اللعب بالزمن

> عصام عبدالله مريسي

>
عصام مريسي
عصام مريسي
تعددت مواطن وأزمنة اللقاءات التي تجمع فرقاء الحرب اليمنية حتى بات الأمر وكأنها فرص للسياحة وتغيير الأجواء والتعرف على جغرافية العالم، عن طريق السفر المفتوح والمجاني والمشمول بالخدمات الفندقية والسياحية على شيكات مفتوحة الحساب، يدفعها المواطن الذي يذوق ويلات الحرب العسكرية والاقتصادية.
إن الوفود المتفاوضة، والتي تمثل الجانب الحكومي للحكومة الشرعية، وكذا الوفد الممثل لجماعة الحوثي الانقلابية، يجلسون للتفاوض ويتعمدون إطالة أمد التفاوض، غير مبالين بالواقع المرير الذي يعيشه المواطن، سواءً في مناطق القتال أو في المناطق المحررة، جرّاء الحرب الشعواء التي لم تحقق سوى مصالح حفنة يسيرة من مقاولي الحروب.

وهكذا ومنذ بداية الجلوس للتفاوض، لم تكن لجان التفاوض على استعداد لكامل التفاوض والجلوس بشفافية وطرح المشكلات والبحث عن الحلول الجذرية للوصول إلى اتفاق يقضي بحسم المعوقات التي قادت إلى الاقتتال، وتدفع كل الأطراف إلى التوقف عن الاستمرار بالحرب.
نعم.. هكذا كان الفريقان في اللجان المنعقدة سواء في جنيف أو عمان أو حتى على متن السفينة الدولية في البحر الأحمر، لم يدخلوا تلك اللقاءات والنوايا معقودة على الوصول إلى حل سريع وعاجل؛ وإنما هي مراهنات على عامل الوقت واللعب مع الزمن، من أجل تحقيق مصالح شخصية خاصة جداً كتحصيل مزايا وعلاوات ونثريات مقابل جلسات التفاوض، والحصول على فرص في السفر والتنقل عبر القارات لعقد الجلسات في أكثر من بلد، والبعض الآخر يجلس لحلقات التباحث وهو يحمل أهدافاً أكثر تعقيداً، كتحصيل مصالح طائفية وتمرير محظورات، ولولا السفر والانطلاق خارج حدود الإقليم لما تمكن من تمريرها، وهو في ذلك يلعب مع الزمن لكسب مزيد من الوقت، وهو يطمح لتحقيق انتصارات عسكرية تعزز من موقفه.

لكن السؤال؛ هل سينجح المتفاوضون لو كان مكان التفاوض وسط الجبهات الملتهبة، وكانت قاعة اللقاء عربة مصفحة أو عربة مجنزرة، والمدافع تعزف سيمفونية الموت؟ وهل سيدفعون بنتائج اللقاءات نحو المستحيل وخلق العراقيل؟ أم سوف يسرّعون الأمور نحو الإنجاز والحلحلة لكل الأمور والسير نحو الانفراج؟!.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى