> أحمد عبد الوهاب
دخلت الحرب اليمنية عامها الخامس، منذ أن أعلنت السعودية والإمارات وعدد من دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن انطلاق الحملة العسكرية «عاصفة الحزم». ورغم كل تلك السنوات لم تضع الحرب أوزارها بعد ولم تحسم المعركة بشكل قاطع لأي من الأطراف.
* ما هي «ألوية العمالقة»؟ وكيف تكونت؟
- عرفت ألوية العمالقة منذ أن قاتلت في عدن ضد داعش والقاعدة، وخرجت الألوية من المقاومة الشعبية التي انطلقت من «باب المندب» باتجاه المحافظات الشمالية من المخا وصولاً إلى الحديدة في الساحل الغربي.
وتهدف الألوية إلى دحر تمدد «المليشيا الحوثية» التي تمثل الذراع الإيرانية في اليمن، وعرفت ميدانياً بأنها القوة الضاربة، وهي بمثابة الحربة المسمومة في قلب العدو «الحوثي» في الساحل الغربي.
- تقدمت ألوية العمالقة ما يقرب من 250 كم في الساحل الغربي باتجاه الشمال خلال أيام أو أشهر معدودة، وهي من كانت تقاتل داعش والقاعدة قبل الحرب الأخيرة، ثم أعيدت هيكلتها في باب المندب لتنطلق من مدينة عدن في بداية الحرب بعد أن تم إلحاق بعض الألوية «التهامية» بها.
- «ألوية العمالقة» ألويتها الأولى تكونت من المقاومة الشعبية الجنوبية، إلى أن انضمت إليها بعض ألوية المقاومة التهامية، حيث إن اللواء «11، 9، 7» ألوية من المقاومة التهامية، بينما اللواء الأول والثاني والثالث من المقاومة الجنوبية، بعدها تم إلغاء المسميات وانضمت جميعها للقوات تحت اسم «العمالقة» والمكونة من 13 لواء، هذه الألوية هي القوة الضاربة في الساحل الغربي، وهي من تقدمت في المناطق الإستراتيجية والهامة ومنها «مضيق باب المندب» الذي كانت تراهن عليه «مليشيا الحوثي»، وكانت تريد تهديد دول العالم من هذا المكان، إلا أن العمالقة استطاعت تأمين هذا الممر الإستراتيجي الدولي.
- تلك القوات من «ألوية العمالقة» إن لم تكن قد أخذت نصيبها إعلامياً فإنها ظهرت ميدانياً، عندما تحركت من باب المندب وعدن إلى أن طرقت بوابة الحديدة بطول 250 كم، وحررت ميناء المخا ومعسكر العمري ومعسكر خالد، وهي معسكرات مهمة، بل وهي أهم المناطق الإستراتيجية في الساحل الغربي، ولم يكن باستطاعة أي من القوى الموجودة في المعركة تحقيق هذا.
- كما أسلفنا فإن تلك القوات تتكون من 13 لواء، يتراوح عدد أفراد اللواء الواحد ما بين 2500 إلى 3000 فرد مدربين على أعلى المستويات ولهم برامج تقنية عالية، حيث تقوم بعمليات مدروسة وإستراتيجية، مثل عمليات الالتفاف التي تقوم بها في المناطق المهمة التي يصعب الوصول إليها مثل المناطق الجبلية وبأقل الخسائر، لأن تلك العناصر مدربة على أنواع مختلفة من القتال؛ مثل حروب الشوارع، وعمليات القنص، والعمليات الخاصة ذات الطابع الخاص، كما أن بتلك الألوية قوات تأمينية تقوم بعمليات تأمين المواقع بعد تطهيرها، وأيضاً الفرق الهندسية التي تمهد الطرق للقوات عن طريق عملية نزع الألغام من الأرض والمباني الحكومية والمدارس.
- تم منح أسلحة لتلك القوات من جانب التحالف العربي، وتنوعت هذه الأسلحة ما بين مضادات الصواريخ والدبابات والمدرعات والأسلحة الخفيفة ومعدات الرصد والهجوم.. وغيرها من أدوات القتال الضرورية والتي تتواءم مع مهامها.
- ألوية العمالقة تعمل بدعم مباشر من التحالف العربي نظراً لأنها تحت قيادة الحكومة الشرعية، وتتلقى الدعم من التحالف وبشكل خاص من الإمارات العربية المتحدة، وفي النهاية هذه القوات هي قوات مقاومة تعمل تحت مظلة الحكومة الشرعية والتحالف.
- العمالقة حققت انتصارات كبيرة جداً بطول الساحل الغربي وصولاً إلى الحديدة وتم تنفيذ عملية التفاف على الحديدة وصلت إلى المطار وغيرها من المناطق القريبة من الميناء وقلب المدينة، ولم يكن أمامنا سوى عدة أيام من أجل تطهير مدينة الحديدة، إلا أن المبادرة الأممية التي جاءت من أجل منع كارثة إنسانية في المحافظة، ورغم ما لدينا من قدرات على تطهير المدينة إلا أننا جنحنا للسلام امتثالاً للهدنة التي تم التوقيع عليها وإلى توجيهات الرئيس هادي، لذلك توقفت الألوية عن الزحف والعمليات القتالية ولكنها ما زالت مرابطة في مواقعها، وتصد محاولات تقدم الحوثيين، لأننا نسعى للسلام.
- حسب المواجهات مع مليشيا الحوثي في كل المعارك السابقة والحالية، أصبحنا على يقين أنهم لا يؤمنون بالسلام ولا يحبون التعايش مع أي طرف، لكننا أتحنا الفرصة للمنظمة الأممية حتى تقتنع عن قرب بأنهم لا يريدون السلام ولا يهتمون به، وبعد كل تلك الشهور، والتزامنا والتزام طيران التحالف بالهدنة، فإنه لم يتحقق أي شيء على أرض الواقع، وراوغ الحوثيون من أجل كسب الوقت وتعزيز مواقعهم على الأرض بالمعدات والأسلحة الثقيلة ولم يكن بمقدورهم فعل ذلك لولا الهدنة التي التزمنا بها.
- ألوية العمالقة نشدت السلام وامتثلت للهدنة وحتى يقتنع المجتمع الدولي أن المليشيا الحوثية لا تريد السلام ولا تسعى إليه من أجل إنقاذ الناس من الكارثة الإنسانية، ونحن في أتم الجاهزية لأي عملية عسكرية في حال انتهاء الهدنة وصدور التوجيهات من رئيس الجمهورية.
- كنا نبذل قصارى جهدنا قبل الهدنة لتفادي وقوع ضحايا من المدنيين، وكنا نحاول جر العناصر الحوثية المتمركزة وسط المناطق السكنية إلى المناطق البعيدة عن المدنيين، وتمركز تلك العناصر وسط المدنيين والكتل السكنية واتخاذهم دروعاً بشرية وهروبهم من المواجهة كان أحد أهم أسباب إطالة أمد الحرب ودخولها في العام الخامس.
- لدى الحوثيين دعم كبير استولت عليه من مخزون الجيش اليمني من صواريخ ومعدات قتالية، لذا لا يجب علينا التقليل من القوات والأسلحة التي يملكونها رغم تدمير الكثير من الصواريخ الباليستية على يد طيران التحالف العربي منذ بداية الحرب، إلا أنه ما زال لديهم مستودعات وأماكن تخزين للأسلحة، مستخدمة حتى المدارس والمستشفيات لهذا الغرض ومنازل المواطنين، والمناطق المزدحمة من أجل إطالة عمر المعركة.
«ميليشيا الحوثي» تراهن على ميناء الحديدة وما تبقى من الشريط الساحلي الغربي، وسبب الرهان هو الحفاظ على الشريان الذي يمدها بالأسلحة، حيث يجلب الحوثيون العديد من الأسلحة المفككة ويتم تهريبها على يد خبراء إيرانيين ولبنانيين سواء في الحديدة أو في صنعاء أو في غيرها.