الجنوب.. المارد القادم

> أكرم باشكيل

> تذهب التأويلات والتفسيرات لكل ما يجري على الساحة الجنوبية من اعتمالات وما يحدث من حولها إقليميا ودوليا من تجاذبات مذاهب شتى تتجاوز المنطق والمعقول في فهم ما يجري، ولهذا نرى أن كل ما يعني الجنوب هو قضيته الوطنية التي عمل خلال ربع قرن من النضال المستميت في فرض أجندتها وإحقاق الحق سبيلا إلى عودة دولته المستقلة وعاصمتها عدن.
لعل المراقب السياسي الحصيف للأوضاع وما يجريه المجلس الانتقالي الجنوبي من اتصالات وزيارات دولية يعكس بما لا يدع مجالا للشك أنه قد حدث تقدما مذهلا في العمل السياسي لفرض أجندتها على المستوى الدولي وما عكسته تلك الزيارات إيجابيا في ترتيب الأوراق دوليا مع أطراف اللعبة السياسية الدولية وتهيئة الملعب الدولي لقبول هذه القضية الجنوبية العادلة وطرحها ضمن أجندتها في دوائر القرار الدولي وأروقتها في الأمم المتحدة ودوائرها، وخاصة مجلس الأمن الدولي، وبعث كل القرارات الصادرة بحق الجنوب أثناء وبعد حرب صيف 1994م والتي كانت الأساس في وضع الحلول العادلة لما ترتب عليه من إجراءات فرضها واقع الاحتلال اليمني دون اكتراث بقرارات مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالحرب ومترتباتها..

 وبذلك فمسألة الوقوف ومراجعتها والاتكاء عليها في مناقشات ومداولات المجلس اللاحقة والعمل بها دبلوماسيا في الفعل السياسي هو ما يشتغل عليه الساسة الجنوبيون، وقد قطعوا شوطا كبيرا يناهز المنتهى في تحركاتهم الدبلوماسية وخبراتهم ليست بالهينة في هذا المضمار، كما أن المنطقة تعج بالاتصالات على قاعدة المصالح وأهمية الجنوب وما يتمتع به من موقع وثروات يعطي الجميع مؤشرات التدافع نحو تمكينه من أرضه قبل ثروته. كل تلك المؤشرات اليوم تعطينا أفق الانتصار الحتمي وقرب بشائر الإعلان عن دولة الجنوب الفيدرالية القادمة بمشروعها الوطني السياسي المتجدد والمتفرد.

لقد تجاوز المجلس الانتقالي في معركته السياسية عنق الزجاجة بالقضية الجنوبية، وباتت اليوم في رحاب السياسة الدولية قاب قوسين أو أدنى من بلوغ أهدافها السياسية العليا، متجاوزة كل صعاب التمزق والتلاعب بها في سوق النخاسة السياسي وشبت عن طوق الحصار المفروض عليها من خصومها المفترضين داخليا وخارجيا وهي تشارف على الوصول لترسو سفينتها على بر الأمان بتلك القوة التي بدأت بها وذلك الصبر والإصرار اللذين مكناها من تحقيق هذا النجاح الباهر مع جبروت الشعب المارد القاهر لكل الصعاب بعزيمة لا تلين ولا تستكين، فيستحق النصر ذلك المارد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى