التربية والتعليم في تدهور مستمر

> حسن علوي الكاف​

> شهد التعليم في بلادنا وبلداننا العربية الأخرى تدهوراً كبيراً في العقدين الأخيرين، وأخص بالذكر العقد الأخير نتيجة للتدهور الذي يشهده وطننا العربي من أزمات وتدهور سياسي انعكس سلباً على حياتنا.
عند متابعتي لبعض القنوات المغاربية، ومنها الجزائر وأقوال الصحف فيها، شدني عنوان كبير وبارز وسط صحيفة “الخبر” وشدني ذلكم الخبر غير المفرح وسط الصحيفة “ربع مليون راسب في شهادة التعليم المتوسط” تلك الدول العربية في المغرب العربي التي نقول إنها راقية ومتطورة مقارنة بدولنا العربية بالجزيرة العربية والخليج شيء يحير العقل.

ماذا جرى لتلك الدول؟ أيعقل أن يتدهور فيها مجال التعليم، ويصل إلى هذا الحد من التدني، بلا شك سينعكس سلباً وأن المستقبل لا يطمئن.
أما في بلادنا اليمن فالتعليم وما أدراك ما التعليم، هو الآخر مخزٍ، ولا تدري من أين تبدأ الحديث عن ذلك التدهور الذي تشهده بلادنا، هل تتحدث عن المناهج التعليمية أو عن المباني أو على الأساتذة، وكلها مأساة كبيرة وحالة مأساوية يعيشها مجتمعنا اليمني منذ عقود، وخاصة بالعقد الأخير.

لدينا حكومات اهتمامها بالتعليم شعارات والتنفيذ يكاد يكون معدوماً، ولا يذكر بحجم الأموال التي تهدر، مبانٍ تعليمية الغرض منها الكسب أولاً.. بالمختصر صفقات وليت تلك المباني في أماكنها الصحيحة فأغلبها في أماكن بعيدة، في الوقت الذي تحتاج لمبان مدرسية، كذلك رواتب الكوادر التعليمية في تدنٍ مستمر، فالأساتذة تكثر همومهم نتيجة للحياة المعيشية الصعبة، وكتب دراسية تأتي متأخرة.. أمور بحاجة إلى وقفة جادة.

يجب أن يتم اختيار مسؤولين مخلصين في مجال التربية والتعليم، لا يمكن لنا أن نبني مجتمعنا وبلادنا إلا عبر تطوير التعليم وإعطائه عناية فايقة في كل النواحي، أما إبقاء التربية والتعليم لمصالح أنانية ضيقة فستظل التربية والتعليم دائماً في العناية المركزة.
وما نشاهده من رسوب لافت في مدارسنا انعكاس لما يجري من إهمال في التعليم من كل النواحي، كما أن كثيرا من الأسر تقع على عاتقها مسؤولية، فهي غير مهتمة أيضاً، كذلك المنهج متخبط بين فترة وفترة، إحالة الأساتذة للتقاعد أو أساتذة ما ندري أين هم، وإحلال بدلهم أساتذة أقل مستوى برواتب متدنية.

ما لم نغير ونصلح قطاع التعليم سنظل في مؤخرة الشعوب لتدني مخرجاتنا التعليمية، أمور بحاجة لدعاء في جوف الليل. اللهم فرج تلك الغمة على الأمة إنك على كل شيء قدير يا أرحم الراحمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى