تزايد الحالات المصابة بسوء التغذية بأبين ومسئول: الدعم غير كافٍ

> تقرير/ عبدالله الظبي

> ازدادت مؤخراً، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، الأمراض والأوبئة التي انعكست سلباً على حياة الأسرة وخاصة الأم والأطفال.

ويأتي في مقدمة هذه الأمراض سوء التغذية، والذي قد يُودي بحياة الأطفال، إذ إنه من أكبر الكوارث الإنسانية التي تضررت منها مناطق البلاد عموماً ومحافظة أبين على وجه الخصوص، والتي تزايد فيها نتيجة لعوامل عدة أثرت على القطاع الصحي والإنسان فيها، ولعل مشكلة النزوح والحرب هي المؤثر الأكبر، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي ومستوى دخل الأسرة الضئيل، بل هناك أسر ليس لها دخل اقتصادي بالمطلق، حيث حصدها الجوع وفتكت بها الأمراض مثل الكوليرا والإسهالات المائية التي تسببت بازدياد حالات سوء التغذية.


وسوء التغذية، وخاصة الحاد، يُعد مشكلة صحية خطيرة قد تودي إلى الوفاة، لكنها حالة مرضية قابلة للعلاج إذا تم اكتشافها ومعالجتها سريعاً.

تزايد الحالات المصابة بسوء التغذية بأبين ومسئول: الدعم غير كافٍ
تزايد الحالات المصابة بسوء التغذية بأبين ومسئول: الدعم غير كافٍ

«الأيام» زارت مستشفى زنجبار العام حيث يرقد العديد من الأطفال ممن يعانون من سوء التغذية في القسم الخاص.

تقول أم أحد الأطفال، بينما كانت قاعدة بجنب طفلها: "خفت على طفلي الذي كان يُعاني من سوء التغذية الحاد، ولكن الحمد لله بعد أن أتيت به إلى هذا القسم في المستشفى تحصلت على العلاج الكافي من قِبل الممرضات واللاتي باشرنه بإعطاء العلاج اللازم، واليوم ولله الحمد تحسن كثيراً".
مئات الحالات
رئيسة قسم سوء التغذية بالمستشفى د. فاطمة قاسم سالم، أشارت إلى أن قسم سوء التغذية تأسس في مستشفى زنجبار بالعام 2017م من قِبل منظمة الصحة العالمية.
د. فاطمة سالم
د. فاطمة سالم


وأوضحت في حديثها لـ«الأيام» أن الحالات المصابة بسوء التغذية وصلت خلال الثلاثة الأشهر الماضية نحو 324 حالة أغلبها من النازحين وبمستوى متوسط نتيجة للدعم المقدم من المنظمات الدولية والذي خلق تحسناً في وضعهم، مضيفة: "كما أن مستويات سوء التغذية الحاد في مديرية زنجبار نفسها تتجاوز مستويات المتوسط، وتزايدت هذه الأعداد كل يوم بين الأطفال والأمهات بسبب عوامل عديدة أثرت سلبا على القطاع الصحي، كمشكلة النزوح والحرب ومستوى دخل الأسرة وغيرها، ويمكن الوقاية من سوء التغذية الحاد باتباع الممارسات الصحيحة في تغذية الرّضع وصغار الأطفال والاهتمام بالرعاية الصحية والنظافة الشخصية، كما يمكن اكتشاف هذا النوع من الحالات لجميع الأطفال من عمر ستة أشهر إلى أقل من خمس سنوات باستخدام قياس محيط منتصف الذراع، وإحالتها إلى المرافق الصحية المعتمدة في معالجتها، ثم الحصول على قائمة بالأطفال المصابين على مستوى القرى".

أسباب كثيرة
ولفتت رئيسة قسم سوء التغذية بالمستشفى زنجبار إلى أن هناك عدة عوامل أدت إلى ظهور حالات سوء التغذية لدى الأطفال والأمهات أيضاً، ومنها الحالة الاقتصادية للواقع الذي تمر به البلاد، وهي حالة مشابهة لوضع المحافظات الأخرى، ناهيك عن الحرب وتأثيراتها السلبية، وهي كلها عوامل مؤثرة على الوضع الاقتصادي للأسرة والوعي الصحي، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات سوء التغذية، أيضا الجانب الآخر هو النزوح السكاني إلى محافظة أبين من محافظات شمالية كالحديدة وتعز التي انتشرت فيها حالات سوء التغذية وسجلت في المستشفى، مؤكدة أن الحالة الاقتصادية لدى الأسرة مؤثرة جداً على حالة التغذية بالنسبة للطفل وللأم، مشددة على رعاية الأسرة، وبشكل مكثف، ونشر التوعية لدى الأم بصفة خاصة والأسرة والمجتمع بصفة عامة من خلال التثقيف الصحي المبرمج والممنهج وبشكل مستمر دون توقف لضمان توعية صحية متكاملة الأطراف تنعكس إيجابا على وعي الأم والأسرة والمجتمع، وبالتالي تضمن انخفاضا كبيرا لحالات سوء التغذية.


وأثنت د. فاطمة سالم في حديثها لـ«الأيام» على الدور الذي يقوم به كل من مكتب الصحة بالمحافظة ومكتب الصحة بالمديرية ومديرة المستشفى، وكذا المنظمات الدولية الداعمة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية التي يعود الفضل لها في افتتاح القسم ودعمه بالأدوية والتغذية وتقديم المبالغ المالية لبعض الأسر، بالإضافة إلى منظمة "اليونيسيف".
دعم غير كاف
وأكد مدير مكتب الصحة العامة في مديرية زنجبار، عبدالقادر باجميل، بأن المشفى يقدم الدعم اللازم للأطفال المصابين بسوء التغذية وبحسب الإمكانيات المتاحة.
عبدالقادر باجميل
عبدالقادر باجميل

وأوضح في تصريحه لـ«الأيام» أن "الدعم الذي يقدم لقسم سوء التغذية من قِبل منظمة الصحة العالمية غير كافٍ للقسم"، مطالباً من المنظمات العاملة في المحافظة بالاهتمام بهذا القسم الذي عالج الكثير من الحالات الواصلة إليه منذ افتتاحه، ويعمل كادره الطبي على مدار 24 ساعة.


وبحسب متخصصين، فإن الجهل والفقر يعدان أبرز عاملين في ظهور حالات سوء التغذية، يضاف إليهما تداعيات الحرب والظروف الاجتماعية القاسية والمتدنية، وضعف التثقيف الصحي عبر وسائل الإعلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى