اللهم ارزقنا حُسن الخُلق

> نبيل سالم الكولي

>
نبيل الكولي
نبيل الكولي
الأخلاق.. تلك الصفة التي صرنا نبحث عنها.. وتلك الصفة التي أخبرنا عنها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما قال بأنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق.
هي صفة حميدة مطلوبة في جميع الديانات ومرغوبة، بل ويثنى على حاملي هذه الصفة، وبالنسبة للمسلم فهذه صفة يجب أن يتحلى بها إذا كان محباً لدينه مطيعاً لربه ورسوله، فبها ينجح في الدنيا وينجو في الآخرة، “فإن أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”، وهذا ما شجع به الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين وذلك لأهمية الأخلاق في حياتنا اليومية وخصوصاً في المعاملات.

فالأخلاق الحسنة هي من أفضل وسائل الدعوة إلى دين الإسلام، فبالأخلاق استطاع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكثيراً من المسلمين من بعده أن يدخلوا الكثيرين في دين الإسلام، فالدين هو المعاملة، والأخلاق الحسنة هي توفيق من الله لعباده الذين يحبهم، هي تواضع، صبر، إحسان، عفو، تضحية، عزة نفس، إيثار، عدل، كرم، حياء، عفة، شجاعة وزهد، وغير ذلك من العوامل والصفات التي يتحلى بها صاحب الأخلاق الحميدة، وقد يواجه صاحب الأخلاق الحسنة بعض الصعوبات والمشاكل والعراقيل من شياطين الإنس والجن حتى ينحرف ويتخلى عن أخلاقه ومبادئه، ولكن الأصيل يبقى أصيلا لا يحيد عما تربى عليه وعما تعلمه في دينه من الثبات على الحق والتمسك بالأخلاق الحسنة والمبادئ القيمة، منتهجاً نهجاً واضحاً وطريقاً سليماً صافياً معبّداً لا تثنيه مطبات الحياة عن التمسك والمحافظة على تلك الصفة.

تُعرف الأخلاق في الإسلام بأنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تنظم السلوك الإنساني، وذلك بناءً على ما حدده الشرع الإسلامي، وذلك لضمان ما يحقق حياة العباد على الوجه الذي يحقق الغاية من وجود الإنسان وخلقه.
والأخلاق التي نص عليها الإسلام، وحث عليها، تتميز بأنها ذات طابع إلهي، أي أنها مرادة من الله تعالى، كما أنها ذات طابع إنساني، أي أن الإنسان له دور كبير فيها، وذلك بالمجهود الذي يقوم به في تطبيق الأخلاق عملياً، ومن الجدير بالذكر بأن النظام الأخلاقي الذي نص عليه الإسلام يسعى إلى الوصول بالخيرية للمجتمع الإسلامي وذلك بتكامل الجانب العملي مع الجانب النظري، فالنظام الأخلاقي جوهر جميع الرسالات السماوية، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. ومما يدل على أهمية الأخلاق ومكانتها العالية ربطها بالعقيدة الإسلامية وبالإيمان.

وبطبيعة الحال فإن الخُلق الحسن هو ما ينتج عنه من أقوال وأفعال طيبة، وهي من أعظم نعم الله على عباده. وفي الحديث: “ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حُسن الخلق، وإن صاحب حُسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة”.
وقال أيضاً صلوات ربي وسلامه عليه: “أنا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”.

فالأخلاق إذن هي أساس ديننا الإسلامي، وعلى كل مسلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق، فقد ذكرت الأخلاق في كل من القرآن والسنة النبوية الشريفة.
قال ابن القيم -رحمه الله- عن الأخلاق: “الدين هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين”.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى