ما الذي تراهن عليه إيران في اليمن؟

> د. باسم المذحجي

>
د. باسم المذحجي
د. باسم المذحجي
لم يكن اختيار هذا العنوان اعتباطا أو مجرد عاصفة أفكار آنية تنسجم مع هوى الكاتب؛ بل هنا سيتم تقديم عمل استخباري متزن مبني على الأدلة والحقائق والشهادات التي لا يكذبها إلا جاحد ومنكر للعلم والمعرفة في مجال المخابرات الجاسوسية.
يعد هذا المقال بلاغ للمجتمع الدولي بناء تحليل استخباري بنموذج تحليلية ترادكرافت عن ضبط مواد إشعاعية على الأراضي اليمنية مصدرها إيران، وذلك من قِبل ضباط مراقبة الملاحة الجوية في مطار صنعاء الدولي بناء تحليل لينكين في تفسير رويات شهود العيان. حيث تأكد المعلومات الاستخبارية بأن إيران تنشر سادس فلوريد اليورانيوم في منطقتنا العربية الشرق أوسطية، حيث ثبت في اليمن مخالفة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاتفاقية الضمانات التابعة للوكالة الدولية للطاقة النووية، ومخالفة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومخالفة اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية المجددة في يوليو 2005 نظرًا لأن الاتفاقية جزء أساس من الجهود العالمية الرامية إلى منع الإرهابيين من الحصول على أسلحة الدمار الشامل أو الاستخدام الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة.

قبل الخوض في مزيد من التفاصيل وسبر أغوار المشروع السري لطهران في اليمن أحببت التأكيد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن المعلومات الاستخبارية التي ستنشر بين ثنيات هذه المقالة ستوجب الآتي:
1. فتح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتحقيق عاجل مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وعدد لا بأس به من قيادات اليسار الأمريكي.

2. فتح تحقيق عاجل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع جميع الخبراء الذين أشرفوا على مراقبة وتفتيش برنامج إيران النووي وخصوصًا د. محمد البرادعي.
3. فتح تحقيق عاجل مع هيئة الطيران المدني اليمني للفترة من 21 سبتمبر 2014 حتى 26 مارس 2015.

ما الذي تراهن عليه إيران؟
إذا علمنا بأن اندلاع حرب في الشرق الأوسط ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من طرف ومع إيران وأذرعها من طرف آخر، سيقود تلقائيا إلى عزل وتحييد أبرز حلفاء إيران في المنطقة، وهما قطر وتركيا، نظرًا لأن الأولى تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية، في حين الثانية ستتوقف عنها صادرات النفط الإيرانية بشكل نهائي، وبذلك ستنتهي المصالح الإستراتيجية المشتركة وتتحول إلى عدم. أما إذا كانت إيران تراهن على الصين، فالمصالح التجارية الإستراتيجية الأمريكية الصينية تفوق نظيرتها الإيرانية، حيث يزيد التبادل التجاري ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين عن (15) أضعاف التبادل ما بين إيران والصين بارتفاع يصل إلى 13 ألفاً بالمائة، ونسبة أرباح تصل 300 %، في حين الروس يدركون بأنهم يخضعون لعلاقة الجوار الإستراتيجية المحكومة بضوابط التوازن العقلاني الإستراتيجي. أما الذي يتعلق بالاتحاد الأوروبي فتوقف صادرات النفط الإيرانية ستؤدي إلى إخلال إيران بكافة تعاقداتها الاستثمارية مع الدول الأوروبية الموقعة على اتفاق (1+5) نظرًا لأن نظام  الآيبان الأوروبي (IBAN) لن يصمد أما السويفت الأمريكي (SWIFT)، وبموجب كل ما سبق فلابد وتكون إيران لها حسابات أخرى، وحصان طروادة «أسود» تراهن عليه في ظل كل هذه المعمعة وصراع البقاء الإستراتيجي للأنظمة الحاكمة والأشرس من نوعه في الشرق الأوسط.

الكذبة التي تحولت إلى حقيقة
كانت مبررات غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، هي مزاعم وبروباغاندا عن برنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق، لكن هل تدرك اليوم الولايات المتحدة الأمريكية بأن إيران تدير وتمول برنامج أسلحة الدمار الشامل وتراهن على تنمية قدرات أذرعتها في الشرق الأوسط؟
الكارثة هنا بأن تقديم معلومات عن حجم القدرة التي وصلت لها جماعة الحوثي في اليمن، وهي حديثة العهد، يجعلك لا تدرك حجم قدرة البقيات الأخريات، أمثال ميليشيات حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي..الخ.

احتمالات قادمة لكن كيف؟ وأين؟
أعتقد من منظور إستراتيجي بأن إيران وأذرعها قي منطقتنا العربية الشرق أوسطية تراهن على اختراق الجيوش والبلدان العربية بذات الكم والكيف التي اخترقت بها الجيش العراقي ومهدت لسقوط العراق ظاهريًا بيد الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها فعليًا بيد إيران وحرسها الثوري، ولن تكون هناك خلايا نائمة فقط بقدر ما تكون هنالك مجاميع تسكن في ذات البلدان تنتظر ساعة الصفر لإحداث ونشر الفوضى والقلاقل في البلدان العربية ذات الخصومة مع إيران.

الثابت يومنا هذا ما حدث في المياه الاقتصادية الإماراتية من عمل تخريبي طال أربع سفن، حيث تؤكد معلومات استخبارية يمنية عن ضلوع جماعة الحوثي في هكذا أنموذج لتطور إستراتيجي للحرب في اليمن والصراع العالمي ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

برنامج إيران السري في اليمن
اليوم أصبحت مجالس مضغ القات لميليشيات الحوثي تتحدث بشكل علني عن نجاحها في مجال التصنيع العسكري - الحربي من إنتاج والحصول على المكونات التالية:
1. إنتاج حشوات رؤوس حربية للصواريخ بحشوات طاردة - دافعة من رابع كلوريد/ السليكون/ الفانديوم/ التيتانيوم/ الكربون.
2. إنتاج حشوات متفجرة لرؤوس حربية للطوربيدات من رابع كلوريد الكربون.
3. إنتاج سوائل ذاتية التفاعل من زرنيخات البوتاسيوم/ المغنسيوم/ الحديديدك/ الاسترانشيوم.
4. قنابل التفجير بأنواعها من كبريتات بوتاسيوم/ صوديوم/ فورمالدهيد/ فوسفات ثلاثي بيوتيل.
5. قنابل يدوية بتقنيات كحولات الفلزات القلوية.
6. متفجرات ناسفة ومحروقات سائلة تلقائية التفاعل تستخدم في الصواريخ من مركبات سيكلو هكسيل وفوق كلوروميثل ومركبات الفينيل.
7. ذخائر وحشوات طاردة ودافعة من مادة الفسفور الأبيض.
8. طلقات متفجرة باستخدام سوبر أكسيد البوتاسيوم/ الصوديوم.

بالفعل فجماعة الحوثي تتفاخر عبر وسائل الإعلام بأنها باتت تنتج حشوات متفجرة للصوايخ قابلة للتصدير.
جماعة الحوثي الميليشاوية المدعومة من طهران تتفاخر بأنها تجيد تقنية متفجرات كهربائية النسف، وتقنيات صناعة المبيدات من مركب فوسفيد الألمنيوم، وكذلك مشتقات حمض فينوكسي نيتروفينول؛ بل باتت تصنع وسيط متفجرات ناسفة من نترات الأمونيوم، فضلا عن إنتاج مواد متفجرة من سيانيد الهيدروجين، وثلاثي نيتروتولوين مع نوع آخر من الحشوات المتفجرة التي يدخل في تركيبها سماد نترات الأمونيوم.

كل ما سبق يتم حالياً إنتاجه في اليمن لكن بفعل حدوث جهل في اشتراطات الأمن والسلامة للتخزين كشفت هكذا حقيقة، والتي بالفعل حدثت في (السابع من أبريل الماضي) المسمى بانفجار سعوان بالعاصمة صنعاء.
كل ما سبق يندرج في حدود المعقول، لكن غير المعقول واللامنطق بأن هناك مواد تدخل في الصناعات الحربية والتطبيقات العسكرية للطائرات المسيرة، والتي باتت اليوم توجد في أيادي ميليشيات الحوثي؛ مثل: مركب ميثوكسي وبروبانول، وكذلك مركب ميثا كريلات إيسوبيوتيل.

الكارثة الحقيقة بأن عدداً من الضباط المسئولين عن تأمين حركة الملاحة في مطار صنعاء في الفترة من بين 21 سبتمبر 2014، والفترة 26 مارس 2015، سبق وقدموا شهادات متطابقة عن وصول صناديق محكمة الإغلاق إلى مطار صنعاء الدولي، ثم تنقل إلى عمران وصعدة، ومنها على سبيل الذكر ما شهد به العميد نبيل المعمري على شاشة الفضائيات العربية.
الذي نريد إيصاله للعالم بأن إيران نقلت صناديق تحمل سادس فلوريد اليورانيوم غير الانشطاري نظير (238)، وهي مواد مشعة تنتج على شكل حشوات قذائف متفجرة ورؤوس صواريخ، والتي تحدث أثراً كارثياً على الإنسان والحيوان.

كل ما سبق يقودنا إلى مخاطبة العالم من حولنا والاستفسار عن أية مرحلة وصل إليها برنامج إيران النووي، وما مدى قدرات أذرع إيران في المنطقة، إذا كانت جماعة الحوثي تمتلك كميات لا بأس بها من سادس فلوريد اليورانيوم المشع نظير (238).

هل تتغير إستراتيجيات الحرب في اليمن؟
الرأي الإستراتيجي يتوقع بأن جماعة الحوثي بإيعاز من إيران ستقبل بمشروع اليمن الفيدرالي ما بين الشمال والجنوب، والذي سبق وقدمه م. حيدر أبوبكر العطاس قبل اندلاع حرب صيف 1994، كما ستقبل جماعة الحوثي بالمشروع الاقتصادي للجنوب العربي، والذي كانت المملكة المتحدة البريطانية تريد إنشاءه في الجنوب العربي في ستينيات القرن الماضي.
أتوقع بصفتي خبير إستراتيجي بعد وصول هكذا معلومات استخبارية عن امتلاك جماعة الحوثي لسادس فلوريد اليورانيوم نظير (238) وتثب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من هكذا حقائق بأنها ستطالب فورا التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بإنشاء قوات الحرس الساحلي وقوات الحرس الحدودي، وإعادة هيكلة القوات البرية والجوية، وبناء قوات مشاة بحرية، وبناء منظومة أجهزة استخبارية تستطيع الوصول إلى مواقع التصنيع الحربي لأسلحة الدمار الشامل الحوثية، ومنع وصول تقنيات، ومواد مشعة غير انشطارية جديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى