المؤذن.. قصة قصيرة

> همّام عبدالرمن باعبّاد

>
همّام باعبّاد
همّام باعبّاد
لم يسمعوا صوته الذي اعتادوا على سماعه وهو يوقظهم لصلاة الفجر، إذ كان صوته يأتي متناغماً مع صياح ديك القرية العتيد، الذي بقي وحيداً دون أقرانه الذين ما سلمت بقيتهم من بطون البشر بعدما سلمت من بطون الثعالب والكلاب والقطط، وكان أن مر الأمر مرور الكرام على الجميع باستثناء المؤذن الآخر، الذي لم يحظَ إلا بأيام معدودة يرفع فيها نداء الفجر، فالمؤذن الأول لا يفوت الأذان مهما كانت ظروفه، ملتمساً القول الجميل: "إنما جعل الأذان لتنبيه الغافلين"، فرأى أن تقاعسه عن رفع الأذان لمرض أو سواه يدخله في زمرة الغافلين، فأخذ يحرص على رفع الأذان مهما كانت الأعذار، وإن غاب لظرف قاهر فما ذلك إلا من النوادر. عندها أخذت الخواطر تجول برأس المؤذن ولكنه سرعان ما أبعدها عنه فلربما كان هناك طارئ منع العم أحمد.. لكن سرعان ما يغادره كلما تذكر إصراره على القيام بالمهمة وبقي يصارع تخميناته حتى أدلف بوابة المسجد وأذن الفجر وأخذ يتصفح وجوه الداخلين للمسجد فرداً فرداً لكنه للأسف الشديد لم يجده، وكان يريد السؤال عنه بيد أنه توقف عندما رأى قصاصة ورق صغيرة موضوعة تحت سجادة الإمام.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى