الحاكم بأمر الشرعية.. «الإصلاح» جرائم ولعب على متناقضات السياسة

> كتب/ المراقب السياسي

> انفصام في الشخصية هو الوصف الدقيق لحالة حزب الإصلاح اليوم.. الحزب الذي وصف الإمارات بأنها صانعة السجون السرية، ولفق لها تهم المسؤولية عن قتل أئمة المساجد
 في عدن وكل قبيح وانتهاك للإنسانية في الجنوب هو نفس الحزب الذي يرفع اليوم أعلام الإمارات في تعز ويصفها بانها الشريك والطرف الذي أفشل المشروع الإيراني حتى أن توكل كرمان جن جنونها على بعد 4500 كيلومتر في تركيا وانهالت سباباً على مسيرة الحزب في تعز «ووصفتها بمسيرة الخزي».

لكنه ليس بالأمر المستغرب فالإصلاح حزب سياسي يجيد فن اللعب السياسي على المتغيرات لمصلحته ومصلحة ديمومته في الحكم فهو الحزب الحاكم اليوم مهما قيل لنا بعكس ذلك.
لكن الحزب الذي يدعي بتوجهه الإسلامي لا يملك قاعدة شعبية في البلاد شمالها وجنوبها وربما تكون مأرب استثناء وأجزاء  في تعز خلال هذه المرحلة، فالإصلاح قيادات ورؤوس تمثل مصالح ونفوذ ولا تمثل شعب.

ففي تعز ارتكب الحزب باسم الحملة الامنية مذبحة وفرخ فصيل اسماه الحشد الشعبي ليرتكب تلك المذابح بعيداً عن المسؤولية القانونية وبعد انتهاء المهمة سينتهي الحشد الشعبي وسيتم التضحية بقياداته مثلما ضحى الاصلاح بقيادات اخرى تحالف معها في الماضي ومنها المملكة العربية السعودية في 21 سبتمبر 2014م عندما قدم رؤوس الإصلاح فروض الولاء والطاعة لسيد صنعاء الجديد عبد الملك الحوثي ولاتزال مقاطع الفيديو شاهداً على ذلك في الانترنت الى اليوم.

وايضاً طعن الإصلاح التحالف العربي مؤخراً في تعز عندما تحالف مع الحوثيين الذين وقفوا متفرجين على الإصلاح وهو يقوم بمحاربة الشعب في تعز بينما كانت الفرصة سانحة لهم لضرب الإصلاح في مقتل ولا يفسر جمودهم إلا الاتفاق فيما بينهم.

إن حالة الانفصام هذه ليست فقط في الداخل اليمني بل تمتد ايضاً الى الخارج حيت ينقسم الحزب الى اجنحة جناح يحظى بالرعاية السعودية وجناح غارق في احضان قطر وتركيا وجناح مستكين وتحت المراقبة يسكن في مصر.

لكن الحقيقة التي يدركها رؤوس الحزب ان الخناق سيضيق قريباً عليهم في الخارج فالمملكة العربية السعودية على وشك كسر العلاقة التي تربطه بالحزب وهناك صراع خفي خلف الكواليس حول توقيت هذا الكسر ليس إلا، فالمملكة تتجه للاعتماد على السلفيين في عملياتها الميدانية خصوصاً مع وصول الشيخ الحجوري الى مأرب وحشد كتائب للسلفيين في حرض، وهما جبهتان يقودها الاصلاح وفشل في تحقيق اي تقدم فيها لسنوات، وفي نفس الوقت يخسر الحزب قواعده في داخل اليمن مما يضعفه خارج اليمن رويداً رويداً.

في الجنوب ما تبقى من اعضاء حزب الاصلاح اليوم يعرفون انهم كبش فداء تم استخدامهم وتركوا فلم تقدم لهم امتيازات وعندم يجد الجد يعلمون تماماً ان الحزب لن يحميهم ويجب عليهم خلق إطار سياسي جديد يمثلهم بدلاً عن الحزب الذي استغلهم لسنوات دون تقديم شيء لهم وذلك تماشياً مع الواقع الجديد على الأرض في الجنوب.

وايضاً في الجنوب يتذكر الحراكيون جيداً اشتراك الإصلاح في تخوينهم وتكفيرهم واختراق فعالياتهم وابلاغ الاجهزة الامنية عنهم لسنوات أثناء حكم صالح واليوم نفس الحراكيون يرصدون تحركات الحزب في محاولاته المستميتة لتغيير التركيبة السكانية لعدن عبر تفويج النازحين وتوطينهم فيها.. انه الحزب الذي خلق لنفسه عداوات مع شعب بكامله كان في غنى عنها إذا ما تعامل معهم على انهم مواطنين لهم حقوق دستورية.

وما دعوات حاملة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، لنائب الرئيس لإبادة الجنوبيين إلا تأكيد في أذهانهم على عقلية الحزب التي تطالب بالخضوع لا تزال هي المسيطرة على علاقته مع شعب في الجنوب وآخر في الشمال سيطيحان به في أقرب انتخابات لا يستطيع الحزب النجاة منها إلا بإطالة الحرب الى مالا نهاية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى