هل انتهت الشرعية في اليمن؟

> أحمد جباري

>
احمد مثنى جباري
احمد مثنى جباري
هزائم عسكرية في كل مكان، وخذلان متعمد لأي مقاومة قبلية أو شعبية في عموم محافظات الشمال، مع أن دول التحالف كانت تعوّل على المقاومة الشعبية والقبلية من الداخل بعد أن عجز جيش المقدشي وعلي محسن الأحمر عن هزيمة الانقلابين في شمال اليمن.
ولعل سقوط صرواح بتلك السهولة المخزية، وخذلان جبهة حجور-مؤخراً- كانت كافية لإخماد أي مقاومة قادمة أو حتى مجرد التفكير بحمل السلاح ومواجهة مليشيات الحوثي، الذي أثبتت قدرتها وتماسك جبهاتها بالسيطرة على شمال اليمن، وشراء ولاء القبائل وضباط الجيش والحرس الجمهوري، وجزء من ضباط ومسؤولي الشرعية نفسها.

وفساد تفوح رائحته في كل مكان، وانهيار شبه تام لاقتصاد البلاد، بعد أن سيطر الفاسدون والمتنفّذون على معظم مؤسسات الحكومة الفاعلة بما في ذلك البنك المركزي.
ومسؤولونا ما زالوا نياماً في فنادق الرياض، يلهجون ويتوعدون بـ “بالمرجعيات الثلاث” متبوعة بحلم الأقاليم الستة، وينتظرون معجزة كبرى تحقق أحلامهم ليبقوا في مناصبهم.

ولو أن هؤلاء المسؤولين وظفوا جزءاً من المال والجهد الذي وظفوه ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وضد شعب الجنوب طيلة الفترة الماضية لكانت المعادلة قد تغيرت بكل تأكيد.
الواقع يقول إنه من الصعب؛ بل من المستحيل هزيمة الحوثيين عسكرياً وحسم الصراع معهم بالقوة، لأن التحالف استند على الشرعية (النائمة) التي ينخر جسدها أحزاب الخراب اليمني ممثلة بجماعة إخوان اليمن، ويقود عساكرها رجل مثل علي محسن الأحمر والمقدشي، فتستنزف دول التحالف دون تحقيق أي تقدم أو أي فائدة، بعد مضي أربع سنوات من الحرب، والمفروض على دول التحالف البحث عن حليف جاد وصادق في حربه مع الحوثيين ومع الإرهابيين التي تدل كثير من الأدلة والمعطيات أن مصدرهم هي جماعات وأطراف في الشرعية نفسها.

والواقع يقول إن هناك استجابة إقليمية ودولية لمطالب شعب الجنوب، الذي حسم أمره وحقق نصره مبكراً بأقصر وقت وأقل تكلفة، لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها، فهي مسالة وقت لا غير، وأن الاعتراف بحق الجنوبيين بالاستقلال وتقرير المصير وبالمجلس الانتقالي ممثلاً لشعب الجنوب بات ماثلاً للعيان، لا ينكره أحد، بعد أن أصبح عيدروس الزبيدي رئيس المجلس وقادته الآخرين يُستقبلون استقبال الفاتحين في الداخل والخارج.

وبين هذا وذاك تفقد الحكومة الشرعية شرعيتها ومصداقيتها أمام الشعب في الشمال والجنوب، وأمام دول الإقليم والعالم أجمع، وبالتالي فإن البساط يسحب من تحت الرئيس هادي وحكومته، ولعل خروجها من المعادلة بات مطلباً ملحاً وجزءاً من الحل السياسي لإنهاء الحرب في اليمن.
لقد أصبح بقاء الشرعية مكلفاً ومحرجاً لدول التحالف التي لم يعد بمقدورها خوض المزيد من المغامرات مع هؤلاء أو من أجلهم.

وإنهاء الحرب في اليمن أصبح مطلباً شعبياً وإقليمياً وعالمياً لابد منه، وبالتأكيد فإن كل المؤشرات والشواهد تؤكد أن الحكومة الشرعية ستحمل عصاها وترحل، فليس لوجودهم مكان ولا أحقية تذكر، فقد أضاعوا فرصاً لا يمكن تعويضها أبداً، وأضاعوا وطناً وشعباً كان الأجدر بهم أن يضحوا من أجله كما ضحى أبناء البسطاء الأوفياء.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى