> تقرير/ هشام عطيري

تعرضت أثناء حرب 2015 للدمار والنهب والسرقة
مثّلت مكتبة القمندان التابعة للهيئة العامة للكتاب في محافظة لحج المنبر الثقافي الوحيد فيما مضى، وساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة في أوساط المهتمين ومحبي الاطلاع والمتخصصين، إذ كانت تحتوي على ما يزيد عن سبعة آلاف كتاب في شتى صنوف المعرفة، قبل أن تتعرض خلال حرب 2015م التي شنتها قوات الحوثي والهالك علي صالح لأعمال نهب وسرقة وتدمير تسبب بتوقف نشاطها بالكامل إلى أن تم تحرير المدينة من قِبل القوات الجنوبية مسنودة بقوات التحالف العربي، ليتم بعدها تطبيع الحياة وعودتها إلى سابق عهدها، حيث شرع القائمون على الهيئة العامة للكتاب بإيجاد الحلول المناسبة لاستعادة نشاط المكتبة، من خلال نقل كافة الكتب المتبقية فيها، والتي سلمت من العبث، إلى موقع آخر كائن جانب مقر السلطة المحلية المؤقت بمكتب الصحة العامة والسكان، وفيه اتخذت حيزاً من أحد المباني لتعاود مكتبة القمندان نشاطها منه ولكن بشكل محدود، غير أن هذا الوضع لم يدم طويلاً ليتوقف نشاطها بشكل تمام حتى اليوم.
- مسئول: لدينا مكتبتان فقط على مستوى المحافظة وكلتاهما تعرضتا لأضرار كبيرة أثناء الحرب
- مسئول: لدينا مكتبتان فقط على مستوى المحافظة وكلتاهما تعرضتا لأضرار كبيرة أثناء الحرب

توقف نشاطها
تقول أمينة المكتبة، سميرة حبيش: "إن وضع المكتبة في مبناها المؤقت لم يستمر طويلاً بسبب عزوف الكثير من القراء على الدخول إليها نتيجة موقعها غير المناسب بجانب مرفق حكومي هام معزز بقوات أمنية كبيرة، هذا ما دفع إدارتها باتخاذ قرار بإغلاق المكتبة وتوقيف نشاطها والعودة إلى مبناها القديم مع تجميع الكتب ووضعها في مكان آمن، وحالياً المكتبة بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل بشكل كامل بسبب الأضرار التي تعرضت لها جراء الحرب".

وأضافت حبيش لـ«الأيام»: "كان يوجد ما يقارب 5 آلاف عنوان تحتويها هذه المكتبة قبل الحرب، وكانت تشهد إقبالاً كبيراً من قِبل الباحثين والطلاب والمهتمين والمتخصصين في مجالات متعددة".

وباتت أمينة المكتبة، تخشى من تلف الكتب الموضوعة في إحدى المباني، نتيجة لمرور فترة طويلة على تخزينها، والتي قد تؤدي إلى تعرضها لحشرة الأرضة، الأمر الذي يستدعى من الجهات المعنية في السلطة المحلية والحكومة بضرورة إعادة تأهيل هذه المكتبة الوحيدة في المحافظة".

خسائر كبيرة
يشير محمد مجيد فضل إلى أن مكتبة القمندان لعبت دوراً كبيراً في تعزيز ثقافة القراءة ومد الباحث والطالب بالكتب الغنية بالمعلومات، غير أن إغلاقها بسبب الإضرار التي تعرضت لها أدى إلى حدوث خسارة عالية وفقدان للمعلومة والكتب القيمة في المكتبة الوحيدة بالحج.
وطالب فضل في حديثه لـ«الأيام» من المعنيين بإعادة دور المكتبة، كما تمنى من كافة شرائح المجتمع بالوقوف ودعم هذه المكتبة والمطالبة بإعادة تأهيلها من قِبل الجهات المختصة كونها تُعد المكتبة الوحيدة التي احتضنت الشباب وساهمت بنشر الثقافة لدى مختلف الشرائح المجتمعية.

وساهم غياب دور المكتبة في قيام العديد من الشباب بتشكيل نادٍ للقراء، حيث يقول معتز جمال: "إن نادي القراء يعد أول نادٍ يتم تأسيسه في المحافظة ليعوض غياب دور مكتبة القمندان"، مشيراً إلى أن هذا النادي ساهم في إقامة العديد من الأنشطة الثقافية ومعارض الكتاب بحسب إمكانياتهم المحدودة لتشجيع وتحفيز الشباب على القراءة.
- أمينة المكتبة: كانت المكتبة تحتوي نحو 5 آلاف عنوان
- أمينة المكتبة: كانت المكتبة تحتوي نحو 5 آلاف عنوان

أضرار كبيرة
مدير فرع الهيئة العامة للكتاب بالمحافظة، رياض عبد الجليل ردمان، أكد بدوره على أهمية مكتبة القمندان والتي ساهمت منذ إنشائها في تقديم الكثير للقارئ والباحث وطلاب العلم، لافتاً إلى أن "لدى الهيئة مكتبتين على مستوى لحج؛ الأولى في مدينة الحوطة، والأخرى في مديرية طور الباحة، وكلتاهما تعرضتا أثناء الحرب لأضرار كبيرة في المبنى وسرقة الكتب".

رياض عبدالجليل
رياض عبدالجليل
وأوضح ردمان، في تصريحه لـ«الأيام» أن فرع الهيئة بالمحافظة لم يحضَ بأي دعم رغم الوعود التي أطلقت من قِبل وزارة الثقافة والسلطة المحلية بالمحافظة لإعادة ترميم المكتبة، مؤكداً إلى أن تلك الوعود لم تخرج إلى النور بعد.
وجدد مدير فرع الهيئة مطالبته بضرورة إعادة ترميم المكتبتين الوحيدتين في المحافظة، محذراً في السياق ذاته بأن كافة الكتب قد تتعرض لأضرار جراء خزنها لفترات طويلة دون أن تخرج إلى رفوفها وليستمتع القارئ بها ويطلع على كل ما يحتاجه من أمهات الكتب في المكتبة.

مكتبة القمندان صرح ثقافي يتعرض للانهيار في ظل المناشدات التي أطلقت من قِبل الجهات المختصة لإعادة تأهيلها، على الرغم من أنها تشكل القبلة الوحيدة لأبناء عاصمة المحافظة.
ناشطون ومهتمّون وجّهوا مناشدات، عبر «الأيام»، لكل المنظمات الدولية والمحلية والتحالف العربي بسرعة إنقاذ مكتبة القمندان وإعادة روح الثقافة إليها لتستعيد نشاطها من جديد وتستقبل القراء والباحثين والطلاب من كل مكان في هذه المحافظة التي عُرِف عن أبنائها شغفهم بحب القراءة والاطلاع في مجالات المعرفة المختلفة.​