رجال في ذاكرة التاريخ: الأستاذ عبدالله فاضل فارع.. رائد التنوير والشاعر الناقد

> نجيب محمد يابلي

> ​الميلاد والنشأة
الأستاذ عبدالله فاضل فارع زيد، من مواليد الشيخ عثمان (عدن) يوم 15 ديسمبر، 1926م، تلقى دراسته الابتدائية في الشيخ عثمان، وأنهاها عام 1937م، وأنهى دراسته الثانوية عام 1946م بحصوله على شهادة كيمبردج العالية Senior Cambridge.
أنهى أستاذنا عبدالله فاضل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بحصوله على البكالوريوس في “الأدب المقارن” عام 1952م، والتحق بسلك التدريس في المدرسة الابتدائية الحكومية ومدرسة الإرسالية Mission School.

الفاضل دخل التاريخ في 15 أكتوبر 1939م
يفيدنا المؤرخ والناقد الرياضي الكبير الراحل عبدالرزاق معتوق في كتابه (تاريخ الحركة الرياضية في عدن “جنوب اليمن”) في الصفحة 129 بأن نادي الشبيبة المتحدة تأسس في 15 أكتوبر 1939م، وكان مؤسسوه: صالح خميس، عبدالعزيز سالم باوزير، عبدالله علي عراسي، علي عبده حسن، والأخير كان أول رئيس للنادي، وأطلق على النادي عند تأسيسه نادي اتحاد الشبان ثم نادي اتحاد الشباب ثم نادي الشبيبة المتحدة (الواي) Ycc) youth combined Club)، وهي التسمية التي اقترحها الأديب عبدالله فاضل فارع، وتمت الموافقة على الاسم المقترح.

الفاضل في الكويت
عمل أستاذنا عبدالله فاضل في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي مدرساً في الكويت بدرجة كبير المفتشين بوزارة المعارف 1959م.

الفاضل في ثانوية خورمكسر
أ. عبدالله فاضل
أ. عبدالله فاضل
كان من حسن طالعنا أن رافقنا الأستاذ عبدالله فاضل في دراستنا الثانوية، خلال الفترة 1959/ 1963م، وترك أثراً جميلاً على مستوانا في اللغة العربية والترجمة، ولا نزال نعيش ذلك الأثر سواءً في قواعد اللغة أو الأدب أو الترجمة، وكان رحمه الله ينعشنا بقراءات إضافية من مكتبته الشخصية، وفي اعتقادي أنها من ضمن أكبر مكتبات خاصة على مستوى الجزيرة العربية.

الفاضل في مناصب رسمية رفيعة
غادرنا أستاذنا الفاضل إلى المملكة المتحدة United Kingdom للدراسة العليا بكلية التربية بجامعة لندن، وعاد منها حاملاً الدبلوم العالي عام 1964م..
عمل بعد العام 1964 كبيرا لمفتشي المدارس الحكومية في عدن ومحمية عدن الغربية، قبل الاستقلال، وعمل ضابطاً للامتحانات والنشر بوزارة التربية والتعليم بعدن، ثم عمل نائباً لوكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الفنية، ثم قائماً بأعمال وكيل الوزارة.

الفاضل بين ولنجتن ونيويورك وأم درمان
في مطلع سبعينات القرن الماضي تنقل أستاذنا الفاضل بين جامعة فكتوريا بنيوزيلندا New Zealand، وكلية كولمبيا بنيويورك، وجامعة أم ردمان في السودان، حيث درس إدارة التعليم وتخطيطه بزمالة من اليونيسكو في إطار التحضيرات التي كانت جارية لفتح كلية التربية العليا بعدن، وكان أول عميد لها خلال الفترة 1970 - 1973م، وأعقبه الدكتور جعفر ظفاري، ثم أبوبكر باذيب فالدكتور عبدالرقيب سعيد ثابت، فالدكتور يعقوب عبدالله قاسم والقائمة طويلة.

الفاضل من مؤسسي مؤتمر الخريجين
يحسب لأستاذنا الفاضل ريادته في عدة أعمال، منها أنه كان من ضمن مؤسسي مؤتمر الخريجين بعدن في أبريل 1966م وكان رئيس المؤتمر المستشار حسين علي حبيشي والسكرتير عبدالرحمن يوسف، أما المؤسسون فقد كانوا:
1 - فضل حسن عنبول 2 - عبدالله بيضاني 3 - أبوبكر باقر 4 - علي عوض بامطرف 5 - عبدالله فاضل فارع 6 - حسين علي حبيشي 7 - شكيب محفوظ خليفة 8 - عوض بن عوض مبجر 7 - شكيب محفوظ خليفة 8 - عوض بن عوض مبجر 9 - عبدالله محيرز 10 - د. محمد محيرز 11 - سلطان عبده ناجي 12 - علي جعفر محمد ناصر 13 - عبدالله علي قرشي 14 - عبدالله أحمد شهاب 15 - سعيد حسن صحبي 16 - عبدالرحمن يوسف 17 - صالح زوقري.

الفاضل من مؤسسي اتحاد الأدباء
عقد الكتاب والأدباء من شطري اليمن اجتماعات تمهيدية لتأسيس اتحاد لهم، وفي الفترة من 26 - 29 أكتوبر 1970 عقدوا مؤتمرهم التمهيدي وشكلوا لجنة تحضيرية، وفي الفترة 21 - 24 فبراير 1974م التقى الأدباء والكتاب من كل أنحاء اليمن وعقدوا مؤتمرهم العام الأول في عدن وتم انتخاب أعضاء المجلس التنفيذي من الإخوة: علي بن علي صبرة، عبدالله البردوني، محمد عبدالجبار، سعيد الشيباني، عبدالله سلام ناجي، عبدالله فاضل فارع، عمر الجاوي، محمد سعيد جرادة، علي حمود عفيف، سلطان ناجي، سعيد الجناحي، عبدالرحمن فخري، القرشي عبدالرحيم سلام، عبدالرحمن عبدالله، وحسن مجلي.

ثم انتخاب التالية أسماؤهم:
عبدالله البردوني - رئيساً، عبدالله فاضل فارع - سكرتيراً عاماً، عبدالرحمن فخري - سكرتيرا إداريا، عمر الجاوي - سكرتير النشر والإعلام، عبدالله الملاحي - أمينا للعمال.

الفاضل في المنظمة العربية للثقافة والعلوم
اختير أستاذنا الفاضل مديرا ثانيا للثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم AESCO بتونس خلال الفترة 1970/ 1983م، وعين وزيراً مفوضا Minister pLeni (أول) في السفارة اليمنية بتونس خلال الفترة 1983/ 1987م، وعمل مندوبا لليمن لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس خلال الفترة 1989/ 1993، وترك العمل بدرجة سفير حتى أنه تلقى الوسام الثقافي من الرئيس التونسي الذي استهل الوسام بعبارة:
نحن الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية التونسية باسم الشعب منحنا السيد عبدالله فارع.. الصنف الثاني من الوسام الثقافي.

الفاضل مستشاراً لرئيس جامعة عدن
بعد عودته إلى الوطن عان 1994م عمل أستاذنا الفاضل مستشاراً لرئيس جامعة عدن للشؤون الثقافية وهو المنصب الذي كان قد شغله عام 1988م، ثم أستاذا للترجمة بمركز الدراسات الإنجليزية والترجمة متخصصا في الترجمة التطبيقية وعلم المصطلحات الإنجليزية واستمر يعمل في هذا المنصب حتى وفاته.

رامي والمازني في القاهرة وفاضل في عدن
ارتبطت شهرة الشاعر الراحل أحمد رامي بترجمة رباعيات الخيام عن الفارسية وغنت جزءاً منها سيدة الغناء العربي أم كلثوم، أما الأديب المصري الراحل إبراهيم عبدالقادر المازني فقد ترجمها عن فيتز جيرالد (بالنص الإنجليزي) ونشرها في كتابه (حصاد الهشيم)، أما عدن فقد فخرت بأن ولدها عبدالله فاضل فارع قد ترجم الرباعيات (نثراً) في مجلة (المستقبل) العدنية ورئيس تحريرها عايض باسنيد عام 1950م.

الفاضل في عضوية العديد من المنظمات والمسؤوليات منها:
- سكرتير تحرير مجلة “الحكمة”.
- عضو هيئة تحرير مجلة “تواصل” التي تصدر عن نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة عدن.
- عضو منظمة الصحافة الدولية.
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب.
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب الآسيويين والأفريقيين.
- عضو فخري في اتحاد الأدباء والكتاب التونسيين.
- شارك في تنظيم أكثر من (20) مؤتمرا لوزارة الثقافة والإعلام العرب بصفته مديرا لإدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خلال الفترة 1970/ 1983م.
- شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات الأدبية والثقافية المحلية والخارجية في أكثر من 45 دولة.

الفاضل في الدراسات والإبداع
لأستاذنا الفاضل العديد من المؤلفات منها ديوان تحت الطبع عنوانه (دوامة الهباء) وله عشرات الدراسات والمقالات حول  التعليم والثقافة والمسرح والقصائد الوطنية والأغاني الحماسية والعاطفية (خذ مثلاً “بروحي وقلبي) غناها محمد مرشد ناجي و “بيني وبينك يا حبيب إشارة” غناها إسكندر ثابت)، ومن أعماله الشعرية (فجر المعجزات، الليل اللعنة، لن تقتلوا الأطفال، عزم مصمم، غمزة في الظلام، صقر قريش، الجديد يهزم الستين).

الفاضل والأدبان الأمريكي والأسترالي
قام أستاذنا الفاضل بترجمة العديد من الأعمال من الأدبين الأمريكي والأسترالي، أهمها (نيدكيلي، عسكر ولصوص، ما إن آن الأوان، عامل من جهنم، أقصوصة غير ذات بال، كيلو باترا، رجال بلا نساء)، بالإضافة إلى “رباعيات الخيام” ومسرحية “جابر عثرات الكرام” و “ابن خلدون”.
حصل الفاضل على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية منها جائزة “كولن كنج” من جامعة لندن لبحثه الموسوم “بزوغ التربية في الوطن العربي”، والجائزة التقديرية في الثقافة من وزارة الثقافة بعدن لإسهامه في إبداع وإثراء الأغنية اليمنية وحصوله كما أشرنا سلفا على وسام رئيس الجمهورية التونسية للآداب والعلوم.

الفاضل واتحاد أدباء وكتاب الجنوب
نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب ندوة علمية ثقافية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لرحيل رائد التنوير والتعليم الجامعي الأستاذ عبدالله فاضل فارع يوم الإثنين، الموافق 22 أبريل، 2019م بقاعة كلية التربية بخورمكسر، وأدار الفعالية باقتدار د.عبده يحيى الدباني وشارك فيها: د. مازن عبدالله فاضل، د. مسعود عمشوش، د. سالم علي سعيد، د. سالم السلفي، د. شفاء بلغيث. وحقيقة كانت المشاركة فاعلة سواء من مقدمي المحاضرات أو المداخلات.

مازن فاضل والبيت المدرسة
تصدر د.مازن عبدالله فاضل، نجل أستاذنا الفاضل، سلسلة المحاضرات وتحدث بتركيز على قدسية الكتاب في حياة والده الراحل وحياة أولاده، لأنه كان حريصا على إشاعة ذلك النهج القويم، وأفاد د.مازن بقدسية التعليم في البيت، لأن الوالدين تربويان جليلان هما الأستاذ عبدالله فاضل وأم أولاده التربوية الجليلة الفاضلة خولة معتوق، وهي شقيقة المؤرخ والناقد الرياضي والشخصية الوطنية والاجتماعية المعروفة عبدالرزاق معتوق، والأستاذة خولة معتوق هي خالة الأسرة العدنية العريقة أسرة صالح شمسان، وهم: رياض ومروان وجيران ونجلاء وإيمان.

الفاضل في رحاب الخالدين
انتقل أستاذنا عبدالله فاضل فارع إلى جوار ربه فجر الإثنين 14 أبريل 2008 عن 82 عاماً بعد حياة عامرة بالعطاءات والقراءات والكتابات بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والفارسية، وخلف وراءه عشرات الآلاف من الطلاب والمحبين والقراء، وخلف ستة من الأبناء والبنات الأبرار الأطهار هم:
1 - ريا 2 - جميلة 3 - د. مازن 4 - أروى 5 - تميم 6 - د. أوس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى