صنفان من المسئولين

> سامي صالح الجمحي

>
 المسئول الذي تناط به شؤون الناس تقع على عاتقه مهام جسيمة عليه أن ينفذها بكل أمانة ويستشعر المسئولية العظيمة التي أوكلت إليه، ويجب أن يتقي الله في عمله وتعامله مع الناس، ومن هذا المنطلق يمكن أن نصنف - حسب الواقع الملموس - المسئولين إلى صنفين: صنف يقومون بمهامهم على أكمل وجه، وتجد المواطن يثني عليهم ثناءً حسنًا؛ بل وتبلغ سيرتهم العطرة الطيبة الكثيرين، وهؤلاء هم من يستحقون أن يكونوا في هذه المواقع وتتشرف بهم أيما تشريف ويسعد بهم الناس أيما سعادة ويشار إليهم بالبنان.

أما الصنف الآخر من المسئولين لا يبالون بمهامهم ولا يعنيهم أمر المواطن الذي يتكبد في كثير من الأحيان عناء قطع المسافات الطويلة ومبالغ التنقل من هنا وهناك؛ لأجل أن يأتي عند ذاك المسئول ليخلص بعض معاملاته الهامة وفي قرارة نفسه أنه سيخلص معاملته بأسرع وقت وعمل حسابات أخرى لأعمال أخرى، ولكنه للأسف اصطدم بعدم وجود ذلك المسئول الذي وجد عمامته فوق الكرسي ولم يجده بل ولم يأتِ يومه ذاك وظلت العمامة حاضرة ولم يحضر. 

هذا الصنف من المسئولين هم عبء ثقيل على المواطن ولاسيما الغلبان الذي لا حول له ولا قوة مع هذا الوضع المعاش الصعب، والمصيبة الكبيرة أنك تجد من يطلب منهم مقابل من أجل (تخليص كذا، وعمل كذا)، يعني يريد "رشوة" لإنجاز عمل هو واجب عليه القيام به دون مقابل، وتلاعب بمشاعر الناس التي تحتاج من يخفف عنها ويعينها على إنجاز مهامها بكل يسر وسهولة.

ولكن للأسف عندما تموت الضمائر وتصبح الرشوة هي سبب موتها وتستفحل الرشوة ويكون القات هو سبب استفحالها، وكل ذلك هو من قتل الضمائر وخلخلها وجعلها مهزوزة وسيئة الصيت والسمعة وجعلها مهانة ودنس كرامتها وقبح صورتها في أوساط المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى