بلغ عددهم فيها نحو 3 آلاف.. ذوو الاحتياجات الخاصة بخنفر.. بين الحرمان والتجاهل

> تقرير/ ماجد أحمد مهدي

>
يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة (المعاقون) في محافظة أبين العديد من الصعوبات والعراقيل للاستمرار في الحياة بشكل طبيعي مثل باقي أقرانهم، ووقف حجرة عثرة أمام تقدمهم ونهوضهم في ممارسة أنشطتهم بكل حرية.

ومن شأن هذه الفئة أن تتجاوز هذه المعيقات، إذا ما قامت الجهات المختصة وصندوق رعاية المعاقين بالنظر إلى هذا الشريحة المستحقة والمحرومة من أبسط حقوقها، من تأهيل وتدريب في المجالات المختلفة ليكونوا عناصر فاعلة وأصاحب حضور مجتمعي مشهود لهم.

وقال المعاق نايف عبود، من مدينة جعار: "لم تتعاون أي جهة أو منظمة مع المعاقين في مديرية خنفر منذ فترة طويلة، رغم كثرة المنظمات العاملة فيها والتي كان آخرها منظمة "الديفرستي" التي حرمت كثيراً من الشباب من العمل لديها، وجلبت موظفين من مرافق الدولة ومن ضمنهم شريحة المعاقين، التي احتياجاتها كثيرة ومتعددة وهي بحاجة لرعاية ودعم كافٍ لكيلا يكونوا عالة على مجتمعهم وأسرهم".

فيما تمنى والد الطفلة عبلة أحمد عبدالله، من مدينة الحصن بخنفر، من السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة القيام بواجبها نحو هذه الشريحة المهملة والمنسية من السلطة والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المحافظة مطالباً إياهم بتوفير كراسي متحركة ليستطيع المعاق التحرك بسهولة في محيطه، ولا يظل حبيس منزله.

مناشدات
وقال الحاج عدنان ناصر ناجي من مدينة باتيس: "بعد أن بترت رجلي أصبحت ضمن المعاقين في باتيس والعاطلين عن العمل وعبر «الأيام» نناشد المحافظ اللواء أبوبكر حسين سالم، بالالتفات إلى معاقي خنفر الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية وغاية في الصعوبة، والشيء الذي يحز في النفس، تجاهل وغياب دور مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بخنفر، في القيام بدوره في البحث عن البدائل والحلول لما يعانيه من فراغ طويل وغياب الدورات التدريبية كلا حسب ميوله".

وأضاف المعاق محمد حسين الصيدي من مدينة باتيس: "نحن المعاقين لم يلتفت إلينا أحد رغم أن الجميع يعلمون بما نعانيه من تجاهل وتهميش من السلطة المحلية في المديرية ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بخنفر، ونطالبهم بتفعيل دور جمعيات المعاقين لتستطيع الإسهام الفاعل في ممارسة معظم الأنشطة بحرية".

تسيد المزاجية
وقال مدير العلاقات العامة بجمعية المعاقين باتيس، فهيم السنيدي: "يشكو الأكثرية من المعاقين من غياب دور السلطة المحلية في المديرية ومكتب الشؤون الاجتماعية بخنفر، لعدم تقديم الدعم أو البحث عن مصادر الدعم لتنشيط عمل جمعيات المعاقين، في إقامة الدورات التدريبية وورش العمل في العديد من المجالات مثل الكهرباء وهندسة الجوالات والنجارة وغيرها من المجالات الأخرى التي تلبي احتياجاتهم وتربطهم بسوق العمل، ليكونوا أشخاصاً فاعلين في محيطهم المجتمعي، وعلى الجميع مد يد العون لهذه الشريحة كلاً حسب إمكانياته.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "منظمة الديفرستي التي تعمل على تشغيل الشباب العاطلين في برنامج "النقد مقابل العمل" لم تستهدف في مسحها شريحة المعاقين الذين هم أكثر استحقاقاً من غيرهم، ولكنها اعتمدت على المزاجية والمحسوبية في تشغيل الموظفين في مرافق الدولة، ونحمل كل هذه العشوائية والمحاباة (بشير النقيب، وعادل شيخ) اللذين لم يحسنا الاختيار الجيد للفئة المستهدفة، فضلاً عن تحفظهم على تعليق الكشوفات الحقيقة، لأن الذين يعملون في الميدان نسبة قليلة مقارنة بالعدد الإجمالي".

وطالب مسؤول الرقابة والتفتيش بجمعية المعاقين باتيس، محمد حسين لقات، من الحكومة توفير كل ما يحتاجه المعاقون، وذلك عبر إلزام صناديق المعاقين ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل العناية بشؤون المعاقين في المحافظات المحررة من خلال تدريبهم وتأهيلهم، ومنح بعضهم مقاعد دراسية لمن يرغبون في مواصلة التعليم الجامعي، وهذا حق من حقوقهم، لاسيما أن معظمهم لديهم طموح في شق طريقهم نحو المستقبل.

واقع مرير
من جهته، أكد رئيس جمعية باتيس لرعاية وتأهيل المعاقين، عقيل زيد السعيدي، بأن "المعاقين يعيشون واقعاً مريراً ومحبطاً وفي عزلة كالسجين بين حيطان المنزل"، متمنياً من كل الخيرين في هذا الشهر الفضيل "مد يد العون لهذه الشريحة التي تُعاني الإهمال، وعبر«الأيام» ، نتقدم بالشكر الجزيل لصاحب اليد البيضاء الحاج ياسر العسيري، صاحب معارض الياسر للإلكترونيات بمدينه جعار، على دعمه السخي والمتواصل وآخره تسليم إيجار سنة لمقر الجمعية، وسياكل متحركة ولوازم أخرى للمعاقين لاستمرار نشاط الجمعية، وكذا الأخ أسامة الموقري لما قدمه للمعاقين من مساعدات، ونجدها فرصة هنا لندعو أهل الخير والسلطة المحلية في المديرية والمحافظة والمنظمات الدولية والإقليمية لزيارة جمعية باتيس والاطلاع على النشاط الذي تقوم به الهيئة الإدارية، فعلى الرغم من أنهم معاقون إلا أن لديهم قوة وعزيمة وإرادة فولاذية".

وأشار السعيدي إلى أن الجمعية تفتقر إلى أبسط مقومات العمل، ومنها جهاز كمبيوتر مكتبي لحفظ كل معلومات عن المعاقين، وطابعة وآلة تصوير الأوراق، مضيفاً: "فتحنا فصلين دراسيين لمحو الأمية وفصل لتعلم لغة الإشارة، في ظل الافتقار للإمكانيات والعمل بشكل طوعي".

وقالت أمين عام الجمعية، زينب الجوهري: "هناك العديد من المشاكل التي يُعاني منها عدد كبير من المعاقين في مديرية خنفر، وتتمثل بعدم توفر الإمكانيات التي يحتاجها المعاق ليستطيع الاندماج في المجتمع وممارسة نشاطاته وهواياته المختلفة التي يرغب بها، وهذا لن يتم إلا إذا تحصلت الجمعيات في المديرية على من يعينها ويوفر لها الإمكانيات والدعم الكافي من المنظمات الدولية والإقليمية التي تعمل في خنفر في أكثر من مجال".

ولفتت الجوهري في حديثها لـ«الأيام» إلى أن "العديد من المعاقين حرموا من الوظائف في السنوات الماضية، على الرغم من إقرار مجلس الوزراء منح المعاقين 5 % من الوظائف".
وقالت: "معظمهم يحملون شهادات جامعية بتخصصات مختلفة، منها العلمية، غير أن الوساطة والمعرفة والبيع هي من أحرمتهم من الحصول على حقهم في التوظيف المستحق".

حقوق مهدورة
من جهته، قال رئيس مركز الحصن للمعاقين، مفيد صالح هيثم: "تعتبر شريحة المعاقين من ذوي الاحتياجات لم تحصل على معظم حقوقها التي كفلها الدستور والقوانين، ولذا يحتاج المعاق في المديرية إلى العديد من الاحتياجات والمتطلبات الضرورية من التدريب والتأهيل في أكثر من مجال، لكي تعينه هذه الدورات التدريبية على مواجهة الحياة بشكل طبيعي".

وأوضح هيثم  بأن "آخر إحصائية لعدد المعاقين في مديرية خنفر بالمحافظة وصلت لنحو 3000 معاق ومعاقة من فئات عمرية مختلفة وإعاقات متنوعة، منها إعاقات خلفية وحروب، وعبر "الأيام" نطالب الجهات المختصة في إعادة النظر والالتفات لهذا الشريحة المحرومة من الحقوق، كما نناشد المحافظ اللواء أبوبكر حسين سالم، بأن يولي هذه الشريحة عنايته الخاصة، من خلال توجيه مختلف أنواع الدعم لهم".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى