> حاوره/ محيي الدين الشوتري

توقف الإذاعة أثر كثيرا على مستوانا المعيشي
يربض الكثير من كوادر إذاعة عدن العريقة في منازلهم منذ زهاء خمس سنوات، بعد توقف الإذاعة عن العمل وعدم جدية الجهات المختصة في إعادة بثها وسط موقف مبهم وغير واضح، ومع هذا التوقف نال كوادر الإذاعة حظا من الإهمال والتهميش كجزء من تاريخ  الإذاعة الخالد، ويعيش الكثير من موظفي الإذاعة ظروفا في غاية الصعوبة دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا لرفع هذه المعاناة المريرة.. "الأيام" التقت بلبل الإذاعة المعروف المذيع منصور سيف سعيد  وخرجت من اللقاء بحوار كشف الكثير من تلك المعاناة.. فإلى نص الحوار:

أخ منصور كيف تقضي أوقاتك في ظل توقف إذاعة عدن؟
في البدء أشكركم على هذه اللفتة تجاه كوادر إذاعة عدن الذين تكاد تنقضي السنة الخامسة على توقفهم لتوقف بث إذاعة عدن بسبب الحرب، وخلال هذه التوقف تشردت بين المحافظات كغيري من المواطنين، حيث نزحت بين مناطق متعددة في لحج ثم عدن ثم استقر بنا النزوح في إب الخضراء أصحاب الكرم والنخوة الذين أنسونا قصة النزوح، وبعد التحرير عدنا إلى ديارنا في حوطة لحج وسط حالة من البؤس عشناها ومع الايام تكيفنا مع الوضع الحالي واعتكفنا في بيوتنا كغيري من الزملاء لم يسأل عنا أحد. حاولنا أن نعمل في مهن البيع والشراء من خلال فتح بسطة لبيع الخضروات ولم نفلح ونقضي الأوقات بين البيت والمسجد والمطالعة للأحداث.

برايك لماذا تعثرت عودة افتتاح إذاعة عدن؟
إذاعة عدن وتلفزيون عدن يتعرضان لمؤامرة خبيثة من جهات حكومية يخيفها تاريخ وعراقة الإذاعة والتلفزيون في عدن لذلك ظلت ومازالت تعمل على استمرار الاغلاق القسري والمتعمد وتجاهلت كل المطالبات والوقفات الاحتجاجية لكوادر الإذاعة والتلفزيون والتي زادت عن 15وقفة احتجاجية كان اخرها أمام رئاسة الوزراء في عدن واستمر التجاهل لا بل أن هناك محاولات تحاك لإدراج مرفقي الإذاعة والتلفزيون ضمن المرافق المتعثرة كل ذلك يحدث وما يسمى بوزارة الاعلام المغتربة في سبات عميق وهذا يطرح أكثر من سؤال وتعجب.

هل تواصلت معكم قيادات الاعلام في الخارج؟ وماذا عن موروث الاذاعة؟
شخصيا لم يتم التواصل معي من أي جهة ومن ذهبوا الى الرياض عن طريق أحزابهم المتحكمة بالوضع الراهن وحتى الاعلام القابع في الرياض تشتم منه رائحه حزبيه لا تخدم الوطن لذلك هو يسبح بحمدهم وللأسف زملاء يموتون ومن هم على فراش المرض أفنوا سنين عمرهم في المجال الاعلامي لا يحصلون على قيمة العلاج وحقوقهم مهدورة عموما سيستمر الاغلاق لإذاعة وتلفزيون عدن حتى يعلن عن الوفاه النهائية للموروث والكنز الفني والوثائقي النادر لمكتبتي الإذاعة والتلفزيون هذا إذا لم يكن قد اتلفت بسبب الاغلاق وانقطاع الكهرباء وعدم الصيانة منذ سنوات.

كيف  ترى تعدد الاذاعات مؤخرا؟ وهل تلقيت عرضا للعمل بإحداها؟
أنا لم أتلقَ أي عرض للعمل في أي من هذه الاذاعات لكن اذا ما قدم لنا هذا العرض لن نتردد لان الابتعاد الطويل عن الميكرفون سيصيبنا بالتبلد دون شك، أما بخصوص ظاهرة افتتاح الاذاعات في عدن ظاهره صحية جميلة على أن تكون تحت رقابة واشراف جهات حكومية والتزامها بالسياسات الإعلامية التي حددتها هذه الجهات، لكن المعيب أن تنتحل هذه الاذاعات اسم اذاعة عدن العريقة، كما أن انتشارها لن يؤثر على اذاعة عدن لأنها تمتلك إرث غزير وكوادر وهامات يشهد لها الفضاء الاذاعي العالمي.

لمن لا يعرف من القراء الجدد  منصور سيف كيف خط  مشواره الاذاعي ؟
مشواري الاذاعي تجاوز اليوم الـ 38 عاما انطلق من اذاعة لحج وانا في المرحلة الثانوية في العام 80م، تدربت على ايدي أساتذة فضلهم علي كبير منهم من رحل ومنهم مازال حيا يرزق وبعد العام 90 م انتقلت إلى اذاعة عدن وهناك كانت المدرسة كبيره وواسعه وكانت عملية التدريب الداخلية والخارجية كبيره اكتسبت فيها المعارف الإذاعية العلمية والعملية واتاحت لي الفرصة لنسج علاقات حميمه مع زملاء المهنة في الاذاعات العربية كسوريا والكويت والاردن وعمان ومصر والسعودية والجزائر والسودان وغيرها من الاذاعات وشاركت في دورات اذاعيه لإذاعات البي بي سي واذاعة فرنسا الدولية مونت كارلو والإذاعة الألمانية كل ذلك كان له اثر كبير في تأدية الرسالة الإعلامية الإذاعية.

لماذا اخترت العمل مذيعا؟
النشيد الوطني في المدرسة هو الذي قادني إلى الإذاعة والفضل يعود للأستاذ أنور عوض سعيد - أطال الله في عمره - كان مديرا للمدرس ويشجعني كثيرا في ترديد النشيد الوطني في الطابور المدرسي ليأخذني في يوم ما إلى إذاعة لحج ليحتضنني هناك مدير الإذاعة الاستاذ فضل علي ملك رحمه الله وكل الزملاء وكانوا معي نعم الأخوة ليأخذوا بيدي خطوه خطوه كما أني كنت في المدرسة مقلدا لصوت الاستاذ المذيع القدير عبد الله محمد شمسان من اذاعة صنعاء وقد جمعتني به الصدف واياه في دوره اذاعيه في سوريا عام 2000م. إضافة الى الاستاذ عبد الله عمر بلفقيه صاحب الصوت الرخيم رحمه الله والذي احتضنني في اذاعة عدن.

ما هي أبرز المواقف التي تتذكرها خلال عملك في إذاعة عدن؟
المواقف كثيره خاصة كانت تحدث لي في البرامج المباشرة مع الزملاء نبيله حمود رحمها الله ومحمد منصر ولوله محفوظ عافاهم الله ويطول بأعمارهم هذه المواقف كانت تحدث بسبب بعض المستمعين المشاركين في البث المباشر وتحاول الزميلة نبيله حمود بلباقتها المعهودة من موقف حرج إلى حوار ودي مصحوب بقهقهة إذاعية يستحسنه الجميع وهذه هي الفنون الإذاعية التي طالما نفتقدها في اذاعات اليوم.

ماذا عن مرتباتكم هل هي منتظمة؟
مرتباتنا منتظمة بفضل جهود ومتابعه مضنيه يقوم بها فريق اداري محنك يشكرون عليها بقيادة المدير الاداري والمالي للإذاعة الاستاذ الخلوق اوسان احمد طاهر لكن توقف الإذاعة أثر كثيرا على مستوانا المعيشي لان هذه الرواتب لا تساوي شيء أمام أجور البرامج التي كنا نستلمها.

كيف ترى الساحة الاذاعية الجديدة وكلمة للمذيعين الجدد؟
الساحة مليئة هذه الايام بالوجوه الإعلامية الجديدة وهناك الممتاز وهناك الجيد نتمنى لهم التوفيق والنصيحة لهم بأن يستمروا بنهل المعارف ولا يكتفوا بما درسوا في الجامعة وأقول اياكم والغرور والتواضع اساس النجاح.

كلمة أخيرة في ختام الحوار؟
في ختام هذا الحوار شكرا لكم على هذه المبادرة في إجراء هذا الحوار وكل ما اتمناه هو أن يأخذ الإعلام حقه من الاهتمام وكفى تهميش وظلم للإعلاميين بشكل عام وأن ينظر في هيكل اجورهم الزهيدة منذ 30عام تقريبا وحان الوقت لرد الاعتبار لإعلامنا المختطف.