استهداف الناقلات في المياه الإماراتية تهديد لحركة الملاحة الدولية

> «الأيام» العرب

> شكل تعرّض سفن تجارية للتخريب قرب المياه الإقليمية الإماراتية، تطورا خطيرا يهدد سلامة حركة الملاحة البحرية في المنطقة.
والتوتر الذي يخيم على المنطقة في الفترة الأخيرة كفيل بتسليط الضوء على الطرف الذي يقف وراء هذه الحادثة وفي هذا التوقيت بالذات.

وتوالت ردود الأفعال المستنكرة لهذه الحادثة الخطيرة، حيث عبرت المملكة العربية السعودية عن إدانتها المطلقة للأعمال التخريبية التي استهدفت سفن الشحن التجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أكد في وقت سابق أمس، أن ناقلتين سعوديتين تعرضتا لتخريب.

وشددت المملكة على أن هذا العمل الإجرامي يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، بما ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وأكدت الرياض تضامنها ودعمها للجانب الإماراتي في جميع ما يتخذه من إجراءات لحفظ أمن البلاد.

وأوضح الفالح أن الناقلتين السعوديتين تعرضتا لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، بالقرب من إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية.
كما استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، العمليات التخريبية، واصفاً ما حدث بأنه تطور وتصعيد خطير يعبر عن نوايا شريرة للجهات التي خططت ونفذت هذه العمليات.

وأدان الأردن بدوره بشدة «التخريب» الذي تعرضت له أربع سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة سواحل الإمارات، مؤكدا رفضه أي تهديد لأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي. وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إنها تدين «بأشد العبارات حادث تعرض أربع سفن لعمليات تخريب بالقرب من المياه الإقليمية» الإماراتية.
ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى «القيام مسؤولياته» لمنع «أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية».

ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع إستراتيجي يتيح للإمارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالي ضمان حركة التصدير في حال حصول أي توترات إقليمية.
واستهداف المنطقة المقابلة لميناء الفجيرة مقصود لأنه يسعى لإرسال رسالة بأن السفن والمنشآت التي تقع خارج منطقة مضيق هرمز ستكون أيضا في قائمة الأهداف.

وتعليقا على هذا التطور اللافت، قال مراقبون خليجيون إن إيران قد تكون قد أطلقت أول إشارات حرب إقليمية باستهداف سفن راسية قريبا من ميناء الفجيرة وإنها سعت بذلك للرد على الضغوط الأميركية المتزايدة التي تستهدف تخليها عن مشروعيها النووي والصاروخي وأن تتوقف عن تهديد الأمن الإقليمي.
ولإيران سوابق في التعرّض للملاحة الدولية وتفخيخ الممرات البحرية بشكل مباشر كما فعلت خلال حرب الثماني سنوات ضدّ العراق، أو وكالة عن طريق ميليشيات الحوثي في اليمن الذين تعرّضوا في أكثر من مرّة لسفن قبالة السواحل اليمنية، مستخدمين تقنية إيرانية تقوم على تفخيخ الزوارق الصغيرة وإطلاقها صوب السفن.

يذكر أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أكدت أمس الأول أن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة ومن المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.
وقالت الخارجية الإماراتية في بيان، إن الجهات المعنية قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وجارٍ التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها.

في المقابل، سعت إيران إلى إبعاد كل الشبهات التي تحوم حولها بتورطها في هذه الحادثة الخطيرة رغم أنها الطرف الوحيد المستفيد من ذلك.
وعبرت طهران عن «قلقها» لتعرض سفن في الإمارات لأعمال «تخريبية» وحضت على إجراء تحقيق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة بالإنكليزية إن «الأحداث في بحر عُمان مقلقة ومؤسفة»، ودعا إلى إجراء تحقيق في الهجمات محذرا من «مغامرة لاعبين خارجيين» لعرقلة أمن الملاحة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى