فرق شاسع ما بين بكاء وبكاء

> عبدالله عبده الصبيحي

>
عبدالله الصبيحي
عبدالله الصبيحي
عندما ذرف رئيس وزراء اليمن السابق باسندوة دموعه، لم يكن من فراغ، بل كان مدركاً أن بلاده اليمن مقبله على أزمات، وما آلت إليه أوضاعها المتردية وتخلفها اقتصادياً واجتماعياً، فدموع على الشعب اليمني الذي أصبح مسلوباً الإرادة، ولكن الشعب اليمني استخف بدموعه وخذله، ربما عن جهل أو عن عدم فهم لمغزى دموعه.
وهناك وفي الجانب الآخر من قارة أسيا، رجل ذرف دموعه إلى ما آلت إليه بلاده، من عدم مواكبة التطور الجاري في أكثر البلدان المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً، فعندما ذرف رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد دموعه لم يستخف به شعبه ولم يخذله، بل وقف إلى جانبه مؤازراً وداعماً وسنداً قوياً لبناء نهضة ماليزيا. نعم لقد وقف الشعب الماليزي إلى جانب “رئيس وزرائه” لأنه المخلص والوفي مع شعبه.

إن هذا الرجل المحنك، والذي عندما سألوه يوماً ما، وفي إحدى المقابلات الصحفية عن ماهية السبل التي أتخذها وسار على نهجها وكان لها أثر كبير عند الشعب الماليزي متحدياً كل الصعوبات، فشمر الشعب الماليزي عن ساعده ملبياً نداء رئيس وزرائه، فشرع في البناء لنهضة بلاده ماليزيا والتي أصبحت في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً، وفي زمن قياسي وبسرعة غير متوقعة، وقد قال مهاتير محمد: إن الشعب الماليزي يحب بلاده ومخلص لها، وقال: لا أخفيكم سراً بأن التقدم والتطور الحاصل في ماليزيا إنما يعود الفضل فيه لميناء عدن، الذي ظل مغلقاً لفترة طويلة، وهنا وفي مدينة عدن بكى أحد الرجال الغيورين على مدينتهم عدن، ولكن بكاءه غير ظاهر، ذلك ما قرأته في مقال كتبه الصحفي نجيب محمد يابلي بعنوان “الخارجية لا تعلم من يدخل اليمن ونحن نعلم من يدخل عدن” ومن خلال السطور تخيلت أن الصحفي نجيب اليابلي يبكي على مدينته عدن، وما آلت إليه من عدم اهتمام وتسيب وإهمال، ووجدت بأن هناك فرق شاسع بين بكاء وبكاء آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى