بين الاغتيال والإقالة والتنحي

> عصام عبد الله مريسي

>
 
عصام مريسي
عصام مريسي
مرّ على المحافظات الجنوبية وعدن تولي شخصيات لم يكن لها قبول شعبي؛ بل أصبحت في أذهان الجماهير مدانة بالفساد والعمالة وتغليب مصالحها الشخصية، ومع ذلك أصبحت واقعاً لا يمكن تغيره بل تتغير مسميات النظام وتظهر نفس الشخصيات وكأنها مصير الشعب أو أنه ليس هناك من هو قادر على إدارة البلاد وتقرير مصير الشعب غيرهما، فهم يتجولون في وزارات الدولة وتتغير حقائبهم الوزارية حسب كل معطيات جديدة، وتتغير البدلات ما بين عسكرية ومدنية وهم غير قادرين على إحداث أيّ تغير في أشكال النظام الذي هم يمثلوه في كل حقبة، ولم تتغير حياة المواطن في ظل وجودهم؛ بل تتردى الأوضاع على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وهم ما زالوا جاثمين على أنفاس الشعب رغم كل محاولات التغير والاستبدال التي يطالب بها الشارع لكن دون جدوى وكأنهم بلسان الحال والمقال يجيبون على مطالب الشعب "نحن ولا غيرنا اللي عجبه واللي ما عجبه يموت أو يرحل".

في حين أن هناك أسماء كتب لها أن تصل إلى إدارة الدولة ولو الوزارات غير ذات السيادة أو إدارة مكاتب ومصالح استبشر الناس بوصولهم إليها وهم صور جديدة مشهود لها في الحياة الاجتماعية قبل حصولها على تلك المناصب بالاعتدال والكفاءة والورع إلى حد ما، ولكنها لم تدم في مواقعها التي كان يرجو الشارع أن تحقق له ولو شيء من التغيير الذي كان ينشده، فما الذي حصل لتلك القيادات؟ وكيف تزحلقت من مواقعها وبقت خارج سرب التدبير والتصريف لشؤون البلاد والعباد؟

بالنظر إلى الواقع ومجريات الأمور نجد أن تلك الشخصيات تدفع إلى التنحي والابتعاد عن المعترك السياسي وتدبير أمور ومصالح البلاد في حال عجزها عن مقاومة الفساد المستشري في الإدارات الحكومية، إما بدفع الخوف لتعرضها لضغوط وتهديدات أو حتى التهميش بحيث تصبح وكأنها أجساد محنطة على كراسيها والفساد هو من يدير الأمور من حولها وهي معزولة بقوة الفساد واللوبي الفاسد من حولها الماسك بكل تفاصيل الأمور، فتنأى بنفسها مفضلة التنحي بعدم قدرتها على ضبط الفساد من حولها والقضاء عليها لأن هناك من يريد للأمور أن تبقى على ما هي عليه دون تغيير.

فريق آخر من القيادات التي كسبت حب الجماهير واستبشر الناس بها، وهي قادرة وقوية تعرضت للاغتيال والإبادة والتصفية الجسدية ولم يضبط منفذ اغتيال لأي من تلك القيادات، وكأن تلك الجماعات المنفذة لتصفية القادة التي كسبت حب الشعب وتأملت فيهم الخير مرسلة من خارج الكرة الأرضية ونحن هنا لن نسمي أحداً، فمثل تلك القيادات كثير على مر الحقب السياسية.

والفريق الثالث الذي يتصف بالوسطية بين تحقيق مطامح الشعب والخوض في علاقات وثيقة تقريبية مع باقي فئات النظام على الرغم مما تعيشه من فساد ينأى به إلى الوزارات والمكاتب الأقل أهمية في تحقيق مصالح الشعب كالوزارات غير السيادية والمكاتب التي يرتبط عملها بفئات معينة من الشعب غير ذي الأهمية القصوى، وتبقى القيادات التقليدية والإرث السياسي منذ ما يزيد على عقود مسيطر على مفاصل الحكم ويدير الوزارات ذات السيادة، ومعروف في وطننا العربي من هي الوزارات السيادية وهي مرتبطة بالثروة والقوة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى