نريد الدولة التي فقدناها

> د. باسم المذحجي

> في ذات يوم قال الرئيس عبدربه منصور هادي بأن جماعة الحوثي لا تمثل كل اليمنيين، وبأنها نسبة تصل 10 %، ومن هذا المنطلق فسنبحث عن البقية الباقية من 90 % التي يدعي تمثيلها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في مشروع اليمن الجديد، وقولنا اليمن الجديد بما يلبي طموحات كل اليمنيين وعلى رأسها مطالب أبناء الجنوب العربي في استعادة دولتهم.
الحديث عن شرعية عبدربه منصور هادي، وليس شرعية حزب بحد ذاته، وليس شرعية الاستقطاب السياسي، ولا كذلك الاستقطاب الإقليمي.

بمعنى أدق، فالحديث عن شرعية وإدارة قرار اليمنيين والحديث عن قرار اليمنيين في تغيير نظام الحكم، وليس إسقاط النظام.
كانت يومها إرادة اليمنيين تطالب بتنحية الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عن السلطة ليتم شطب حقبة المركزية واستبدالها باللامركزية.

أردنا يومها هيكلة الجيش ليتم بناؤه على أسس وطنية وليس على أسس قبلية وتنظيمية حزبية كما هو حاصل حتى اليوم.
أردنا بناء يمن جديد في الساحل اليمني، وليس لنقوم بتدمير وتخريب ما هو قائم ومكتسب في الجبل.

سأعود لأ تحدث عن نسبة 90 % التي فصلها عبدربه منصور هادي في مستطرد حديثه التلفزيوني يومها، فهذه النسبة تحوي المؤتمريين والاشتراكيين والناصريين والسلفيين والغالبية المستقلة وما سبق يتجاوز 60 % من اليمنيين.
اليمنيون يدركون بأن حزب التجمع اليمني للإصلاح يمتلك نسبة 30 % فقط لا غير، ومنها 10 % الجناح المرتبط عضويا بجماعة إخوان المسلمين في قطر وتركيا، وهذا يعني بأن بقية 20 % من الإصلاحيين هي لا تقبل بالـ 10 % جناح إخواني، بل تجد نفسها مع الـ 60 % من اليمنيين، وتلكم ما كشفتها المسيرات الجماهيرية الحاشدة في تعز.

تتضح الصورة النسبية التقريبية بأن 70 % من اليمنيين يمثلهم عبدربه منصور هادي بمن فيهم حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهكذا نسبة تقف بالمرصاد لمشروعي الحوثي وجماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن، والتي تمتلك نسبة 20 % وهي النسبة المسئولة عن الفوضى والخراب التي شهدتها اليمن وخصوصا ما يدور حاليا في تعز، وعلى حد سواء في ضاحية الحوبان أو المدينة القديمة.
مهمة شرعية 70 % من اليمنيين هي الاستقرار الاقتصادي بقيادة السيد حافظ معياد، واستكمال عمليات التحرير العسكري في صعدة وصنعاء والحديدة وتعز بقيادة قادة الألوية العسكرية وليس استخدام الشرعية لتعزيز الأجندات الخاصة كما يقوم بها الـ 10 % من ذراع الإخوان الممول من قطر في تعز وعدد من المحافظات.

ومن هذا المنطلق، ومن هذا المنبر فإنني أدعو قيادات التجمع اليمني للإصلاح بأن تحافظ على سجلها الوطني في بناء يمن جديد، والسعي إلى أن تكون شريكا يمثل آمال وطموحات بقية المكونات الأخرى في نسبة عبدربه منصور هادي، وأن تبتعد عن العسكرة والأجندات الإقصائية، فهي تستنفد مخزونهم من الوطنية بمرور الوقت.
وفي المقابل فإنني أوجه الدعوة لكل القيادات الوطنية في المؤتمر الشعبي العام والناصري والآخرين للقيام بدورهم الريادي في استعادة وقيادة الدولة وعدم الالتفات لأي صورة من صور الإقصاء والتنكيل، فأنتم رقم صعب ولن تستعيد البلد عافيتها إلا بكم.

ولا يسعني في ختام هذا العمل إلا الإشارة إلى أن 70 % من اليمنيين بحاجة ماسة للغذاء والماء النقي والدواء وتوفير أجواء الأمن والاستقرار ليستطيعوا العيش والتنقل بأمان.
نعم، يكفي عبثا بأرواح الأبرياء ويكفي استقطابا سياسيا وإقليميا، ونقول للإخوة اليمنيين في الجنوب العربي أنتم أدرى بشعابكم، لكن ساعدونا لنعود إلى أجواء الدولة التي فقدناها منذ أربع سنوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى