رحيل الفنان يحيى محمد فضل بعد المرض والإهمال

> وهيب داود

>
وهيب داود
وهيب داود
انتقل إلى رحمة الله، مساء الجمعة الماضية الموافق 5 يوليو الجاري، بمدينة عدن، الفنان الملحن القدير وعازف العود الشهير الأستاذ الشيخ يحيى محمد فضل، بعد مشوارين حافلين؛ الأول مشواره الفني الطويل الحافل بالإنجازات والنجاحات وهو الملحن القدير صاحب الألحان الجميلة التي تغنت بإبداعاته الكثير من الأصوات الغنائية الناشئة والمشهورة في الساحة الفنية، كما وإنه عازف عود متمكن، وصاحب طريقة اشتهر بها عرفت بـ "التربيش"، وهو عضو الفرقة الوطنية للموسيقى.

والثاني مشوار المعاناة مع المرض الذي يمتد إلى عدد غير قليل من السنوات، عندما بدأ يعاني من مرض السكر ومضاعفاته الخطيرة، وقد لزم بيته في السنة الأخيرة من عمره، بعد أن استفحل فيه المرض.

يحيى محمد فضل هذه القامة الفنية الكبيرة التي أهملتها وزارة الثقافة، مثله مثل الكثير من المبدعين. فأين وزير الثقافة مروان دماج؟ أين الفنان الكبير وكيل وزارة الثقافة؟ أين زملاء هذا الفنان الكبير؟ أين صندوق التراث؟ كلهم لم يحركوا ساكناً، وما يحز في النفس أني كتبت عنه مقالاً نشر في هذه الصفحة في العدد الصادر بتاريخ 18 يونيو الماضي، وفيه أشرت لحالته الصحية السيئة وطالبت الوزارة أن تبادر إلى عيادته وتفقد حالته وتقديم الدعم له؛ بل وطالبت جميع زملائه بالقيام بهذا الدور، ولكن لا حياة لمن تنادي.
يحيى محمد فضل مع الطفل الموهوب عبود خواجه
يحيى محمد فضل مع الطفل الموهوب عبود خواجه

والحياة والموت بيد الله، سبحانه وتعالى، ولكن المبدع من حقه القيام بهذا الواجب نحوه، خصوصاً مبدعينا الكبار، الذين يتساقطون بعد معاناة مع المرض، ولا يجدون خلال ذلك وزارة ولا مسؤولين يسألون عنهم ويواسونهم ويقدمون لهم الدعم، ويدعمونهم ويسهلون سفر من يحتاج للسفر بغرض العلاج. بل إن بعضهم لا يستلمون الفتات من صندوق التراث.
قد يقول قائل إن الوزارة فقيرة، فمن أين تأتي بالفلوس لهذه السفريات للقاهرة وغير القاهرة للعلاج وغير العلاج؟ بينما مبدعونا الكبار ينفقون معاشاتهم القليلة على العلاج.

دعوت الجميع لعيادة الفنان يحيى محمد فضل في مرضه لرفع معنوياته وإدخال السرور إلى قلبه، فحين يموت يموت راضياً عنّا، وسعيداً بتكريمه بالزيارة. ولم يستجب أحد.
أين كنتم يا وزير الثقافة؟ وأنتم كنتم على علم بالمرض العضال والظروف الصعبة التي كان يمر بها المرحوم يحيى محمد فضل.. لم تكلفوا أنفسكم حتى بزيارته في منزله.. كلكم مشغولون ولم تهمكم حياة وروح الفنان.. وكلامي موجّه تحديداً، للأسف الشديد، إلى الوزير دماج وشلته. وعلى رأسهم وكيل وزارة الثقافة ومدير الصندوق. ثم رفاق وزملاء هذا الفنان الكبير.

منافقون.. نعم.. أقولها و (يزعل من يزعل)، أنتم منافقون. كنتم على علم بمرض يحيى محمد فضل. وعلى علم بأنه لا يستلم من مخصصات الصندوق.
والآن بعد موته، سوف نرى نعيكم وتعازيكم. الآن سوف تنشرون نعياً رسمياً، وسنرى كتاباتكم عن مشواركم الفني مع الفنان الراحل، الآن سوف تعملون مجلس عزاء وعلى نفقة الوزارة.

اليوم، يحيى محمد فضل، وبالأمس القريب فيصل بحصو، وغداً الدور على مبدع آخر..
رحم الله فناننا الكبير يحيى فضل.. فإنا لرحيله متألمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى