عرض مسرحي عن (الهولوكوست) يثير جدلا في مصر

> «الأيام» عن «روسيا اليوم»

> أشعل عرض "سوبيبور" لكلية التجارة بجامعة عين شمس في إطار مهرجان المسرح القومي في مصر جدلا واسعا في الأوساط الفنية والثقافية جراء تعرضه لـ "الهولوكوست".
تباينت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي حينما شرعت الكاتبة الصحفية، أمنية طلعت، من جريدة أخبار اليوم بنشر مقال حول العرض، تحدثت من خلاله عن العرض الذي وجدت أنه "يزيف التاريخ ويستجدي التعاطف مع يهود الهولوكوست". وفي المقال أشارت الكاتبة إلى أن العرض الذي "أنتجته جامعة عين شمس بسخاء واضح" وفاز بجائزتها الأولى في السياق الجامعي، يطرح تساؤلا عن الهدف من اختيار مخرج ومؤلف العرض، محمد زكي، هذا الموضوع بالتحديد، ولماذا يكتب مصري عربي عن عذابات اليهود في محارق الهولوكوست؟ حتى وإن "حشر حرفيا بعض الجمل الإسقاطية على قضية فلسطين". وتتابع الكاتبة: "لماذا تم اختيار قصة التمرد الذي وقع في معسكر "سوبيبور" الذي شيده النازيون، والذي استطاع أن يهرب منه 200 يهودي بقيادة الضابط الروسي بيتشيرسكي والذين كانوا شهودا في المحاكمات الدولية التي حاسبت المسؤولين عن الهولوكوست بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؟"
وأنهت الكاتبة المقال بأن "الدولة التي تنتج فيلم (الممر)، لا يمكن أن تسلم بوجود مسرحية مثل (سوبيبور) تبيع لنا الشخصية الصهيونية في رداء الحمل!".

واشتكت طلعت من أن إدارة "فيسبوك" حذفت مقالها عن العرض، لأن طلبة جامعة عين شمس أرسلوا تقارير شكوى لإدارة الموقع، ما دعاها لحذفه.
من جانبه، كتب الناقد المسرحي، محمد الروبي، رئيس تحرير جريدة "مسرحنا" في صفحته على "فيسبوك" مقالا بعنوان: "التباس المبدع والتباس المتلقي - سوبيبور نموذجا" أشار فيه إلى أن الرؤى ليس بالضرورة أن تكون محل اتفاق، فقط يكفيها الوضوح، ثم يأتي بعد ذلك دور النقاش حولها (معها أو ضدها) دون أن يدعي أحد الطرفين أنه يملك الحقيقة كاملة.

ومضى الروبي يعلق على العرض الذي يراه "ينطلق من سؤال: كيف لمن ذاق وبال المعتقلات النازية وحرق أفرانها أن يمارس الأمر نفسه مع بشر آخرين يستحل قتلهم واغتصاب أرضهم؟" وأكد الروبي على أن المخرج إنما أراد التركيز على الربط ما بين جرائم النازي وجرائم الصهيونية، ومن ثم التأكيد على موقفه الرافض للصهيونية وجرائمها. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، لم يكن ذلك من الوضوح بما يكفي، حيث غاص العرض في فكرة معاناة اليهود داخل المعسكر دون محاولة الربط بين ما حدث في المعسكر القديم وما حدث ويحدث في الأراضي المحتلة.

من جانبهم رد بعض الطلبة من المشاركين في العرض على انتقادات الكاتبة، أمنية طلعت، ولا زال الجدل دائرا حول هذه القضية الشائكة، ما دفع كثيرين إلى مشاهدة العرض حتى ازدحمت قاعة المسرح بالمشاهدين، ونشبت مشاجرات على بوابة المسرح.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى