أحزاب السلطة

> حسين باراس

>
حسين باراس
حسين باراس
بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ونزوح بعض أعضاء المؤتمر إلى عدن وتحالف آخرين مع الحوثي ومن ثم قتل على صالح في 2017 وانتخاب بعض القيادات المؤتمرية قيادة جديدة في صنعاء خلفا لعلي صالح، احتدم النقاش حول المؤتمر الشعبي العام ومصيره المرتقب، حيث رأى البعض أنه حزب عريق وسيكون كلمة الفصل في المرحلة القادمة، وآخرون ذهبوا عكس ذلك.
قبل أن نتحدث عن مستقبل المؤتمر الشعبي العام علينا أن نعود إلى بداية نشأته بين بقية الأحزاب السياسية الحاكمة في الوطن العربي.. حزب المؤتمر الشعبي تم تأسيسه في نهاية السبعينات عقب اغتيال الحمدي ومن ثم الغشمي، وكان الهدف منه تشكيل طبقة حكم واسعة من كافة القوى المؤثرة في اليمن الشمالي لمواجهة الناصريين واليسار المدعوم من الجنوب حينها.

فالمؤتمر لم يكن يوما ما حزبا سياسيا له برنامج وأدبيات وفكر اقتصادي وسياسي، بل كان مجرد شبكة مصالح واسعة وقوى مؤثرة في اليمن مرتبطة بشخص الرئيس حينها، وهو بالمناسبة رئيس الجمهورية وكل من أراد أن يرتقي في السلم الوظيفي التحق بالحزب، بل إن أعضاء بعض الأحزاب الأخرى يتم استقطابهم عن طريق وظائف محددة مقابل الانضمام، وهناك شخصيات مرموقة تم استقطابها من الإصلاح بعد ظهور بوادر توتر بين الحزبين عقب 1997م، كذلك بعض القيادات الاشتراكية التي هُزمت وخرجت من الحكم بعد 1994م التحقت بالمؤتمر، وقد يستغرب البعض كيف تتغير المبادئ والأفكار ولكن المتعمق في أفكار الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي يدرك حقيقة أنها ليست أحزابا بمعنى الكلمة، بل شبكة مصالح ترتبط بمصالح من يحكم البلاد مهما كان شكله وتنتهي بانتهاء المصلحة، وفي الغالب تتخذ لها شعارا ما وتجلب لها مجموعة أحزاب كرتونية من أجل كسب مشروعية صورية، وهذا ما شاهدناه في مصر الحزب الوطني، وفي اليمن المؤتمر، وتونس، وكثير من البلدان العربية التي يتكرر فيها الأمر حرفيا.

أجزم قطعا أن المؤتمر الشعبي العام انتهى ولن يكون له دور مستقبلي، فقد تم أدلجته تحت الجناح الصنعاني، أما في الجنوب فهو يدين بالولاء لعبدربه وهناك بعض الجيوب والتي سرعان ما تجد لها تيارات تنطوي تحتها وفي الغالب ستكون ضمن النظام الحاكم مهما كان شكله، لكن يبقى مصدر قوى المؤتمر الحالية هم أعضاء مجلس النواب المؤتمريين والذين سيسقطون في أول انتخابات قادمة إلا إذا انضموا إلى حزب حاكم جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى