أعيدوا الشمال إلى حاضنة اليمن أولا

> فضل العيسائي

> منذ شهر وجدتُ هناك صراعات من خلال أحاديث مشاهير التغريد أو كتّاب الرأي من نُخب شمال اليمن والإقليم منقسمة إلى ثلاثة.. وهذه الملاحظات لأولئك الذين رصدنا آراءهم وتحركاتهم:
الأول: يرى أن المعركة في الجنوب أولاً ومواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي والتصدي لتطلعات شعب الجنوب الذي استطاع استعادة أرضه واقعاً، وليس لهذا الفريق حديث غير ما يحدث في الجنوب.

الثاني: يرى أن استعادة شمال اليمن من قبضة ميليشيا الحوثي المدعومة من قبل ملالي إيران والتي عقدت العزم على تهديد المنطقة برمتها وتغيير الثقافة السياسية الشعبية من خلال الندوات المكثفة التي تُعقد بإشراف إيران وفقاً لآلية تُديرها ثلاث وزارات تحت سيطرة الحوثي وهي وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام في صنعاء، ووصلت هذه الدورات والندوات إلى مرحلة متقدمة من إخراج جيل يَصعُب التعامل معه مستقبلاً وخدمت هذه السياسة الثقافية (القوانين) الصادرة من قبل أغلب الدول العربية في عدم قبول عيش اليمني في بلادهم وإن حدث وسط تكلفة باهظة، وعدم وجود قانون اللجوء الذي كان بالإمكان وبمقدوره إنشاء تيار مناهض للحوثي، وهذا ما أجبر الأغلب من شمال اليمن نحو دعم الحوثي، وبالتالي يرى هذا الفريق أولاً استعادة شمال اليمن من قبضة الحوثي وحلحلت الصعاب أمامه، ثم يأتي الحديث حول الحفاظ على اليمن الاتحادي وفقاً لمخرجات الحوار اليمني، وأكد هذا الفريق أنه ليس من المعقول دعوة شعب الجنوب إلى وحدة بينما أرضية الجمهورية اختطفت ومفقودة، بينما استطاع شعب الجنوب الحفاظ على أرضه بالحضن العربي وأصبح مدعوماً بسبب فشل قوى شمال اليمن.

الثالث: وهذا الفريق هو الأخطر الممزق بين التجاذبات الإقليمية والتيارات السياسية التي تحمل أجندة متنوعة ويتبع مصالح فئوية وذاتية وحزبية ودولية، ومنه أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، وثقافته تتوافق مع أهواء ملالي إيران وفي تحالفٍ واضح مع قطر وإيران، ويُعتبر إفشال التحالف العربي ضرورة لنصرهم والسيطرة على جهة اليمن، لأنها آخر أمل لهم في المنطقة العربية بعد مؤشرات فشل المشروع في أغلب الدول العربية، ويعمل وفقاً لتجاذبات واستغلال منصات وأحداث تآفهة لإثارتها، ومنشغل في محاولة شقّ التحالف العربي عبر تطفيش الإمارات وإخراجها من اليمن، وبحال نجح في هذا سيكون التحالف العربي بحالة ممزقة ووصل إلى مرحلة تحقيق الأهداف وهذا يحدث واقعاً.

الإشكال في بقية الأطراف السياسية الضعف وعدم إيجاد زوايا تنخرط فيها وبالتالي بعضها اكتفت في الانخراط في إطار تيار الشرعية مظلة لتحقيق مصالح تحسين المعيشة وهؤلاء أصبحوا كثيراً وخاصة المقيمين في الخارج، وشكّلوا حالة إضعاف للشرعية وتفريغها في الداخل، لأن أروقتها أصبحت مزحومة ومثقلة بالكم وغير فاعل ومجرد ثرثرات إعلامية إن وجد.
وبين هؤلاء الأطراف تجاذبات وتناقضات غير واقعية وأيضاً نقاط اشتراك هي التوحد ضد الإمكانيات الجنوبية، وهذه الحالة كل أطراف شمال اليمن متفقون عليها ولا يمكن إيجاد الخلاف حولها، وأثبتت الأحداث والحوارات عبر شبكة الإنترنت واقعية انقسام شعبي في الآراء حيث أكدت أن النُخب الشمالية قسم، والجنوبية قسم بشكلٍ عام لا استثناء فيها.

لكن الطامة الكبرى التي وقعت فيها نُخب شمال اليمن أنهم وصلوا إلى مرحلة تقوية ميليشيا الحوثي وإفراغ التيارات المضادة من قوتها وباتت هزيمة الحوثي من المستحيل في ظل الأداء الذي كشفته الأحداث خلال خمس سنوات، ووصل اليمن إلى مرحلة الصراع الذاتي فيما بينهم بشكل يحمل مؤشرات الهزيمة النكراء التي أوصلتهم إليها الأطماع دونما يفكرون في إنشاء أرضية صلبة والانطلاق نحو إعادة شمال اليمن أولاً إلى مفهوم الدولة والجمهورية ثم مُناقشة القضايا الأخرى وكيفية إيجاد آلية ضامنة للمصالح الشعبية، لأن الصراعات أصبحت متنوعة والأكبر فيها فقدان شمال اليمن وفراغ ساحة الأطراف الأخرى من أي عوامل لاستعادة الدولة بحسب ما يبدون من قناعات ترفض خيارات الشعب وتتجاهل المأساة، وهنا الإشكال اليوم لدى نُخب شمال اليمن وكان الأجدر بهم إعادة الشمال أولاً، والمؤكد وهن قوتهم اليوم أمام الحوثي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى