حب رسول الله.. "ولكم في رسول الله أسوة حسنة"

> نسرين علي حسن

>  الحب أسمى العلاقات، حب النبي صلى الله عليه وسلم، من أفضل القربات والأعمال الصالحة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت"، وأي مكانة هي أفضل من أن تكون مع رسول الله في أعلى الدرجات؟!.
فهناك أعلام من العلماء صوروا لنا حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، من أمثال قول الحسن البصري - رحمة الله عليه - إذا ذكر حديث الجذع للنبي صلى لله عليه وسلم، يقول: "يا معشر المسلمين الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه".

هكذا كان حالهم مع رسول الله صلى وعليه وسلم، فكيف حالنا معه ومع سيرته؟ وأين نحن من هؤلاء..؟ وما أثر الحُب عندنا، وما أثره عندهم..؟
إن من نِعم المولى علينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن ندين له بالفضل بعد الله تعالى، فهو سيد الخلق أخرجنا من ظلمات الكفر إلى الإيمان، وبلغ الرسالة، وأدّى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، فجزاه الله عنّا خير الجزاء، وصلى الله عليه صلاة تملأ أقطار السموات والأرض وسلم تسليماً كثيراً.

ولقد شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأكده في بعض المواضع والأزمان، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم".
فعندما كان السلف يكتبون اسمه صلى الله عليه وسلم في كتبهم أثبتوا الصلاة والسلام كتابة ولو تكررت كثيراً، ولا يرمزون. فكان الشيخ من عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في إحدى رسالته في النهي عن كتابة الرموز، نحو "ص" و "صلعم" بدلا من "الصلاة والسلام على رسول الله".

وهناك مواضع أخرى يشرع فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثل عند الاستيقاظ من النوم مساءً، فإن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عشراً عند استيقاظه من النوم تدركه شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وكذلك عند الجلوس في كل مجلس لابد من ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه حتى لا تدركهم الحسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة.

وأيضاً من المواضع والأماكن التي يشرع فيها الصلاة على النبي صلى الله وسلم في يوم الجمعة، وعند سماع الأذان، وعند دخول المسجد والخروج منه،  وعند التشهد في الصلاة.. يا سبحان الله! قُرن اسمه صلى الله عليه وسلم مع المولى عزّ وجل في الشهادتين وفي الأذان كذلك "أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهدُ أن محمداً رسول الله" صلى الله عليه وسلم.

فأنت يا مسكين ما واجبك نحو نبّيك صلى الله عليه وسلم في زمان قد تمادى في الناس إلى سب نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقل فيه الذكر، والعمل بسننه؟!.. فإن واجبنا ومسؤوليتنا المُلقاة نحو هذا الزمان هو العمل على إزالة الغبار الذي سكنها الدين حتى يكون القيام بهذا الواجب العظيم تاماً، فلابد من أن أوجه هذه الكلمات إلى القائمين به.

علينا أن نتقي الله ونصلح ذات البين، فإن إصلاح ذات البين شيء عظيم، ونعمل بالصدق من أجل إحياء منهج النبّوة، ومنها الصحابة ومن بعدهم إلى يوم الدين.
يا أصحاب المناصب.. يجب أن نتذكر أن هناك صفقة عقدها لنّا المولى فيما بيننا وبينه عز وجل.. وأعد الله لنا جنات عرضها كعرض السموات والأرض، بقوله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".

نعم.. هذا هو الفوز والنجاح والاستقرار والأمان العظيم، هذه رسالتي لكم وإلى كل من يحمل مهام، كان عليه الإخلاص لله ولأي شيء يقوم به، ولتطبيق سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو شرط التمكين لقوله تعالى: "يعبدونني لا يشركون بي شيئا".
اللهم هيأ لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل كلمتك، ويخذل فيه أهل معصيتك، واحفظنا جميعاً من شرهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى