مهلا جريفثس

> عصام عبدالله مريسي

>
عصام مريسي
عصام مريسي
إن تعلن فشل مساعيك من الأمور الصعبة التي لا يحب أي إنسان فعلها، فيختلق الحجج والمبررات التي تدلي بشيء من الضبابية على تلك المساعي ومصيرها.
والسيد جريفثس، في تصريحاته الأخيرة، يظهِر اللين والمهادنة التي هي ليست في محلها من واقع مشاوراته مع الجماعة الحوثية، والتي في كل لقاء تختلق الأعذار والعراقيل لتأخير سير تنفيذ اتفاق السويد، وهي تسلك هذا السلوك إما بدوافع تعطيل سير تنفيذ الاتفاقية، أو الحصول على فرص إضافية على الأرض لاعتقادها أنها سوف تحقق تقدماً وسيطرة تجبر الطرف الآخر على القبول باشتراطاتها ومطالبها التي هي في الغالب من باب المماحكات والعراقيل لعملية التسوية وإنهاء الحرب، وكل ذلك ينم عن سلوكها التعطيلي والتخريبي الذي تسلكه في كل سياساتها على الصعيد العملي على أرض الواقع.

وكل ذلك التهاون الذي أبداه السيد جريفثس في تصريحاته يدل دلالة واضحة على رغبته في تدليل الجماعة الحوثية وإعطائها الفرص المتكررة لإملاء اشتراطاتها وفرض رغبتها الجامحة في العبث بمصالح الشعب اليمني والاستمرار في مسلسل نزيف الدم والثروة والمقدرات الوطنية، وهي في ذلك تتلقى الدعم والغطاء الأممي لتحقق مبتغاها التخريبي.
وقد يعلل الكثير سلوك السيد جريفثس بالتهدئة والمرونة المبالغ فيها مع الجماعة الحوثية والنزول عند شروطها المتعنتة التي كانت سبباً في تعطيل تنفيذ اتفاق السويد، رغبة المبعوث الأممي لإبقاء حلقة الوصل مفتوحة دائماً لتقريب وجهات النظر، وهذا السلوك الذي نحاه المبعوث الأممي مع جماعة الحوثي يعطيها الضوء الأخضر للاستمرار في غيها وطموحها في تحقيق منجزات على الأرض تعطيها الفرصة في وضع شروط ومطالب كما هو حاصل في كل موعد يضرب للقاء والحوار.

والمتابع لسلوك المبعوث الأممي يكتشف تواطؤ دول لإعطاء الصبغة الشرعية للميليشيا الحوثية واعتبارها طرفاً شرعياً غير منشق ومتمرد عن الحكومة الشرعية في البلاد.
وبالطبع كما سلك المبعوث الأممي السابق في إعطاء الحوثيين الفرص غير الحصرية التي أتاحت لهم التمدد في الأرض، يسلك جريفثس نفس المسلك الذي يتيح لهم المزيد من التمكّن في المحافظات التي ما زالت تحت سيطرتهم، وسيمنحهم مطالبهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهي نفس المطالب التي من أجلها تم تعطيل لقاءات عدة، ومن خلالها سيحققون غايتهم المنشودة.

إن جريفثس ينسى أو يتناسى أن هناك ثمة طرف ثالث خفي لابد أن يكون محورياً، لا يستطيعون قطع أمر دون موافقته وهي إيران، فعليه أن يضع حساب لها، ولا يعول على أن القرار يتوقف عند قادة الانقلاب في الداخل فقط.
جريفثس الحوثي هو ذراع وآلة بيد إيران، ولا حل للأزمة وإنهاء الحرب ما لم يتم الضغط على الرأس المدبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى