هشام باشراحيل وهمسة مسائية عام 2009م

>
نجيب يابلي
نجيب يابلي
ما كنت تراه بالأمس ذا قيمة فإنه يصبح حجراً كريماً بتقادم الزمن، فقد سعدت كثيراً وأنا أقلب بريد جوالي القديم 733682702 فوقعت عيني على رسالة مكتوب في صدرها هشام باشراحيل، أما التفاصيل التي أشار لها الجوال أنها (أي الرسالة) قادمة من جوال رقمة 733221133 بتاريخ 16 نوفمبر 2009م وتوقيتها الثامنة مساءً والدقيقة 48.

نص الرسالة:

همسة مسائية: "الظالم مهما كان جباراً عتياً، وحتى لو حشر الملايين في ركابه وقبلوا أعتابه، فهو الخاسر والمنكر، لأن قوات السماء له بالمرصاد، ولن يفلت من ضرباتها المذلة وربما القاضية".

الرسالة من فاتحتها حتى خاتمتها مسبوكة سباكة جمعت بين المبنى والمعنى، وتبدأ القوة في أنها همسة مسائية، وفيها آهات وأنات توجه بها الرجل إلى من لا يغفل ولا ينام، واستهل هشام الهمسة بالظالم، وخاطب سبحانه وتعالى عباده في الحديث القدسي بقوله: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا.." ويوغل هشام في درجة عربدة الظالم عندما صور ذلك بالتعبير التالي: "مهما كان جباراً عتياً" ويغالي هشام في التعبير التالي: "وحتى لو حشر الملايين في ركابه، وقبلوا أعتابه" وهي إشارة واضحة إلى شراء النفوس وملايين النفوس وخزائن الفلوس، لأن حشر الملايين يتطلب مئات الملايين وهناك يكون الظالم قد دخل دائرة اللامعقول في السلوك والإسراف في الإنفاق، والمسرفون في الإسلام "إخوان الشياطين" إلا أن هشاماً لامس الحتمية بتعبيره "فهو الخاسر والمنكسر" (أي الظالم)، وما تبريرك يا أبا باشا؟

هنا يأتيك هشام بالخبر اليقين فقد أورد بأن "قوات السماء له بالمرصاد"، لقد أصبح الظالم هدفاً لا محالة. ويسترسل هشام في بيانه التفسيري، وقد أورد: "ولن يفلت من ضرباتها المذلة وربما القاضية".

جاوز الظالم المدى وغلب هشام المجالس الضيقة أو المحدودة على المجالس غير المحدودة، وكانت لقاءاتنا في بيته، وكم سمعت من الزفرات الهامسة، وذكرت مرات ومرات معوّذات رسول الله: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ومن قهر الرجال"، ويتضاعف القهر، أي قهر الرجال، عندما يأتي من أشباه الرجال الذين قال فيهم الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: يا أشباه الرجال ولا رجال، ويا حلم الأطفال ويا نساء ربات الرجال".

أصبح مذاق الرسالة اليوم، أضعافاً وأضعافاً، عما كانت عليه بالأمس. فنم قرير العين يا أبا باشا، ولا نامت أعين للجبناء والرعاديد الذين أساؤوا للأشاوس الصناديد.

تعزز موقف الرجل الكبير هشام باشراحيل، لأن قراءات الصحف المحلية للعام 2009م بأنه كان من أسوأ الأعوام، وأبرزت تراكم السلطة الذي تحقق خلال العام المذكور في جانب الممارسات الظالمة التي طالت البشر عامة ورجال الصحافة والأحزاب والصحف، وكانت في محصلتها الأخيرة دفاعاً عن الهمسات الهشامية المسائية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى