مرة أخرى.. تحية تعظيم لثورة شعب الجزائر العظيم

> سالم بجود باراس​

> كم أنا معجب بهذا الشعب العظيم شعب الجزائر، وبثورته الرائعة، ثورة خرجت لأجل عامة الشعب لا تقودها أحزاب مصاصة دماء، خرج الشعب بأكمله، نساء ورجالا وأطفالا في ثورة سلمية تثلج الصدور هزت العالم بأكمله، لأنها ثورة شعب خرج ولم يعد إلا وقد حقق كل طموحاته وأحلامه، لجزائر جديدة طالبت بمحاسبة كل المفسدين الذين نهبوا أموال الشعب الجزائري.
تحية إجلال وإكبار وتعظيم لقائد أركان الجيش الجزائري، الذي وقف كالجبل الصامد مع الشعب، لم يرمِ الشعب برصاصة واحدة، بل وقف معه وسانده حتى تحقيق كل طموحاته وأحلامه، وتحقيق كل مطالبه وتطلعاته لمستقبل أفضل وغدٍ مشرق.

بعض الثورات ولدت لتقتات من لحوم شعبها وتمتص جيوبهم، وهناك فرق بين ثورة خرجت لأجل شعب وكسر جدار الصمت لتعيد الأمور إلى نصابها، وهو إحقاق الحق للمواطن ليعيش كإنسان له حقوق وواجبات، وبين شعب خرج بمحرك حزبي متسلط على رقاب مواطنيه، وله أهداف ومآرب أخرى لا تخدم إلا حزبه وقادته، وليمت الشعب كيفما شاء فمن المؤكد ولا محالة فثورته بنيت على جرفها فسقط وجرف معه شعبه، والذي لا يعترف به أصلاً في قرارة نفسه، إلا بشعارات وخطب جوفاء بعيدة كل البعد عن مخططه وأهدافه.

خرج شعب الجزائر ولن يعود إلى بيته إلا وزمام الأمور بيده، ليضمن لوطنه مستقبلا خاليا من كل الفاسدين والمتنفذين وطن يتسع للكفاءات والشخصيات النزيهة، التي تعمل للوطن والمواطن قولاً وفعلاً، لا لشعارات وتطبيل وإعلام، وتضخيم لواقع مزيف نسمع فيه جعجعة ولا نرى طحيناً.
إذا رأينا شعباً نصفه جياع فلنعلم بأن مسؤولية وحوش وضباع، وكما هو الحال إذا رأيت شعبا بلا كهرباء وبلا ماء، فاعلم بأن زبانيته مصاصي دماء، وتأكيداً على أن نصف موظفيه يعيشون تحت خط الفقر، أي أن حكامه يأكلون لقمة يومه، وكذا الحال إذا رأينا طوابير لبلد يتنافسون على فتات المعونات الخارجية فإنه أصبح شعباً متسولاً، وسيظل كذلك.. شعب لا ينتزع قوته من بحره ونفطه وثرواته.. فلا فرق بينه وبين الكلاب والقطط. شعب يأكل من القمامة ويربط بطنه بقطعة قماش من الجوع، شعب بلا حكام وبلا وطن.

تحية إجلال وتعظيم مرة أخرى لشعب الجزائر العظيم، الذي أثبت للعالم ثقافته ومدنيته وسلميته.. وتحية وتعظيم لهذا الجيش الذي يمتلكه، فحق لهم أن يفخروا به، لأنه لم يقتل شعبه، ولأنه من الشعب ويعود للشعب، فالثورات العربية وجدت للتغيير، إلا أنها أصبحت نقمة وتدار بالنعرات، خرجت لتأكل مع من يدفع والنتيجة “ثورة نقود مهرها مفقود” بينما ثورة الجزائر خرجت ولم تقطع غصن شجرة، ولم تقطف زهرة في مسيرتها، وهي ثورة حقّ لها أن تجني ثمارها، عكس ثورات الربيع العربي خرجت لتسرق وتحرق وتنهب وتميل للكفة التي تدفع، ولو للشيطان، تجني الويلات والدمار والخراب، فشتان ما بين ثورة حق وثورة مرق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى