> تقرير/ خالد بلحاج
قصص الآباء والأجداد عن الجار ما تزال عالقة في أذهان الكثير منا، حيث كانت العلاقات مبنيّة على التعاون والحرص والتكافل والمحبّة والوئام والتضحية.. إلخ من القيم والخصال الحميدة التي عرفناها وتربينا عليها، حيث ألزمنا ديننا بحقوق الجار لكن العلاقات الاجتماعية بين الجيران في الوقت الحاضر تغيرت عما كانت عليه بالأمس ولأسباب مختلفة.
"الأيام" استطلعت آراء الناس للوقوف حول أسباب التغير الذي طرأ على علاقات الناس بجيرانهم.
█ تحول اقتصادي
كانت محطتنا الأولى مع "أبو سعيد" الذي حدثنا عن الجار والجيرة بين الأمس واليوم، حيث قال: "في الوقت الراهن حدث تحول كبير في حياة الناس اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، والكل اليوم أصبح مشغولاً بهمومه الحياتية، و حتى الجار الذي كان يشارك جاره في كل شيء أصبح اليوم بعيداً حتى في وقت الشدائد والأزمات ربما بسبب مغريات الحياة المتزايدة التي غيرت النفوس ودمرت علاقاتنا الإنسانية".
ويسترسل "أبو سعيد" بسرد قصة خاصة عن حقوق الجار في إحدى مناطق حضرموت في حديثه: "في أحد الأيام طرق الباب جارنا (أبو علي) الذي كان يروم الذهاب إلى الحج مع زوجته، وأدخل إلى البيت (بناته الثلاث)، وقال لوالدي الذي كان لديه تسعة أبناء من الذكور يعيشون في بيت واحد: أخي العزيز إنني سأترك بناتي أمانة عندكم لحين عودتي من بيت الله".

يضيف الوالد أبو سعيد: "تصوروا عظم العلاقة والثقة بين الجيران، بنات الجار وسط تسعة شباب في بيت واحد، تلك هي حياتنا في الزمن السابق كانت مبنية على الثقة والإخلاص والحب المتبادل، في ذلك الزمن لم أكن أعرف أنا هذا جار؛ بل كنت أعتقد أن جميع تلك العوائل هم أقاربي. هذه الثقة من المستحيل أن تجدها اليوم في مجتمعنا لقد تبدل كل شيء وتغير، وانتهت أواصر الإخوة وانعدمت الثقة بين الجميع.
█ فصل عنصري ومناطقي
أما أبو سالم رجل يرى أن الفرق كبير بين علاقات الجيران بين الأمس واليوم، وما بين جار الأمس وجار اليوم: "العلاقة بين الجيران أصابها شيء من الضعف والفتور، ففي الأمس القريب كان الجيران عائلة واحدة يجمعها الحب والأخوة، ويزداد تماسكها في المحن والحروب التي مرت بنا في السابق".
ويضيف: "أيام الشدة والسنين العجاف كنا نتقاسم رغيف الخبز مع جارنا، وكانت عوائلنا تجتمع في بيت واحد، وأتذكر أنني خاطرت بنفسي وعائلتي من أجل إنقاذ أبناء الجيران حينما كانوا هاربين من الخدمة العسكرية وأخفيهم في داري".
أما اليوم فقد تغير الحال، وبحسب الوالد أبو سالم، فإن المشكلات بين الجيران تزايدت، وبعض المشكلات بين أطفال الجيران تصل أحيانا إلى الخصام والقطيعة بينهم، وأحيانا تصل إلى حد الفصل العنصري والقبلي والمناطقي، والسبب هو عدم تحكيم العقل وتذكر حقوق الجار، شيء مؤلم حقاً أن تموت في داخلنا معاني الإنسانية.
█ عنف وحروب وصراع
أما خالد علي، وهو طالب جامعي، فلم يذهب بعيداً عن قول أبو سالم، ويرى أن العنف والصراع السياسي والحروب كان له أثر كبير في تدهور العلاقات بين الجيران، حيث يقول: "نعم لقد اختلفت العلاقات بين الجيران وقلت أواصر الارتباط بين الجميع، ولأسباب مختلفة ترتبط بظروف الحياة الاقتصادية الصعبة، فهذه الأشياء أسهمت بخلق مجتمع عنيف غير قادر على التواصل والعطاء، فربُّ الأسرة وبسبب انشغاله المتواصل في العمل ابتعد وبشكل تدريجي عن الاختلاط مع الجيران، وهو ما أثر على تربية الأولاد".
█ مغريات وتقنيات
الأخت سامية فرج تقول: "إن الجار اختلف عما كان عليه منذ 25 عاماً، تلك الأيام كانت جميلة ورائعة للجميع، كانت القلوب طاهرة ومملوءة بالحب، هذا الوضع تغير بشكل كبير في زمننا الحالي، وأعتقد أن أهم أسباب التغير هو المال الحرام وأموال الشبهة التي أثرت بشكل كبير على الأجيال".
وتضيف سامية فرج في حديثها: "الأرواح الطاهرة غيرتها سموم الجهل، فالغش والخداع والكذب والرياء والغيبة.. إلخ من الأمور الأخرى، هي اليوم أساسيات في جميع معاملاتنا اليومية خصوصاً تلك التي ترتبط بمصادر الرزق والمعيشة".
محمد أحمد من جهته يرى أن التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة أسهمت بشكل كبير في إضعاف العلاقات الخاصة بين الجيران، حيث يقول: "لقد تأثر الجميع بتقنيات العصر المتطورة التي أصبحت جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، فمنذ دخول الساتلايت والإنترنت والهواتف الذكية، ابتعد الجار عن جاره وانشغل بما لديه من أجهزة وتقنيات، ومتابعة للمسلسلات الوافدة".
█ فشل تعليمي
أما عمر علي فيرى أن من أهم أسباب تغير العلاقة بين الجيران هو تردي الوضع التعليمي وفشل المؤسسة التعليمية في خلق جيل يعي حقوق الجار.
كما يرى علاء محمد أن الابتعاد عن الدين كان له أثر واضح في تدهور الكثير من العلاقات الاجتماعية في مجتمعنا، حيث يقول: "لقد ابتعدنا كثيراً عن الدين والتربية الدينية وتناسينا وصايا الرسول وأهل بيته - صلى الله عليه وسلم - التي شملت كل جوانب الحياة ومنها العلاقة بين الجيران، حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)".
"الأيام" استطلعت آراء الناس للوقوف حول أسباب التغير الذي طرأ على علاقات الناس بجيرانهم.
█ تحول اقتصادي
كانت محطتنا الأولى مع "أبو سعيد" الذي حدثنا عن الجار والجيرة بين الأمس واليوم، حيث قال: "في الوقت الراهن حدث تحول كبير في حياة الناس اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، والكل اليوم أصبح مشغولاً بهمومه الحياتية، و حتى الجار الذي كان يشارك جاره في كل شيء أصبح اليوم بعيداً حتى في وقت الشدائد والأزمات ربما بسبب مغريات الحياة المتزايدة التي غيرت النفوس ودمرت علاقاتنا الإنسانية".
ويسترسل "أبو سعيد" بسرد قصة خاصة عن حقوق الجار في إحدى مناطق حضرموت في حديثه: "في أحد الأيام طرق الباب جارنا (أبو علي) الذي كان يروم الذهاب إلى الحج مع زوجته، وأدخل إلى البيت (بناته الثلاث)، وقال لوالدي الذي كان لديه تسعة أبناء من الذكور يعيشون في بيت واحد: أخي العزيز إنني سأترك بناتي أمانة عندكم لحين عودتي من بيت الله".

يضيف الوالد أبو سعيد: "تصوروا عظم العلاقة والثقة بين الجيران، بنات الجار وسط تسعة شباب في بيت واحد، تلك هي حياتنا في الزمن السابق كانت مبنية على الثقة والإخلاص والحب المتبادل، في ذلك الزمن لم أكن أعرف أنا هذا جار؛ بل كنت أعتقد أن جميع تلك العوائل هم أقاربي. هذه الثقة من المستحيل أن تجدها اليوم في مجتمعنا لقد تبدل كل شيء وتغير، وانتهت أواصر الإخوة وانعدمت الثقة بين الجميع.
█ فصل عنصري ومناطقي
أما أبو سالم رجل يرى أن الفرق كبير بين علاقات الجيران بين الأمس واليوم، وما بين جار الأمس وجار اليوم: "العلاقة بين الجيران أصابها شيء من الضعف والفتور، ففي الأمس القريب كان الجيران عائلة واحدة يجمعها الحب والأخوة، ويزداد تماسكها في المحن والحروب التي مرت بنا في السابق".
ويضيف: "أيام الشدة والسنين العجاف كنا نتقاسم رغيف الخبز مع جارنا، وكانت عوائلنا تجتمع في بيت واحد، وأتذكر أنني خاطرت بنفسي وعائلتي من أجل إنقاذ أبناء الجيران حينما كانوا هاربين من الخدمة العسكرية وأخفيهم في داري".
أما اليوم فقد تغير الحال، وبحسب الوالد أبو سالم، فإن المشكلات بين الجيران تزايدت، وبعض المشكلات بين أطفال الجيران تصل أحيانا إلى الخصام والقطيعة بينهم، وأحيانا تصل إلى حد الفصل العنصري والقبلي والمناطقي، والسبب هو عدم تحكيم العقل وتذكر حقوق الجار، شيء مؤلم حقاً أن تموت في داخلنا معاني الإنسانية.
█ عنف وحروب وصراع
أما خالد علي، وهو طالب جامعي، فلم يذهب بعيداً عن قول أبو سالم، ويرى أن العنف والصراع السياسي والحروب كان له أثر كبير في تدهور العلاقات بين الجيران، حيث يقول: "نعم لقد اختلفت العلاقات بين الجيران وقلت أواصر الارتباط بين الجميع، ولأسباب مختلفة ترتبط بظروف الحياة الاقتصادية الصعبة، فهذه الأشياء أسهمت بخلق مجتمع عنيف غير قادر على التواصل والعطاء، فربُّ الأسرة وبسبب انشغاله المتواصل في العمل ابتعد وبشكل تدريجي عن الاختلاط مع الجيران، وهو ما أثر على تربية الأولاد".
█ مغريات وتقنيات
الأخت سامية فرج تقول: "إن الجار اختلف عما كان عليه منذ 25 عاماً، تلك الأيام كانت جميلة ورائعة للجميع، كانت القلوب طاهرة ومملوءة بالحب، هذا الوضع تغير بشكل كبير في زمننا الحالي، وأعتقد أن أهم أسباب التغير هو المال الحرام وأموال الشبهة التي أثرت بشكل كبير على الأجيال".
وتضيف سامية فرج في حديثها: "الأرواح الطاهرة غيرتها سموم الجهل، فالغش والخداع والكذب والرياء والغيبة.. إلخ من الأمور الأخرى، هي اليوم أساسيات في جميع معاملاتنا اليومية خصوصاً تلك التي ترتبط بمصادر الرزق والمعيشة".
محمد أحمد من جهته يرى أن التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة أسهمت بشكل كبير في إضعاف العلاقات الخاصة بين الجيران، حيث يقول: "لقد تأثر الجميع بتقنيات العصر المتطورة التي أصبحت جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، فمنذ دخول الساتلايت والإنترنت والهواتف الذكية، ابتعد الجار عن جاره وانشغل بما لديه من أجهزة وتقنيات، ومتابعة للمسلسلات الوافدة".
█ فشل تعليمي
أما عمر علي فيرى أن من أهم أسباب تغير العلاقة بين الجيران هو تردي الوضع التعليمي وفشل المؤسسة التعليمية في خلق جيل يعي حقوق الجار.
كما يرى علاء محمد أن الابتعاد عن الدين كان له أثر واضح في تدهور الكثير من العلاقات الاجتماعية في مجتمعنا، حيث يقول: "لقد ابتعدنا كثيراً عن الدين والتربية الدينية وتناسينا وصايا الرسول وأهل بيته - صلى الله عليه وسلم - التي شملت كل جوانب الحياة ومنها العلاقة بين الجيران، حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)".