تهور الشباب

> لينا حسن جعفر ​

> شابان، الأول اسمه محمود والآخر اسمه خالد، كانوا أصدقاء ومقربين، حتى في مظهر لباسهما، حتى أنهوا دراستهم الجامعية.
محمود يقول لصديقه خالد: لنذهب إلى الجبهة حتى نتحصل على راتب؛ لكي نستطيع أن نتزوج ونبني مستقبلنا، ونريح أهالينا من تعبهم بتحمل المصاريف.

يستمر محمود في حديثه: أنا والله أخجل لما آخذ مصروف من أبي.
يرد عليه صديقه خالد: يا شيخ حرام عليك تذهب بنا إلى الموت، ألم تشاهد وتسمع كم من شباب استشهدوا خلال الحرب؟!، قاطعه محمود: الأعمار بيد الله.. فكثير من الشباب تزوجوا، ومنهم من اشترى سيارة وآخر بنى له بيتاً.. خلينا نروح. إذا أنت مش موافق، أنا بروح لحالي. لأني إلى الآن وأنا بدون عمل، شهاداتنا ما نفعت، والبلاد ما منها خير..

فقال خالد: وأنا لا يمكن أخليك تذهب لوحدك، خلاص سنذهب سوياً مع بعض، فأنا معك حياة أو موت.
كان خالد وحيد أمه، وأبوه متوفى، فبعد ساعات.. خالد أخبر أمه، ولكنها رفضت وقالت: “لا تخليني لحالي تروح، فأنا ما طلبت منك شيء إحنا مستورين بفضل الله، ومن معاش أبوك بادخلك جمعية وبزوجك”، ضحك خالد: “ومن بترضى بواحد بدون عمل يصرف من مال أمه؟ خلاص يا أمي أرجوك خلينا أروح، أنا قررت وسوف أذهب”.

وفي اليوم الثاني، ذهبا خالد ومحمود إلى الجبهة وتدربوا على السلاح، بعدها تم توزيعهما في أماكن مختلفة، فخالد في جبهة، ومحمود في جبهة أخرى.
ذات يوم وفي وقت الفجر أتى خبر لمحمود من قائده بوفاة صديقه خالد، فانهار محمود على وفاة صديقه، وقال: أنا السبب بإقناعه للمجيء إلى الجبهات، ماذا أفعل من غيرك؟ وكمان أمك ماذا أقول لها..؟ فجن جنونه من هول الصدمة، فأقدم على ضرب قائده أمام أنظار الحراس، وسلم سلاحه، وطلب من أحد العسكر أن يضرب عليه النار، وهو يردد محروقاً، قبل أن يموت: “سألحقك يا صديقي، ولن أتركك لحالك”، حتى فارق الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى