تحضير وبيع الخبز.. مهنة الفقراء في أبين

> تقرير/ عبدالله الظبي

> بيع وطباخة الخبز التقليد بجميع أنواعه المتعارف عليها بمحافظة أبين، مهنة قديمة تزايد أعداد المشتغلين بها مؤخراً في بالمحافظة، نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية في البلاد عموماً على الرغم من عائداتها الشحيحة.
ويتفق المشتغلون في بيع الخبز وتسويقه بأن الظروف المعيشية الصعبة هي التي دفعتهم إلى العمل اليومي على بيع الخبز من أجل توفير لقمة عيش كريمة لهم لأفراد أسرهم.
دخل يومي ضئيل
يبدأ العديد من السكان المحليين في مديريتي زنجبار وخنفر كدحهم وعملهم اليومي منذ شروق الشمس حتى الظهر في بيع الخبز بكل أنواعه، ثم يقومون بعملية البحث عن الحطب، وقطع الأشجار لاحتطابها بأدوات تقليدية وجلب الكمية المناسبة لتحضير وجبة اليوم المقبل.

ويتراوح دخل الفرد اليومي من هذه المهنة بين ألفين و3 آلاف ريال في أفضل الأوقات.

تحضير وبيع الخبز.. مهنة الفقراء في أبين
تحضير وبيع الخبز.. مهنة الفقراء في أبين

وتوجد في مديريتي زنجبار وخنفر العديد من الأماكن المخصصة لبيع الخبز في أسواق المديريتين.

واعتاد المواطنون لاسيما كبار السن شراء الخبز وتنولها في المقاهي الشعبية مع الشاي وخاصة بعد صلاة الفجر.
ومن يزور هذه الأسواق سيجد أمامه الكثير من الباعة قد ارتسمت على وجوههم علامات التعب والجهد نتيجة العمل الذي يقومون به جراء التنقل من مكان إلى آخر في الأسواق.

ظروف معيشية صعبة
«الأيام» حاولت التحدث مع بعضهم لمعرفة عن قرب معاناتهم وما الذي دفعهم لمزاولة هذه المهنة المتعبة، غير أن الكثيرين منهم رفضوا في البدء قبل أن يتم إقناعهم بإعدادنا لمادة صحيفة لِما يعانونه.
وأكد جميعهم بأن الظروف المعيشية الصعبة هي من دفعتهم إلى الخروج في الصباح الباكر من كل يوم حتى الظهر لبيع الخبز؛ ليتمكنوا من توفير لقمة عيش كريمة لأفراد أسرهم.


يقول الحاج قاسم حسن، وهو أحد الباعة في سوق العاصمة: "أستيقظ مع شروق شمس كل يوم جديد لأحضر نفسي فيما تبدأ زوجتي بإعداد خبز الدخن في التنور والذي يعرف عندنا بـ (الموفا) بعد إشعال النار فيه يتم وضع الخبز حتى يجهز، وبعدها يأتي دوري بأخذه إلى السوق وبيعه على الزبائن".

ويعمل الحاج حسن في هذه المهنة منذ 5 سنوات، وتعد مصدر دخله الوحيد الذي يعتمد عليه في إعالة أفراد أسرته المكونة من زوجته وأربعة أطفال، كما يقول.
ويضيف في حديثه لـ«الأيام»: "الحمد لله على كل حال، أنا أعمل في هذه المهنة لكسب لقمة العيش الحلال، ولا يمر يوم دون أن نقوم ببيع ما يقارب 30 قرصاً من الخبز حتى وقت الظهر، بمبلغ يتراوح ما بين ألفين إلى 3 آلاف ريال في اليوم في حال تمكنت من بيع كافة الخبز الذي بحوزتي".

مصدر دخل وحيد
فيما قال الحاج سعيد محمد، وهو أحد باعة الخبز في سوق مدينة جعار: "أقوم مع صلاة الفجر وتبدأ الزوجة بإعداد الخبز بكافة أنواعها من خبز الدخن، وخبز اللحوح، وخبز الكدر، وغيرها من أنواع الخبز البلدي المتعارف عليها في المناطق الريفية في المحافظة، ومن ثم أذهب به إلى السوق لبيعه لتوفير ما نحتاجه من مبالغ مالية، وليس لي مصدر دخل آخر غير هذه المهنة الشاقة والمتعبة".


وتابع حديثه لـ«الأيام» قائلاً: "أعيل أسرة مكونة من 12 فرداً، ومن أجلهم أتحمل الكثير من الصعوبات منها صعوبات الحصول على الحطب والتي أقوم بالبحث عنها بعد الظهر حتى المساء، وهنا أجدها فرصة لأتوجه برسالة إلى المنظمات الدولية والمحلية نناشدهم من خلالها سرعة تقديم الدعم في هذه المشاريع الصغيرة وتوسعتها إلى أن تصبح مشاريع كبيرة تدر دخلاً كبيراً على مزاوليها".

وجبات مفيدة
من جانبه، قال الحاج محمد وهو أحد الزبائن الذين يقومون بشراء الخبز من الحاج قاسم: "أخرج بعد صلاة الفجر من منزلي إلى السوق؛ لشراء هذه الأنواع من الخبز، والذي يعد من أفضل المأكولات الشعبية في محافظة أبين، وبذات لنا نحن كبار السن".

وأضاف: "لا يمر عليّ يوم من دون أن أذهب فيه إلى سوق لشراء الخبر من الحاج قاسم، وإذا لم أذهب أشعر بنقص في ذلك اليوم".

مهنة نبيلة
وأوضح الإعلامي ناصر الجريري أن الكثير من صغار السن والشباب وكبار السن وجدوا بيع الخبز الشعبي بمختلف أنواعه مهنة ومصدر دخل لهم ولأفراد أسرهم.
وأكد الجريري بأن عمل هؤلاء في هذه المهنة الشريفة والنبيلة أفضل من أن يمدوا أيديهم إلى الناس أو أن يسلكوا سلوكاً غير سوي قد يؤدي إلى انحرافهم.

وطالب في حديثه لـ "الأيام" الدولة والسلطة المحلية والجهات المعنية بسرعة دعم مثل هؤلاء الشباب بتوفير لهم فرص العمل، كما تمنى من أصحاب رؤوس الأموال تقديم الدعم وإيجاد فرص عمل للشباب من خلال الاستثمار في كافة القطاعات، وطالب أيضاً من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والجمعيات الخيرية بضرورة تبني ودعم الشباب بالمشاريع الصغيرة والمدرة للدخل وخلق فرص عمل لهم من أجل مساعدتهم ليعيلوا أنفسهم وأسرهم وبما يكفل لهم حياة كريمة ويكونوا نواة بناء في المستقبل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى