ألغام الحوثيين تفتك بحياة المواطنين في قرية شخب بالضالع

> الأهالي: تحررنا من الحوثيين لكننا أسرى في بيوتنا

>
تعج قرية شخب في منطقة الفاخر في محافظة الضالع بالألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها قوات الحوثي، أثناء تواجدها في المنطقة.

الأهالي: تحررنا من الحوثيين لكننا أسرى في بيوتنا
الأهالي: تحررنا من الحوثيين لكننا أسرى في بيوتنا

وتعتبر قرية شخب واحدة من عدة مناطق في الضالع تعاني من الألغام التي زرعها الحوثيون قبل فرارهم منها، إذ يعاني المواطنون في الأودية والتباب المجاورة لمنطقة شخب، والتابعة لمديرية قعطبة، من وجود عبوات ناسفة وألغام مزروعة في مناطق متفرقة، كما تعاني من نفس المشكلة عدة مناطق أخرى في حجر، مثل قرية باجة ومنطقة المشاريح أقصى غرب حجر شمال غرب الضالع.


بدورها، «الأيام» زارت، أمس الأول، قرية شخب الواقعة على يسار الخط الأسفلتي العام الذي يربط محافظة الضالع بمحافظة إب، إذ يُلاحظ كل من يزور المنطقة أن سكان المنطقة يدعون جميع القادمين لقريتهم لتوخي الحذر وعدم الخروج عن الطريق العام الواضح الذي يستخدمونه.


وتحدث العقيد، م. مثنى صالح عيسى، لـ«الأيام» قائلاً: "لا توجد في القرية مواقع عسكرية كما ترون، حتى يقوم الحوثيون بزرع ألغامهم، لكنهم قاموا بزرعها في مداخل القرية ومخارجها، ولا يوجد من يمر فيها غير سكانها"، مضيفاً: "في صباح الأمس (الأربعاء الماضي) عند الساعة الثامنة صباحاً، كانت إحدى السيدات ذاهبة إلى العمل في الوادي، وفجأة انفجر بها لغم أدى إلى بتر قدمها، وأصاب إحدى يديها بجروح خطيرة".

عقيد في اللواء 83: اكتشفنا 67 لغماً في تباب القراميد
عقيد في اللواء 83: اكتشفنا 67 لغماً في تباب القراميد

وأكمل العقيد مثنى صالح حديثه قائلاً: "حادثة انفجار اللغم على المرأة، تعد الثالثة التي تشهدها القرية، فقد سبقتها حادثتين، الأولى كانت انفجار لغم بسيارة على متنها عائلة، والحادثة الثانية كانت انفجار لغم بشاحنة كانت في طريقها لسقي إحدى المزارع"، مضيفاً: "هذه القرية يوجد بها المئات من الألغام المزروعة، وننحن نوجه نداءً عاجلاً إلى قيادة المنطقة الرابعة والتحالف العربي لإرسال فرق هندسية إلى القرية، وقد اكتشفنا اليوم (أمس الأول) 8 ألغام كانت مزروعة في طرقات القرية وجوانبها وكذلك في الجرب الزراعية".

وقال المواطن ماجد صالح قايد، أحد أبناء قرية شخب: "نزحنا من القرية في فترة الحرب، عندما وصل الحوثيون إلى قرية شخب والفاخر، وبعد تحريرها مع بقية المناطق المجاورة عدنا إلى القرية وتفاجأنا حينها أن الأرض مزروعة بالألغام والعبوات الناسفة، الأمر الذي منع النساء من الذهاب إلى الشعاب المجاورة لجمع الأحطاب"، مضيفاً: "نتمنى أن تقوم دول التحالف بإرسال فرق هندسيه متخصصه لنزع الألغام من قريتنا المنكوبة، فالمواطنون لم يتمكنوا من الذهاب إلى الآبار لجلب الماء خوفاً من الألغام المزروعة بشكل عشوائي".


وأردف المواطن صالح قائلاً: "تم اكتشاف 47 لغماً فردياً في وادي القراعي وتبة الثعل، وتم اكتشاف 8 ألغام مضادة للدبابات في تبة المزارع، وقد انفجر أحد الألغام بشاحنة نقل، كما انفجر آخر بسيارة تابعة لأحد المواطنين كانت تحمل 4 نساء و4 أطفال، وقد أدى إلى إصابتهم".

اثار دماء احد السيدات انفجر بها لغم صباح الامس الاربعاء
اثار دماء احد السيدات انفجر بها لغم صباح الامس الاربعاء

وتحدث الشيخ صالح الحاج قايد، عن الوضع في القرية بشكل عام بالقول: "وضعنا العام في قرية شخب يسوده الخوف والقلق مما عانيناه أثناء الحرب، ومن الألغام المزروعة حول البيوت والطرقات العامة والمؤدية إلى الأودية والآبار، التي وجدناها بعد تحرير المنطقة من الحوثيين"، مضيفاً: "تعرضت القرية للقصف والضرب بمختلف أنواع الأسلحة أثناء الحرب، وهناك الكثير من المنازل تضررت بشكل كبير، كما تعرضت مدرسة شخب في أطراف القرية للقصف بالمدفعية، وحتى الآن طلقات مدفعية الحوثي تصل إلى المدرسة وما جاورها، ما تسبب بخوف الطلاب الذين لا يذهبون إلى المدرسة، خوفاً على حياتهم".


وأشار الشيخ صالح إلى أن سكان القرية نزحوا بالكامل أثناء الحرب، وعندما تحررت عادت الأهالي، "ولكن منذ أن عدنا ونحن أسرى مسجونين في منازلنا خشية الألغام والعبوات الناسفة".

وناشد التحالف العربي والمجتمع الدولي بلفتة طيبة إلى قرية شخب المنكوبة، ومد يد العون وإرسال فرق متخصصة لمسح المنطقة بالكامل من الألغام ومخلفات الحروب كقذائف الدبابات.

مواطن: عثرنا على 8 ألغام مضادة للدبابات في تبة المزارع
مواطن: عثرنا على 8 ألغام مضادة للدبابات في تبة المزارع

من جانبه أوضح العقيد محمد مسعد عبدالله، ركن هندسة اللواء 83، أنه "تم اكتشاف 67 لغماً في تباب القراميد، وفي موقع الرزمة اكتشفنا عبوة وعليها عدسة للتصوير، وعبوة ناسفة أخرى متصلة بدواسة، أما وفي طريق عبور السيارات، ما بين تباب القراميد والذرة، فقد اكتشفنا 7 ألغام مضادة للمدرعات، وفي منطقة القفلة في غول حبيل الحجوف اكتشفنا 47 لغماً فردياً، و11 عبوة ناسفة (متصلة بدواسة)، وهناك لغمين انفجرا بحمار يستخدم لنقل المياه بالقرب من أحد المنازل.

جانب من تضرر احد المناسف بفعل الضرب باسلحة رشاشة
جانب من تضرر احد المناسف بفعل الضرب باسلحة رشاشة

وأكمل العقيد محمد مسعد حديثه قائلاً: "كما تم اكتشاف لغم في الجعدانة و2 للأفراد، ولغم متصل بدواسة انفجر بأحد أبطال المقاومة الجنوبية، بالإضافة إلى ذلكن فقد تم اكتشاف 6 ألغام فردية جوار أحد المنازل، و7 ألغام فردية في حبيل الباطنة، وهناك عبوتين ناسفتين اكتشفهما أبطال المقاومة في تباب عثمان".

واختتم العقيد في اللواء 83 حديثه بالقول: "إننا نعمل حالياً بجهود ذاتية، وندعو الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية إلى دعم الجهود التي تقودنا نحو وطن خالٍ من المتفجرات".

تقرير/ محمد صالح حسن
خاص «الأيام»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى