وراحمتاه على أهل تهامة

> حسين فروي

>
في ذلك الإقليم القاحل في تلك الصحراء المحروقة طائفة كبيرة من فقراء اليمن وبائيسيهم لا يملكون من الحول غير قلوب يملؤها اليقين بالله والثقة ولا من الحياة غير ألسنة تهتف في صباحها ومسائها بالدعاء إلى الله تعالى أن يتولى أمرها ويسدد خطاها وييسر لها السبيل إلى الخلاص من عدوها القاهر الذي نزل بها في دار أمنها وسكونها نزول الفضاء النافذ يريد أن يسلب ما أبقت الأيام في يدها.. وما بقت في يدها سوى لقيمات غير صائغة وجرعات هنية وظل غير ظليل، وارحمتاه لجماعة أهل تهامة في الحديدة انهم عاجزون من أن يعدوا لعدوهم الزاحف عليهم بقنابله ومدافعه وصواريخه غير أجسام ستصبح عما قليل أشلاء مبعثرة في كل مكان وقلوب لا تزال تنبض حتى تسمع طلقات المدافع والبنادق فتسكن.

وأرواح ستطير في آفاق السماء طيران ذلك الدخان في الفضاء، وارحمتاه انهم يستغيثون فلا يجدون مغيثا ويصرخون فلا يسمعون وقد تقطعت بهم الأسباب وأعوزتهم الوسائل وسدت في وجوهم السبل، فلم يبقَ لهم منها إلا سبيل الموت وفي الموت راحة البائسين والمكلوبين من شقاء الحياة وبلائها، لولا أنهم يتركون من بعدهم بين يدي ذلك العدو الظالم أرامل ضعفاء وأيتاما صغارا وشيوخا كبارا لا يعلمون.. ماذا أخفى لهم القدر في صدره من نعيم أو شقاء، هؤلاء لم يبقَ بين أيديهم من الأمل إلا تلك الرحمة التي يعتقدون أنها باقية في قلوب الناس من إخوانهم اليمنيين أن يمدوهم بقليل من القوت يستغيثون به على جهاد عدوهم ويعودون بما بقي منه على عيالهم الذين يتضرعون جوعا من بعدهم.

أيها اليمنيون إنكم لن تجدوا بعد اليوم موقفا أفضل من موقفكم أمام هؤلاء الضعفاء المساكين وتطعمون جائعهم وتكسون عاريهم وتسلحون أعزلهم وتعالجون جريحهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى