لحج.. ولا معقول تتطور!!

> عياش علي محمد

> عندما ألمت الظروف المعاكسة بجمهورية مصر العربية جعلت الباشا (سعد زغلول) ينطق بقولة المأثور “مافيش فائدة”، وهي نفس الظروف المعاكسة التي جعلت (السيد صالح اللبن) والذي تنبأ في قصيدته المثيرة للجدل بحالة اليمن اليوم، وخص فيها مسقط رأسه لحج بالقول (ولا معقول تتطور)..
والذي يجري اليوم من محرمات لا تليق بتاريخ لحج وحوطة الفضائل التي تغنى بجمالها وروعتها عدد كبير من الشعراء العرب وخصها أيضاً الأمير أحمد فضل القمندان بأجمل قصائده الشعرية.. وكانت روعة لحج وجمالها هي (المادة الخام) لشعراء القافية العرب، ومنهم الأمير احمد فضل القمندان، الذي كلما حدق بنظرة خاطفة إلى جنائنه تتحول تلك النظرة تلقائية إلى قصيدة غنائية.

وهذه الأيام تعيش لحج مآس لا حصر لها تسبب في إثارتها كل من حمل فأسه وقطع شجرة فاكهة وحولها إلى وقيد وكل من حمل معوله ليستولي على حفنة تراب لحجية ويصنع منها (الموفى)، وأصبحت الروضة (روضة الجنة اللحجية) مثار اعتداء على أرضها، وتحولت الجنان الخضراء في الروضة إلى زرائب سكنية، لا تضاهيها إلا تلك الزرائب التي وصلت إلينا من القرن السادس عشر.
ومتنفذون لا حصر لهم جعلوا من الجنة الخضراء مزاداً للبيع والشراء في أراضيها وبساتينها، حارمين هذه البلاد من الصفة الإلهية التي خصت بها الطبيعة لحوطة الفضائل (الأرض الخضيرة).

وأراضي لحج أصبحت مأوى لتجار الأراضي التي أسكرتهم الأموال وجعلتهم يفرطون بأجمل أراضي لحج، ويدوسونها بالمحراث والبلدوزرات، هذه جعلت من السيد صالح اللبن يتنبأ بالقول (ولا معقول تتطور).
إن عدم وجود هيبة الدولة ومؤسساتها ليست السبب في هذا الضياع التي تعيشه البلاد، بل عدم وجود المؤسسة العسكرية النظامية هي السبب الأشمل في كل ما يجري في هذه البلاد.

روسيا في عهد السيد ميخائيل جرباتشوف ونظريته في البروسترويكا عملت على تغيرات بنيوية في نظام روسيا السياسي، وكادت أن تصبح روسيا دولة (نامية)، ولكن تماسك المؤسسة العسكرية جعلت روسيا تجتاز أزماتها وتستعيد دورها العالمي كقوة عظمى.
أما وقد تحولت المؤسسة العسكرية النظامية إلى عدد من المليشيات المملوكة للأفراد، هنا نقول إن الشاعر السيد صالح اللبن كان محقاً في تنبئه بالقول (ولا معقول تتطور)
الجهاز الأمني في لحج بقيادة الضابط المبدع صالح السيد ورفاقه ومساعديه يستحقون الشكر في أنهم استطاعوا أن يجعلوا من لحج واحة مستقرة بالأمان، من الجماعات التي كانت تفتك بلحج وأبنائها، وقد بذلوا جهوداً جبارة في إعاقة نمو الجماعات الجهادية.

ولا يحتاجون اليوم لمواجهة مطامع المتنفذين في الأراضي اللحجية سوى تلقي المساعدة الأكيدة من نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السيد أحمد الميسري، الذي تجري في عروقه ودمه حب هذه الأرض وحقها في الاستقرار والتطور، ليوجه بتعليماته بتقديم المساعدة اللازمة لضباط الأمن في لحج ومعهم مواطنو لحج المخلصون لأرضهم، كي يصفوا بقايا ومصالح المتنفذين الذين طالوا كل شيء جميل في لحج، وأعاقوا حتى بوادر النهضة التطويرية في لحج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى