التربية والتعليم في الجنوب.. إلى متى التعامي؟؟

> د. هشام محسن السقاف

> [img]د هشام السقاف.jpg[/img]القضية ليست في أسئلة الامتحان المسربة، ولا في الغش كظاهرة سندها المخجل (من غشنا كان منا)، ولا في الصور المحزنة والمفزعة من داخل قاعات الامتحان أو أسوار ونوافذ المدارس!! ذلكم جانب واحد من الصورة العبثية للتعليم في هذه البلاد المخربة.
 يجب الإقرار بالمستوى التعليمي والتربوي الطيب في الجنوب حتى الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، بتعميد وشهادة المنظمات الدولية ومنها اليونسكو واليونيسيف.

كما يجب الإقرار أن العبث قد جرى بشكل ممنهج في الجنوب بعد حرب الاحتلال الأولى عام 1994م في مجال التربية والتعليم -كما في قطاعات أخرى- لأغراض شيطانية عليا هدفها تجريف هذا المنجز تحديدا، بحيث يصبح التجهيل وتوابعه سمة الشباب ومن هم في مراحل التعليم، وإزاحتهم إلى مربعات الأمية الأبجدية، نعم الأبجدية!.. ناهيك عن الثقافية الفكرية لكي يسهل استقطابهم وجعلهم طوع بنان الحاجة والعوز، وسلخهم عن هويتهم الجنوبية.

وعندما تكون مدخلات الجامعة على هذه الشاكلة، فإن مخرجاتها لن تكون أحسن حالا.. وبالمجمل سيكون هناك برزخ مميت بين التخرج والتوظيف كفيل بضياع الحصيلة العلمية -على هشاشتها- رغم قلة عدد من يحالفهم الحظ بالتوظيف فعلا.
يمكننا رصد سياسة الابتعاث إلى الخارج للدراسة الجامعية أو الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطوية لنقيس مدى (وحدوية) الحاكم في صنعاء تجاه الجنوب. وحتى مع تصاعد الاحتجاجات والحراك الجنوبي فإن النِّسب القليلة جاءت لذر الرماد في العيون، ولم تكن لتعطي مبدأ الأحقية والتنافس على الجامعات المرموقة وخاصة في الغرب، لتكون هذه من نصيب الطبقة الحاكمة في صنعاء.

كان الغرض ضرب قطاع الشباب وتجهيله لمقاصد شيطانية ليست بخافية على أحد، ولكن حتى في ظل هذه الشيطنة ينقلب السحر على الساحر، حيث قاتلَ شباب الجنوب كالأسود وصدوا العدوان الأخير في العام 2015م.. والآن أربع من السنين العجاف بعد التحرير لم نرَ سوى تدوير الفساد وإعادة إنتاج شخوصه القديمة التي كانت جزءا من حاكمية الأمس البغيضة.
وفي المعطى المنطقي للأشياء، ألا يحق لنا في الجنوب المحرر أن نعدل الوضع السيئ للتربية والتعليم؟ ألا يحق لنا تعديل المنهاج الدراسي القائم على مضامين أخرى لا تمت إلى الجنوب وواقعه وتطلعاته بشيء؟

ربما نؤجل أو باستطاعتنا أن نؤجل بعض الاستحقاقات الوطنية الجنوبية، ولكن التعليم والتربية لا يجب التسويف أو التأجيل بشأنها، فهي استحقاق مرتبط بالمستقبل، مستقبل أبنائنا ووطننا.
لم يعد منطقيا أن ننهل من بئر معطلة، والأجدر أن تتوافق المرجعيات الجنوبية وعلى رأسها المجلس الانتقالي على لجنة وطنية عليا للتربية والتعليم من الكفاءات التكنوقراطية المقتدرة -وما أكثرها في عدن والجنوب- تتولى تغيير المناهج الدراسية وإدارة دفة السياسة التربوية والتعليمية بحقائق العلم والتاريخ والتربية في جنوب اليوم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى