أيهما أكثر تأثير النجاح المحلي وعلى مستوى إقليمي وعالمي؟
- لذة النجاح في بلدك لا يوازي أي نجاح آخر .. في الخارج أنت تحس بالتقدير وبأنك تضع لنفسك اسما ومكانة، لكن نجاحك بين ناسك وأهلك هي القيمة الأكبر وفرحة أكبر التي لا توازيها فرحة أخرى، في الخارج فقط أنت تحصل على تقدير والتأكيد على جودة العمل.
فبعد عرض “عشر أيام قبل الزفة” في عدن والنجاح غير المتوقع الذي حصل في مدينتي، انطلق الفيلم ليشارك في مهرجانات دولية في الهند ثم مهرجان أسوان الدولي في مصر العربية أيضاً سيكون هناك جولة حول الولايات المتحدة الأمريكية حيث سيتم استضافة الفيلم في عدد من أنواع السينما في الجامعات الأمريكية العريقة ومراكز الدراسات خلال شهر أبريل ثم سيحط رحاله في روسيا ضمن فعاليات مهرجان كازان ومن ثم يعود إلى الأردن، هذا بالنسبة للمهرجانات التي أعلنت حتى الآن، أما بالنسبة للعروض التجارية فقد كان للفيلم عروض ونجاح كبير جداً في الإمارات العربية المتحدة، وأعتقد انه لم يحظَ فيلم بذلك الافتتاح الفخم على مستوى أكبر المولات في دولة الإمارات العربية المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى