> ما يزال منتخب الناشئين محافظاً على مكانته في قلوب اليمنيين ، إذ أنه لم يخيب آمالهم منذ فترات طويلة، على الرغم من تغير الأجيال والأسماء ، إلا أنه ظل مصدراً للثقة والفخر والاعتزاز فكيف لا وهو من جعل العالمية تفتح لنا أبوابها ، من خلال حلولنا وصيفاً للشمشون الكوري في نهائيات كأس آسيا ، وسجل حضورنا الأول والأخير ، في نهائيات كأس العالم للناشئين ، فكان لا بد من وجود مكتسبات للتأهل المونديالي من أهم المكتسبات ارتفاع سقف الطموحات لدى اليمنيين ، وخاصة أن الإنجاز تحقق بصناعة يمنية خالصة ، وأقصد هنا الكابتن أمين السنيني ، وبعد ذلك التأهل لم يعد الأحمر الصغير مجرد رقم أو محطة ، ولكن أصبح منتخباً يمتلك شخصية وهوية، تسعى إلى تكرار الإنجاز ، والتي لم تستطع حتى الآن تحقيقه ، وإنما نكتفي بالوصول (شبه المتكرر) إلى النهائيات والخروج من أدوارها الأولى ، فالإنجاز الحقيقي هو الذي لأول مرة يتحقق بعد غياب طويل ، وتختلف الانجازات باختلاف مناسباتها فمنها الألقاب هي الأهم ، ومنها خطف بطاقة العبور للأدوار التالية ، أو التأهل للنهائيات ، فعندما تتكرر عملية الوصول يفقد وصفه بالإنجاز الكبير أو العظيم.

* وهنا أحب أوجه رسالة للشارع الرياضي اليمني ، إبتداء بالجمهور العظيم وانتهاء بالاعلام الرياضي، إذا أردنا الوقوف مع هذا المنتخب فيجب علينا عدم المبالغة في تعظيم وتضخيم هذا التأهل لأنه سبق وتحقق بقيادة المدرب السوري (محمد ختام) فبالغ الاعلام بالفرحة وعظم حجم الانجاز ، مما جعل الاتحاد والقائمين على الكرة يكتفون بالوصول ، وأقالوا المدرب ، وكلنا شاهدنا المستوى الذي ظهر به منتخبنا في النهائيات .. ولكن ما يجب علينا فعله كإعلام رياضي وجمهور رياضي ، هو أن لا نجعل تلك النجاحات وقتية تنتهي مثل الفقاعات ، وإنما علينا رفع سقف الطموحات والضغط على الاتحاد من أجل وضع خطة أو استراتيجية من أجل الاهتمام بالمنتخب من كل النواحي ، إبتداء بالمعسكرات التحضيرية وانتهاء بالمباريات الودية.

* وفي الأخير نؤكد أن أمهات اليمنيين لن يتوقفن عن إنجاب المواهب الكروية التي تتمتع بالمهارات الفردية الفطرية والتي يشهد عليها كل المتابعين أو المحللين العرب ، فمنتخب يضم أمثال الدمبر وبوتشي والكوماني وأحمد راضي وبلابل والذين إذا تم الاهتمام بهم جيداً وصقل مواهبهم سيشكلون النواة الحقيقية لمستقبل الكرة اليمنية.