كلمة في الشهر الكريم

>
لم يفرض الله عزّ وجل فريضةً على المسلم إلّا وكان بها الخير الكثير على المسلم نفسه وعلى المجتمع الإسلامي بشكل عام، وكذلك هو الصيام فله الكثير من الفوائد، وقد بيّنها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منذ قرون، وجاء العلم الحديث وأثبت ما جاء به الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

للصيام فوائد نفسيّة وفوائد جسدية تجرّ الخير الكثير على الصائم، ومن هذه الفوائد:
إن للصيام أهمية كبيرة في العديد من المجالات:
إن الصيام مهمّ للجسد لتخليصه من السموم، وحماية القلب والشرايين من الأمراض، والآفات التي قد تصيبها، بل إنّ العديد من مراكز العلاج حول العالم تستخدم الصيام كعلاج للعديد من الأمراض.

إن أهمّ ما يقدّمه الصيام من فوائد هي الفائدة النفسيّة، فهذا ما يجعله عبادة لا عادة، أمّا عن فوائد الصيام النفسيّة فإننّا نذكر منها:
في الصيام تهذّب النفس، فالطعام والشراب والجماع شهوات وإذ زاد المرء في اتّباعها وملاحقتها تملّكته وأفسدت نفسه وقلبه، لذا جاء الصيام ليمنح الفرد متسع لضبط نفسه والتحكم بها فيملك نفسه وتسير بأمره وفق ما يرى عقله لأنّه صلاح له لا حسب ما اشتهى وأراد.

فوائد الصيام الاجتماعية: في الأيام العادية يكون الطعام والشراب متاحاً أمام الإنسان في كل الأوقات، ولكن في شهر رمضان ينتظم الأكل والشرب في كل بقاع الأرض، فلا يأكل ولا يشرب أحدٌ قبل أذان المغرب، حيث يمتنع الجميع عن كل ما هو مفطرٍ من وقت الفجر إلى وقت الغروب، مهما كان الجو حاراً، وهنا تظهر قوة الدين عند المسلم فيتغلب على العطش والجوع، وينتظر انتهاء النهار وسماع أصداء الأذان من كل المآذن، ليبدأ بالإفطار.

يساوي الصيام بين الغني والفقير في الامتناع عن الطعام والشراب من وقت الفجر إلى وقت المغرب، فلا يوجد صيام خاصٌ بالأغنياء وآخر بالفقراء، بل هو صيامٌ واحدٌ موحدٌ يساوي بين الجميع دون تمييزٍ.

عندما يمتنع الغني عن الطعام والشراب لهذا الوقت الطويل من اليوم فهو حتماً سيشعر بمعاناة الفقير الّذي لا يجد الطعام دوماً، وبهذا سيساعد الغني الفقير ويعينه على أعباء الحياة، وسيصبح هناك توزيعٌ جديدٌ للأموال؛ لأنّ رمضان فيه صدقاتٌ وزكاة أموالٍ وهباتٌ كثيرةٌ، وهذا يعين الفقراء ويرفع من مستوى معيشتهم قليلاً.

الصيام يجمع كل أفراد العائلة على وجبة الإفطار، على خلاف الأيام الأخرى الّتي يأكل فيها كلٌ منهم على حدة، ففي رمضان تجتمع الأفراد، وتجتمع الأسر أيضاً في العزائم، وتحل فيه الخصامات لأنّ التجمعات والتواصل يزيل كل حقدٍ أو بغضةٍ من أنفس المسلمين الأقارب، وأيضاً يجتمع المسلمون كل يومٍ بعد العشاء لأداء صلاة التراويح فيقفون صفاً واحداً، الكتف بالكتف، فإذا كان هناك خصامٌ بين اثنين فسيزول تدريجياً نتيجة رؤيتهم لبعضهم كل يوم وأداء الصلاة معاً وفي نفس الصف، وبذلك يكون رمضان هو الوحيد الّذي يجمع العائلة معاً ويوحدهم، ويحثهم على التعاون.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى