> بما يحاكي الواقع وبلهجتنا اللحجية الدارجة ومفرداتها العذبة، التي افتقدناها كثيراً في نصوص شعرائنا المحليين، كتب بيرم لحج، الشاعر المرحوم مسرور مبروك عوض، الكثير من القصائد بمختلف مضامينها وتفعيلاتها وموازينها وأغراضها الشعرية، حيث نظم في الهجاء والوصف والمدح والغزل والموضوعات الوطنية والحماسيات، فمن منا لا يتذكر شهيرة مسرور مبروك، الذي كتبها في الستينات تنديداً بالاستعمار البريطاني "فين بحر المانش من حقاتنا"، وغيرها، مما نشر ومما لم ينشر بعد.. أما ما كتبه في المنلوج الاجتماعي الساخر والهادف الكثير والكثير، ومنه أغنية "يابت الناس هبي لش" التي لحنها صلاح كرد، وتغنى بها في الخمسينات مطنوش والعطيفي والحسيني، ثم أعادها الحسينيي الذي قدمها في منلوج ثنائي مقلداً لدور البنت، شاركه شروى في هذا الديالوج في التسعينات، حيث تم تصويره ونشره، كما قدمت أعمال أخرى في هذا المجال تغنى بها عثمان عبدربه والمولد وغيرهم.

ابتكر الشاعر مسرور مبروك العديد من روائعه الشعرية معارضةً لبعض القصائد كقصيدته العراضية لتي كتبها على (هيثم عوض قال) القمندانية، عند سجنه بسبب اقتراضه مبلغاً وعدم تمكنه من التسديد لسطيح (الحبيل)، والتي أرسلها للقمندان وعلى ضوء ذلك قام القمندان بالواجب وتم الإفراج عن مسرور، والتي جاء في مطلعها "أبو محمد على هيثم عرض أمره"، كما كتب قصائد أخرى بمثابة ردود على قصائد بعض الشعراء، ومنها رائعته التي بين أيدينا "يوم في لحج الوطن"، التي كتبها رداً على قصيدة "طير من وادي تبن" للشاعر لطفي جعفر أمان، والتي تغنى بها ووثقها للإعلام الفنان عبدرحمن باجنيد، ربنا يرحمهم جميعا، كما تغنى بأغنية "يوم في لحج الوطن" معظم فناني لحج وأبرزهم محمد علي الدباشي، وبشير ناصر، وعبد سيلان، وأحمد فضل ناصر، وجمال السيد (بيت عياض) الذي كان مولعاً بأدائها منذ بداياتنا الفنية معاً في أوائل السبعينات، وقد رددها الكثيرون. كما كتبت على هذا الوزن وبلحن محسن أحمد مهدي قصيدة أخرى رداً على قصيدة لطفي جعفر أمان للشاعر عبدالخالق مفتاح، تغنى بها عبدالكريم توفيق ومحمد عوض شاكر وآخرون "غنِ يا كروان غنِ أنسنا ماله ثمن.. هاشني الظبي الأغن ذي سكن داخل عدن"، وقد لحن وتغنى مؤخراً بقصيدة مسرور، بعد تعديل البداية، الفنان محمد علي ميسري، كما تغنى بها الفنان عبود الخواجة وآخرون "يقول مسرور ابن مبروك" ولا ننسى الثنائيات الجميلة التي شكلها مسرور مع محمد علي الدباشي ومنها: "عشق الطفر"، "في المولعة هب الضمار"، و "من الحوطة للراحة 500 ميل".. وغيرهم:

يوم في لحج الوطن

في ربا وادي تبن

شفت غاني من عدن

مشيته مشية بفن

ساجي العينين فتان

من بلاد صيرة وشمسان

قد خطر لابس لفستان

من صناعة إنجلن

طرز في صنعه جديد

بدلة العيد السعيد

موضة العصر الجديد

قد مضی عصر الشنن..

شفت في يسراه ساعة

صحنها يلمع لماعة

سلسها زين الصناعة

سلس غالي في الثمن..

والشوالي وسْط يده

في اليد اليمنی بحده

أربعة معدود عدة

والمراتق بالسين..

باهي الخدين أسمر

مبسمه كالدم أحمر

زاد من فوقه تحمَّر

من شرع له ذا وسن؟

وافت الصدفة بلقياه

والتقت عيني بعيناه

فإذا بالقلب يهواه

تاه به قلبي وجن..

فابتدأني بالسلام.

بعد نظرة وابتسام

وابتديته بالكلام.

قد فتني وافتتن

أذكر اني من زمن

شفت ذا الوجه الحسن

ما قدرت أذكر إذن

فين شفته وابن من..

ما قدرت أذكر تمام

فين شفته قبل عام

تاه به قلبي وهام

ذي بحسنه قد فتن

قلت له يا حلو زين

في عدن تسكن وفين

قال في حافة حسين

قلت له تنسب لمن

راح مني خطوتين

قلت رايح أنت فين

يا كحيل المقلتين

فالتفت نحوي وصن

صن لحظة ثم قال:

أيش لك في ذا السؤال

قلت له بس كيه تعال

أيها الظبي الأغن

بس خليك الدلال

لا تزرزر لي الحبال

يا متوج بالجمال

يا ورش وردي الوجن..

ليه نعم هكه وراك

ليه تتصنع جفاك

والرضا في مقلتاك

ما أبرعك يابن عدن..

ليه يا سيد الغواني

عندما لحظك دعاني

ولسانك قد بداني

بالتحية يا حسن..

ليه تتخاشف عليّه

بعد وقفتنا سويه

وابتسامة وتحيه

عبّرت عما بطن..

قلت له قولة أحبك

أظهرت لي سر قلبك

لا تمثل دور حبك

حبنا أصبح علن..

قال طولت الحوار

أيش بك شي بك سُكار

في السرَك طال الهدار

حس أنا قلبي أعتجن..

بس قلي باختصار

شي معك في لحج دار

شانقيل بالنهار

والمسا نسمر كمن..

واجتمعنا في المحل

وافتتح باب الغزل

طاب من بعد الزعل

بعد ما اتمزمز وطن..

لأن خلي وامتثل

وتبادلنا القبل

أحلی من طعم العسل

ومن السلوی ومن..

فاتني قبّلت فاهه

والحمورة في شفاهه

والتثمته بشراهه

واعتنقني وافتهن..

كان هذا يوم سعدي

حين حط خده بخدي

وتوسد فوق زندي

ثم أصبحنا بدن..

من كثير الضحك ينهف

والعناق واللثم صفصف

كلنا يعرق وينشف

والكل منا يسكب جلن..

قال يالحجي دلا بي

راحتك فيها عذابي

الرشح بلل ثيابي

قوم دوّر لي لجن..

قلت له خلي التجنان

ليس هذا وقت صبان

لا ولا تجفيف الآن

لا ولا نحن صبن..

قال لي أوه يقصفك

أوه منك ما أجلفك!

انته بارع ما أحرفك!

ما أسحرك يابن تبن!..

بس وخّر كيه يابه

زدت أقرب لاجنابه

قال مو هذي الصلابه

أنته مو عقلك جنن..