الانتهازية ومصيرها

> أحمد جباري

>
أحمد جباري
أحمد جباري
تتعرض دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن لحملة ظالمة من قبل أطراف سياسية معروفة (منهم وزراء وقيادات في حكومة الشرعية) وجماعات إرهابية تدس السم في العسل وتذر الرماد على العيون لتوهم بسطاء الناس أنهم الأحرص على اليمن عموماً وعلى الجنوب خاصة، وهم يعملون ليل نهار بالسر والعلن على تدميره والعمل على تسليمه لذراع إيران في المنطقة (الحوثيين)، والعمل وفق أجندة لقوى إقليمية متحالفة بوضوح معهم.

ماذا عملت الإمارات لتتعرض لكل هذا الكم الهائل من الادعاءات والحملات الباطلة؟. بكل تأكيد، فقد عملت الإمارات أعمالاً جليلة ورائعة سوف يخلدها التاريخ كما خلد من قبل الدعم اللامحدود الذي قدمه الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله. هذه الأعمال التي أغضبت هؤلاء الذين لا يعرفون غير التآمر واستعباد الشعوب والاتجار بكل شيء حتى الوطن والشعب.
لولا الإمارات ما تم بناء وإعادة جيش ووحدات عسكرية جنوبية وتسليحه وتمويله وإعادته للساحة كجيش قوى يحمي الجنوب والمنطقة من عبث العابثين وفساد الفاسدين، وها هو جيش يحقق الانتصارات في الساحة الجنوبية خاصة واليمنية عامة.

لولا الإمارات ما خرج الحوثي من عدن وباب المندب يجر أذيال هزيمته الثقيلة النكراء.. لولا الإمارات ما تحرر الجنوب كاملاً من باب المندب إلى المهرة من الحوثي وجيش صالح وجحافل التنظيمات الإرهابية الأخرى في الجنوب.. لولا الإمارات ما وصلت المقاومة الجنوبية إلى ميناء الحديدة وحرر الساحل الغربي كاملاً وجعل شرعية الفنادق الرابضة بجيشها في فرضة نهم تتفاوض في ستوكهولم وجيشها النائم في نهم لم يطلق في الحقيقة رصاصة واحدة باتجاه الحوثي.

لولا الجيش الذي سلحته ودربته وتدعمه الإمارات ما كنا اليوم نمرغ أنوف الحوثيين في التراب بأبشع هزيمة لهم في الضالع والصبيحة ويافع وشبوة، ويكفي أن أبناء جلدتنا في الشرعية وجماعة الإخوان يتآمرون علينا ليل نهار، ولعلهم يتمنون أن يروا الحوثي يرتكب المذابح في الضالع ويافع وعدن أفظع من مذابح صبرا وشاتيلا.
وهل كنتم تظنون أن جيش علي محسن الأحمر والمقدشي سيحمينا من خطرهم وهم المتآمرون معهم لقتلنا وتدميرنا؟

لولا الإمارات ما تم تأهيل مئات المدارس والمستشفيات والمنشآت الخدمية الأخرى في محافظات الجنوب قاطبة.
لولا الإمارات ما تم تأهيل وإعادة الخدمة لمطارات عدن والريان وميناء عدن وموانئ المكلا وغيرها.

نحن لم نر ولم نسمع عبر التاريخ قديماً وحديثاً أن (دولة احتلال)، كما يصورها هؤلاء الانتهازيون، تعمل على بناء جيش مدرب ومسلح يجعل أبناء الوطن يدافعون عن أنفسهم ويحمون وطنهم ودولتهم، الذي سمعناه وعشناه في الواقع أكثر من عشرين عاماً أن دولة الاحتلال (اليمني) دمرت جيشنا الجنوبي وصادرت أسلحته واغتالت ضباطه وطياريه ونفتهم خارج الوطن ومنعت تأهيل أبناء الجنوب في كلياتها العسكرية، طيلة خمسة وعشرين عاماً، منعاً باتاً، الذي عشناه طيلة ما يزيد عن عشرين عاماً أن ابن الجنوب مواطن من الدرجة العاشرة، يجب تهميشه وإقصاؤه وإبعاده عن وطنه الذي عشناه طيلة حكم الاحتلال اليمني.

إن شعب الجنوب يتضور جوعاً وثرواته وبحاره ونفطه وذهبه تنهب من تحت أقدامه لبناء إمبراطوريات مالية لعائلات بعينها في حاشد وسنحان وقيادات حزبية وجماعات أثروا ثراء فاحشاً، هم ذاتهم من يقفون اليوم وراء هذه الحملات المدسوسة الكاذبة ويحلمون بالعودة إلى الجنوب وهم يمتطون ضهر حمار (الوحدة) أو الأقاليم أو أي مسمى آخر يضمن لهم العودة للجنوب، لا نريد هؤلاء الانتهازيين أن يكذبوا علينا باسم الوطنية وهم أبعد ما يكونون عن الوطنية.. ونحن نراهم ونرى سياستهم الضحلة المهترئة التي تريد تسليم الجنوب وشعبه عبيداً لباب اليمن، الذي أصبح بكل وضوح حاضنة لدولته الكهنوتية السلالية المتخلفة التي تنتمي لعصور ما قبل التاريخ، أما الإمارات العربية المتحدة دولة أولاد زايد، فلها حبنا وتقديرنا لكل ما قدمته لشعبنا وهي بالفعل حليف إسترتيجي لشعب الجنوب الذي أصبح فك ارتباطه واستقلاله أمراً واقعاً شاء من شاء، وأبى من أبى.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى