القاق والقيق

> ناصر صالح أبو زكي

>  لمن لا يعرف المعنى والتوضيح حول كلمة القاق سابقاً والقيق المنتشرة حالياً!
قديماً في بلادنا، على سبيل المثال، لو كلفت واحد بمهمة أو طلبت منه شيئاً تقول له: هل تقدر عليها أم ستقول قاق؟ وكلمة قاق كانت تدل على الفشل والعجز والجبن والذل، وكلمة قاق مأخوذة من صوت الدجاجة، كون الدجاجة ضعيفة ذليلة تخاف من أبسط شيء.

وكان نادراً ما تجد أحد يقبل على نفسه أن يصل لمرحلة "القاق"، ويقولها لأنها كانت تعتبر إهانة وتوحي بالذل والعار بأن يصل الواحد للعجز ويقول "قاق"، حتى الدولة نفسها من سابق عندما كنا أطفالاً كانت تكافح وتعمل كل جهدها حتى لا تصل للفشل والعجز وتصل لمرحلة السقوط إلى "القاق"، ولكن الزمن تغير وتبدل حاله حتى قاق لم تعد قاق، حيث تم تغيرها إلى "قيق" ويعود سبب التغير والتبديل من قاق إلى قيق للأسباب التالية:

زمان القاق كان زماناً كله إخلاص وأمانة ومصداقية ونبل وعدل ويطبق النظام والقانون على الكل بالتساوي بدون تمييز ولا وساطة، وأيضاً كان لا يوجد فساد، ولم يكن القوي يأكل حق الضعيف أو ينهب حقه، وكانت هناك دولة ترعى شعبها وتحافظ على حقوقه وتوفر له كل الرعاية والاهتمام وفق الإمكانيات المتاحة، وهذا ما جعل الشعب متماسكاً والروابط الأسرية متينة ومتواصلة، وإذا تعرض أي إنسان لأي أزمة مالية أو غير مالية، كان يجد الكثير يقفوا إلى جانبه ويساعدونه حتى يخرج من أزمته، ولهذا السبب لم نصل لمرحلة "القاق"، وهي مرحلة العجز والفشل.. إلخ.

أما "القيق" في زماننا الحالي، فسبب ظهوره في المقام الأول هي الدولة، لأن الأغلبية من قيادات الدولة ومسؤوليها فاسدون ولصوص، ينهبون حقوق الشعب وثرواته لدرجة أن الدولة وصلت لمرحلة أبعد من مرحلة "القيق" وهي "البيق" لعدم صرفها رواتب الموظفين، لأنه لا توجد أي دولة في العالم تحارب شعبها وتحرمه من راتبه، مصدر عيشه الوحيد، وهذا ما جعل الدولة تقولها وبكل وضوح وبصوت مرتفع ومعلن "قيق".

إذا كانت الدولة وقيادتها وحكومتها وصلت للقيق والبيق، فكيف يكون حال الشعب بشكل عام، وحال أسر الشهداء والجرحى الأبطال بشكل خاص؟! رغم تضحياتهم البطولية إلا أنهم حرموا من حقوقهم الشرعية والقانونية وأهمها الرواتب والعلاج الذي أوقفته دولة "القيق والبيق".
فهل يوجد أمل بأن تخرج دولتنا من مرحلة القيق وتعود وتنهض إلى مرحلة القاق؟ مرحلة كانت أفضل بكثير من مرحلة "القيق"
اللهم جنبنا القيق والبيق، وفرجها عنا كل ضيق، وأصلح ولاة أمورنا ووفقهم لإصلاح الطريق، لأن حال البلاد والعباد لا يُطاق.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى