في حوارهما الساخن.. عوض دحان واللص الظريف

> غلام علي

>
غلام علي
غلام علي
​اللص: الوه.. هاه.. من معي؟
دحان: معك النعنعي.. معك دحان صاحب الجوال.. ياخي عيب عليك تلعب عليّ.

- ماله ياخي ما يقع هكذا.. أنا فنان أسلي عليك وعلى مكلفك، وفي الأخير تسرق الجوال!.
فناننا القدير الدحان، وفي حواره الظريف والساخن مع الخاطف وعبر الأثير، في محاولته الأخيرة لإذابته على النار الهادئة، لم يجد نفعاً بلغة الحب والود والتودد والإغراء، في التعاطي مع اللص الظريف لاسترضائه في استعادة الجوال المخطوف، ولم تؤتِ ثمارها المرجوة.. وفي تقديري، ربما كانت لغة التمخدام والبلطجة مفيدة وأنجع وسيلة لاسترجاع الحق في هكذا حالات، عندما تضل العدالة طريقها، لكن مشكلتنا نحن معشر الفنانين، إننا لا نجيد غير لغة الأوتار والأنغام والألحان الدافئة. لست أدري ما إذا كان أخي الدحان مرتبطاً بميعاد تلك الليلة، أو حفلة كريسمس، أو مقابلة الدكتور لإهدائه باقة من الورد والفل والمشموم، وذلك بعد اجتيازنا شارع الحب (love Astreet) لأخذ جواله، وإصراره على ضرورة المرور على شارع الفل (Flower's Street) ليبتاع بعض الفل والكاذي والمشموم.

بعد تناولنا وجبة الغذاء المتواضعة بمخبازة الشيباني، أمام مسجد النور، أحد أشهر معالم مدينة الشيخ عثمان العريقة.
عند وصولنا لمفترق الطرق على ناصية الشارع، العام وأمام محطة البريد، كان الوداع، ليشق كل منّا طريقه.. وعلى أمل اللقاء مجدداً في لقاء السهرة والمساء عبر استوديو Aden TV Station، أومأ لي بابتسامة خفيفة، إشارة التوديع، عبر وجهه الضحوك، وهو يصعد على متن سيارته، ويداه مشغولتان بأكياس العلاقي والسِلل المملوءة بالخضرة والصيد والقات والفل والمشموم وأغراض أخرى.. وجواله الثمين يتدلى  بسلسلة مشدودة إلى حلقة كالخاتم بإحدى أصابع يده.

عند وصوله للدار، كان كل شيء موجوداً إلا الجوال الثمين، ولسان حاله يقول: أتحداك تحصلني..
لم يتبقَ بيديه إلا الحلقة (الخاتم) ولا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى، كيف تم ذلك السر الرهيب، ودقة الاحتراف في النشل والسرقة.. حيث كان لزاماً عليه أخذ الحيطة والحذر والاحتراس الشديد من قوم (يأجوج ومأجوج)، وارسين لوبيين وجماعته، عند ذروة الازدحام، وكيف تتم سرقة الكحل من بين العيون؟ وعلى قول حبابتي: من لطمك عماك.
عند اتصاله مراراً لاستعادة جواله، يأتيه الجواب: طيط.. طيط.. طيط.

اللص: الوه، هاه، من معي؟
دحان: الوه.. الوه ياخي معك دحان صاحب الجوال.
اللص: هاه.. ما تشاء؟
أنا في جولة السفينة فوق السيكل، جي وهاب لي معك خمسة ألف ريال وشا هبلك جوالك.. أو شا حطه في البقالة المقابلة.

دحان: الوه.. مالك يا سيكل..
ياخي عيب عليك تلعب عليّ وتخليني أطاردك من مكان لمكان.. ياخي خذ الجوال لك وللجن، ولكن لي رجاء في استعادة الذاكرة فيها ملفات وعناوين وأسرار خاصة.
ويأتي دحان إلى جولة السفينة، وكل جسمه يتصبب عرقا من شدة الحر والرطوبة.. آملاً في الحصول على الذاكرة غاية رجائه وكل ما يتمناه. 
 
ويأتيه الجواب عند كل اتصال: طيط، طيط، طيط مغلق.. مغلق، طيط.. طيط.. مغلق.
يعني بمعنى: تابع صنعاء.. وحاسب ريح.

ليعود أدراجه من حيث أتى، وبدلاً من أن يغني أغنيته الشهيرة: حد لقي طير منقوش الجناح.. أو جوال مرقمش ياهل البطاح؟
أخذ يردد بينه وبين نفسه: أشروا له.. أشروا له..
أشروا لصاحب الجوال المزركش.. وين راح؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى