للجهل عليهم سلطان

> إيمان بهاء عزيم

> هل الخطط الإستراتيجية والتقدم والفتوحات وأنماط الإدارة الصحيحة هي من اختراعات الغرب؟ أم يعود أصلها لقادة الإسلام ورجال التاريخ والدين الصحيح وتمت السرقة بنجاح؟ لهذا أتساءل، لماذا يتقدم العالم الغربي، ولماذا يتجهل العالم العربي وهو مخترع أول للتقدم وأصبح مُغتصَب؟
النظر لوجوه شباب مدينتي يخبرني بمدى وصولهم لسفوح التعب والسقم والفقر..

وجوه تغطيها بقايا الإسمنت والفحم والعرق، ووجوه تائهة، وأخرى بلغت أقصى قمم التهجين والوخامة، الناظر لوجوه شباب مدينتي يتعطش لكل شيء عدا (العلم).
إن جذور نشأة أجيالنا تجني الشقاء باجتهادها الشخصي، ما الفقر والتعب إلا فقر وتعب قوى العقل..

كل الذين ارتادوا السجون وأقسام علاج الإدمان كانوا رفاق الجهل بل وكان للجهل عليهم سلطان، كل أزمة في تاريخ الأمم وكل ثورة أقيمت بلا هدف وكل نفس زهقت بلا ذنب سببها الأول هو الجهل، الجهل هو أن تقرأ على جسر الحرب عبارة اندفاع ودفاع لـ (تشي جيفارا) ولا تحركت وطنيتك للجهاد، الجهل هو أن يخبرك معلمك عبارة مماثلة لـ عليك أن تجتهد، تتقدم بمفردات قوية بلغتك الأم ولتدرك الهدف الأصلي من كلامه وتغطي عجزك بشتمه وتلقيبه بالجيل القديم.

الجهل هو ترك التطور والاكتفاء بشهادتك الجامعية التي حصلت عليها بسردك لكلمات خزنها عقلك، كاسمك وأنت لا تدرك لماذا تتعلمها والأغرب هو نيلك على ألقاب الذكاء من قِبل زملائك.. الجهل درجات ومدينتي تسيطر على قمتها.
كل الذين يقتدى بهم في مدينتي هم مغنيون أو رياضيون لم يدرك شباب مدينتي أن كل الذين أصبحوا بمستقبلهم مغنيين ورياضيين أنهم نحتوا الصخر ليكونوا ما يريدون، لا ليقتبسوا مستقبلهم من تقليد الآخرين للشهرة فقط.

آخر جيل ممكن للفرد أن يتعلم منه هو مواليد ما قبل السبعينات، لم أرَ ثقافة وعلماً وتمييزاً وأمانة إلا بأجدادنا، ناس صنعوا من قلوبهم حدائق أخاذة ليمتعوا الناظرين إليها، وبثوا من كلماتهم جوري أحمر ليتهادى به المحبون، وجعلوا من مسيرتهم آية لكل معتدل وجامح بطموحه، كانوا يقرؤون كعشاق ألقت بهم الحياة خارج نطاقها في جو كئيب، وكانت
الخارطة لهم هي القراءة
كانوا يكتبون بشغف كنورس مهاجر يحلم بربيع بلاد يحلق في سمائها، كانوا يجعلون أحبابهم يجدون كل ما يرغبون في سماعه في كلماتهم أن لم يجدونه في أفواههم، فالعلم يماثل فارس انتصر في أقوى معاركه وأشرع سيفه وعُلق في أبواب التاريخ للاستذكار، وهنيئاً لمن انتصر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى