الجزاء من جنس العمل

> نصرالله محمد أحمد

>
نصرالله محمد
نصرالله محمد
في يوم ما ستريك الحياة عبسا لم تكن ترجو أن تراه
وستهديك صورة يغضبك إطارها المؤلم المتحكم بجميع زواياها
سترمي سهام الخيبة على أجمل توقعاتك
وتطلق مدافع السقوط على حصنك المشيد
وتقفل أبوابها أمامك
لن تعبر بعد أن سحب السجاد الأحمر من تحتك
ولن تمر من خلال منافذها السرية فقد ضعفت قدرتك على الاختباء
وعجزت حركتك على التسلل
ومرواغتك العتيقة لم تعد تجيدها
لن يمرر خداعك هذه المرة فقد قررت الحياة منعك الدخول إلى حياتها
فستمضي خائبا نحو وجهات بائسة
ومفترقات تائهة
ومتاهات بلا فائدة
فقد سدت المخارج أمام عبورك نحو الفرج
لن يقبل الطريق مرورك مرة أخرى
ولن تهدى إلى نور بعد أن انطفأ بريقك
عاجزا.. تائها.. فارغا مفرغا ستصبح
تذكر الشوك الذي نثرته في الحياة بعد أن أهدتك وردها
تذكر السم الذي نشرته على ناسها
تذكر القبح الذي لوثت به جمالها
تذكر حربك التي رفضت سلامها
وظلمك الذي أحزن سماءها
وسوءك الذي أفسد أرضها
منحتك الحياة حكما فحكمت باغتيالها
منحتك مكانة فأخربت عمارها
منحتك مالا فاشتريت إفلاسها
منحتك جاها فسجنت أحلامها
منحتك سعادة فسلبت أعيادها
لا يفيد الآن أسفك وخضوعك
لن تقبل الحياة دموعك بعد أن كنت عثرة في طريقها
سيستمر الطريق بعد إزالتك
وستهد السدود التي أوجدتها
وستعاد البسمة التي حاربتها
سيأتي يوم لن تحصد سوى
ذلك الخير الذي غرسته
والأمل الذي زرعته
ولن تأخذ سوى
ذلك الجميل الذي منحته
والحب الذي أوهبته
والعمل الذي صنعته
فاحرص على ما تصنع لتسعد بما ستحصد​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى